يعتبر انقطاع النفس أثناء النوم أو كما يعرف أيضا باسم الانسداد النومى، هو أكثر أنواع الاضطرابات التنفسية انتشارا، وهو يؤول إلى حدوث توقف مؤقت في عملية التنفس بشكل مكرر، فقد تصل مدة انقطاع النفس لمدة تتراوح فيما بين العشر والعشرين ثانية في المرة الواحدة.
ومن الجدير بالتوضيح هو أنه يتواجد أكثر من نوع لعملية الانسداد النومى، إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن أكثر هذه الأنواع انتشارا هو انقطاع النفس الانسدادي النومي، وعلمية الانقطاع هذه تكون ناتجة عن استرخاء عضلات الحلق بشكل منقطع، مما يؤدي إلى غلق مجرى الهواء أثناء النوم، ولعل أبرز أعراض هذه النوعية من انقطاع النفس هو حدوث ظاهرة الشخير.
أعراض انقطاع النفس أثناء النوم
يوجد العديد من الأعراض التي تظهر علي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الانسداد النومى، والتي يمكننا من خلالها معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من مشاكل انقطاع النفس أثناء النوم أم لا، وأبرز هذه الأعراض هي ما سيلي ذكره في طيات السطور التالية.
الشعور الدائم بحاجة مفرطة للنوم.
إصدار صوت الشخير بصوت عال أثناء النوم.
علاوة عن حدوث دائم لارتفاع في مستوى ضغط الدم، والإصابة بالصداع الصباحي.
بالإضافة إلى التعرض لنوبات ملحوظة وواضحة من انقطاع التنفس أثناء النوم.
زيادة عن تواجد مشكلة في التركيز خلال فترة الاستيقاظ، مع مصاحبة التقلبات المزاجية بشكل سيئ، مثل الإصابة بالاكتئاب أو الاستثارة بش سريع وغير مبرر.
كما أنه من الممكن أن يصاحبه تواجد خلل في الرغبة الجنسية، مع الحاجة للهث أثناء محاولة التنفس وأخذ الشهيق.
أسباب انقطاع النفس أثناء النوم
تتواجد العديد من الأسباب التي من شأنها أن تجعل الإنسان يعاني من مشكلة انقطاع النفس أثناء نومه، وبناء على هذا، فسنقوم بسرد هذه العوامل في محاولة منّا لتجنب حدوث هذه الأسباب.
يعد من أبرز الأسباب المؤدية لحدوث انقطاع النفس أثناء النوم هو حدوث ارتخاء في العضلات التي تتواجد في المنطقة الخلفية من الحلق بشكل أكبر من الطبيعي، مما يؤول إلى تواجد موانع تحد من عملية التنفس بشكل طبيعي، لاسيما وأن هذه الأجواء من المنطقة الخلفية من الحلق يتواجد بها هياكل من سطح الفم، بجانب قطعة النسيج المثلثة المتأرجحة من اللهاة واللوز واللسان.
بالإضافة إلى أنه حالما يحدث هذا الارتخاء، فإنه يحدث ضيق في مجرى الهواء، والذي قد يصل إلى حدوث انغلاق تام عند عملية الشهيق، والذي قد تصل مدته إلى العشر ثواني أو أكثر، مما يؤدي إلى حدوث انخفاض في نسبة الأكسجين في الدم، مؤدية لتراكم غاز ثاني أكسيد الكربون.
والذي يؤدي بدوره إلى وصول إحساس للمخ بعدم القدرة على التنفس، مما يؤول إلى الاستيقاظ من النوم بشكل فوري، وذلك كي يتمكن من فتح مجرى الهواء واستنشاق الأكسجين، إلا أن هذه العملية في الأغلب لا تستغرق وقتا كبيرا، أي أنها لا تصل لأن يفيق النائم من نومه، بل حتى في الأغلب لن يتذكرها.
علاوة عن كون أنه من الوارد أن يستيقظ النائم من نومه شاعرا بضيق في التنفس، إلا أنه يختفي بشكل لحظي حالما يقوم بأخذ نفس عميق، كما أنه من الممكن أن يصاحب هذه العملية صوت شخير أو اختناق أو لهاث.
