يُعد كلًا من التهاب البربخ ودوالي الخصية من الأمراض التي تصيب منطقة الخصية لدى الرجال، ولكن هناك عدة فروق جوهرية بينهما من حيث التعريف والأسباب والأعراض، نوضحها فيما يلي:
التهاب البربخ: يُعرف التهاب البربخ بأنه الالتهاب الذي يصيب أنبوب البربخ الملتف خلف الخصية، وهو الأنبوب الذي ينقل ويخزن الحيوانات المنوية، ويمكن أن يصيب هذا المرض الذكور من مختلف الفئات العمرية.
دوالي الخصية: أما دوالي الخصية فهي عبارة عن تضخم يصيب الأوردة الموجودة في كيس الصفن، وهو الكيس الذي توجد بداخله الخصيتان، وتحدث تلك الإصابة نتيجة عدم دوران الدم خارج كيس الصفن، بل إنه يتجمع في الأوردة، ويبدأ مرض دوالي الخصية في التكون خلال مرحلة البلوغ.
أسباب الإصابة بالتهاب البربخ ودوالي الخصية
تتمثل أسباب الإصابة بالتهاب البربخ ودوالي الخصية فيما يلي:
التهاب البربخ
الإصابة بالعدوى المنقولة بالاتصال الجنسي، وأبرز تلك الأمراض السيلان والكلاميديا.
الإصابة بالتهاب البربخ الكيميائي نتيجة وجود بول في البربخ؛ بسبب تدفقه بشكل عكسي، وقد تحدث تلك الحالة نتيجة الحزق الشديد أو رفع الأشياء الثقيلة.
الإصابة بالعدوى البكتيرية التي تنتقل من مكان العدوى سواء المسالك البولية أو البروستاتا إلى البربخ.
الإصابة بالعدوى الفيروسية مثل فيروس النكاف.
تعرض منطقة الفخذ لأي إصابة.
في حالات نادرة قد تؤدي الإصابة بمرض السل التهاب البربخ.
دوالي الخصية
لم يتم التوصل إلى العامل الرئيسي المؤدي للإصابة بدوالي الخصية، ولكن يمكن أن تنتج الإصابة عن إصابة الصمامات الموجودة داخل الأوردة، والتي تحافظ على حركة الدم بالخلل.
كما أن الأوردة تتمدد ويُصاب الرجل بدوالي الخصية، لأن وريد الخصية الأيسر يتخذ مسارًا يختلف عن مسار الوريد الأيمن، وهو ما يزيد من فرص حدوث مشكلات في تدفق الدم على الجانب الأيسر.
أعراض التهاب البربخ ودوالي الخصية
أما عن الأعراض المصاحبة لكل من التهاب البربخ ودوالي الخصية فهي كالتالي:
أعراض التهاب البربخ
الشعور بألم تدريجي في أحد جانبي الخصية.
إصابة كيس الصفن بتورم وسخونة.
ظهور احمرار في كيس الصفن.
نزول السائل المنوي مخلوطًا بالدم.
الشعور بانزعاج في منطقة الحوض، أو في أسفل البطن.
نزول إفرازات من العضو الذكري.
زيادة عدد مرات التبول على مدار اليوم.
الشعور بوجع عند التبول.
ارتفاع درجة حرارة الجسم.
الشعور بألم خلال الاتصال الجنسي.
التهاب البربخ والم الفخذ
يُعد الشعور بألم في منطقة الفخذ القريبة من منطقة الإصابة بالتهاب البربخ، واحدًا من ضمن أعراض الإصابة بالمرض.
أعراض دوالي الخصية
وجود ثقل في كيس الصفن، وكلما كان حجم الخصية كبيرًا كلما ازداد حجم هذا الثقل.
يقل حجم الخصية المصابة عن الخصية السليمة.
الشعور بألم خاصة عند الوقوف، أو في وقت الليل، وفي الغالب يقل الشعور بهذا الألم عند الاستلقاء.
اتساع الأوردة الموجودة في كيس الصفن.
مضاعفات التهاب البربخ ودوالي الخصية
هناك مجموعة من المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة بالتهاب البربخ ودوالي الخصية، وذلك على النحو التالي:
مضاعفات التهاب البربخ:
انتشار الالتهاب ما بين البربخ والخصية.
قلة معدل الخصوبة.
امتلاء كيس الصفن بالخراج.
مضاعفات دوالي الخصية:
عدم نمو الخصية بشكل طبيعي بالنسبة للفتيان الذين يمرون بمرحلة البلوغ.
فقدان الخصية لأنسجتها وبالتالي انكماشها، وذلك بالنسبة للرجال.
في بعض الحالات قد تؤدي دوالي الخصية إلى الإصابة بالعقم.
هل التهاب البربخ يؤثر على الإنجاب
نعم، حيث يلعب مرض التهاب البربخ دورًا في إصابة المريض بالعقم.
فهذا المريض يؤدي إلى ظهور تندبات في الأنسجة، فتنسد قنوات البربخ، وبالتالي لا تستطيع الحيوانات المنوية التحرك بحرية والخروج.
الأعراض المرافقة لمرض التهاب البربخ مثل تورم الخصية، يؤدي إلى حدوث خلل في وظيفتها، وتهالكها من الجانبين، ومن ثم تقل قدرتها على إنتاج الحيوانات المنوية بصورة طبيعية.
تؤدي الإصابة بمرض التهاب البربخ إلى قلة عدد الحيوانات المنوية، وبالتالي الإضرار بعملية الخصوبة، وتقل فرص الإنجاب.
من الآثار الناتجة عن الإصابة بمرض التهاب البربخ الإصابة بقصور الغدد التناسلية في الخصية، فيحدث خللًا في الانتصاب لدى المريض نتيجة عدم قدرة الخصية على إنتاج كميات كافية من هرمون التستوستيرون.
تزيد الإصابة بمرض التهاب البربخ من مخاطر الإصابة بالعقم، نتيجة تقيد حركة الحيوانات المنوية؛ بسبب ما ينتج عن هذا المرض من تكّون أجسام مضادة، فتلتصق الحيوانات المنوية ببعضها البعض، ويُصاب المريض بالعقم.
قد ينتج عن الإصابة بالتهاب البربخ عوامل أخرى تزيد من مخاطر الإصابة بالعقم، ومنها انخفاض كفاءة عمل الحيوانات المنوية، ضمور الخصية، تلف الجهاز القنوي.
علاج التهاب البربخ
هناك العديد من الوسائل العلاجية التي يلجأ إليها الأطباء في حالات التهاب البربخ، وهي كالتالي:
تناول المضادات الحيوية التي تعالج التهاب البربخ البكتيري، وخلال فترة العلاج، يوصي الطبيب المريض بالراحة وتناول مسكنات الألم، وتطبيق كمادات باردة، مع ارتداء حزام رياضي لدعم كيس الصفن، ومن المقرر أن يشعر المريض بالتحسن خلال فترة تتراوح ما بين يومين إلى ثلاثة أيام.
بعض الأطباء يلجؤون إلى الإجراء الجراحي في حال وجود خراج في مكان الإصابة، حيث يتم تصريف الخراج من خلال تلك الجراحة، وقد تشتمل الجراحة على استئصال البربخ بشكل كلي أو جزئي، كما تُعد الجراحة خيارًا مطروحًا في حالة إصابة المريض بتشوهات بدنية كامنة.
وتشتمل العلاجات المنزلية لالتهاب البربخ على الآتي:
الحصول على قسط كافِ من الراحة.
عندما يُرفع كيس الصفن يجب الاستلقاء على الفراش.
التوقف عن الاتصال الجنسي لحين الشفاء من العدوى.
عدم رفع الأوزان الثقيلة.
ارتداء داعم رياضي.
تطبيق الكمادات الباردة على كيس الصفن، ويُفضل الوصول إلى أقصى درجة مُحتملة من البرودة.
علاج دوالي الخصية
في الغالب لا تحتاج حالات دوالي الخصية إلى علاج، ولكن يتم إجراء جراحة لعلاج دوالي الخصية أمرًا ضروريًا إذا كان المريض يعاني من مشكلات في الإنجاب نتيجة إصابته.
وتعتمد تلك الجراحة على إغلاق الوريد المصاب، حتى يتدفق الدم إلى الأوردة السليمة، وبالتالي تتحسن جودة السائل المنوي، أو تزداد أعداد الحيوانات المنوية ويُعالج اضطرابها، أو تعود الخصية المصابة إلى حجمها الطبيعي.
ويتمثل الإجراء الذي يقوم به الجراح في تخييط الوريد لمنع تدفق الدم من خلاله، وذلك بعد تخدير المريض كليًا.
فيقوم الطبيب بإجراء من الاثنين، الأول هو عمل شق صغير أسفل الفخذ، ثم استخدام مجهر قوي في ربط عدة أوردة صغيرة، ومدة هذا الإجراء لا تزيد عن 3 ساعات.
والثاني هو استخدام المنظار في استئصال دوالي الخصية، حيث يقوم الطبيب بعمل شقوق صغيرة أسفل البطن، وفي تلك الشقوق يقوم بإدخال أدوات جراحية متصلة بأنابيب مع كاميرا فيديو، ثم يقوم بربط عدد الأوردة المُحددة، ومدة هذا الإجراء لا تزيد عن 40 دقيقة.
ولكن من عيوب تلك الجراحة أنها تنطوي على العديد من المخاطر وهي الإصابة بالعدوى، الإصابة مرة ثانية بدوالي الخصية، تراكم السوائل أو التجمع الدموي حول الخصيتين، الشعور بألم مزمن في الخصية، الإضرار بأحد الشرايين.
قد يشعر المريض بعد الجراحة بألم بسيط، ولكنه يستمر لبضعة أيام أو أسابيع، وفي هذه الحالة يتناول مسكنات الألم الموصوفة من قِبل الطبيب المعالج، أو التي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية مثل الأيبوبروفين والأسيتامينوفين.
وبعد مرور أسبوع من الجراحة، يمكن للمريض العودة للممارسة حياته بشكل طبيعي، وفي حال مداومته على ممارسة التمارين الرياضية؛ فيمكنه استئنافها بعد أسبوعين من الجراحة، أما العودة إلى ممارسة العلاقة الجنسية، فهي تحتاج إلى استشارة الطبيب المعالج.