والجدير بالتوضيح هو أنه من الممكن أن يتعرض الإنسان لهذه العملية من خمسة لثلاثين مرة في الساعة على مدار نومه، ولهذا فإن هذه العملية تكون أكبر عائق أمام النائم وصوله إلى مرحلة النوم العميق، ولهذا فيشعر مصابي هذه المشكلة بالنعاس الشديد كلما استيقظوا من نومهم.
ومن المهم توضيح أنه في أغلب الأحيان لا يشعر الشخص الذي يعاني من مشاكل الانسداد النومى، أو بنومه المتقطع، فكل ما يشعر به المصاب هو أنه لم ينل قسطه الكافي من الراحة والنوم فقط.
علاج توقف التنفس أثناء النوم
بعدما قد تعرفنا على ماهية مشكلة الانسداد النومى، فها هو الدور على توضيح كيفية علاج هذه المشكلة، خصوصا وأن طريقة العلاج تتوقف وتعتمد علي مدى شدة المشكلة، وهذا نظرا لتواجد العديد من الحلول التي تختلف مع اختلاف الحالة.
حيث أنه في الحالات الخفيفة، أو التي تتواجد عندهم المشكلة بشكل بسيط، يمكن حل المشكلة من خلال إحداث تغيير بسيط في الروتين اليومي، والذي يتمثل فيما يلي ذكره.
تغيير طريقة النوم، فبدل من أن ينام المصاب على ظهره، يمكنه النوم على أحد جانبيه أو بطنه.
في حالة لو كان المصاب من المدخنين، فهنا يجب عليه الإقلاع عن التدخين.
إنقاص الوزن في حالة لو كان المصاب يعاني من السمنة المفرطة أو الوزن الزائد.
يمكن اللجوء إلى حل مشاكل الحساسية التي تصيب الأنف في حالة تواجدها.
أما في حالة لو لم تكن هذه الحلول السابقة كافية، ولم تحدث أي تغيير أو تحسن، وفي الأغلب يكون المصاب بالانسداد النومى يعاني منه في مرحلته المتوسطة أو الشديدة، فهنا يلجأ الطبيب إلى بعض الحلول الأخرى، والتي تتمثل فيما يلي سرده.
جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر: وهو أحد العلاجات الأساسية المستخدمة في التخلص من مشاكل انقطاع النفس أثناء النوم، وهذا نظرا لكون أن دوره يقوم على الحفاظ على مجرى الهواء مفتوح، وذلك من خلال توفير تيار هواء، ناتج عن ضغط ثابت ومستمر، فيكون أعلى من ضغط الهواء المحيط، ذلك عبر أحد الأقنعة التي يتم وضعها على الأنف والفم.
أخذ الأكسجين: في بعض الحالات المستعصية، تحتاج الحالة إلى النوم، بينما يتم تزويدها بالأكسجين، وذلك بغرض إيصال كميات الأكسجين الطبيعية والتي يحتاج إليها الجسم.
الخضوع للجراحة: في العديد من الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى التدخل الجراحي، وخصوصا لو كان من يعاني من مشاكل الانسداد النومى من الأطفال، ففي هذه الحالة في الأغلب يكون لديهم مشاكل في اللوزتين، فيتم العمل على توسيع مجرى الهواء، وذلك عبر التخلص من الأنسجة الزائدة أو اللوزة المتضخمة ذاتها.
العلاج الدوائي: قد يلجأ الطبيب إلى العلاجات الدوائية التي من شأنها أن تعمل على علاج مشاكل انقطاع النفس أثناء النوم، إلا أنه على الرغم من ذلك فلا يمكن تناول أي عقار طبي إلا تحت إشراف طبي، خصوصا مع العلاجات التي تشبه الأسيتازولاميد، والزولبيديم والتريازولام.
علاج انقطاع التنفس أثناء النوم بالاعشاب
مع انتشار الوعي في الآونة الأخيرة بالعلاج من خلال الطب البديل، فقد أوضح المختصين بأنه تتواجد العديد من الأعشاب الطبيعية التي من شأنها أن تعمل علي الحد من أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم، وذلك نظرا لفوائدها الكبيرة في مكافحة الالتهابات والحساسية التي من شأنها إحداث مشاكل ضيق التنفس.
النعناع: يعد النعناع واحد من أفضل المشروبات الطبيعية التي من شأنها أن تعمل على الحد من مشاكل انقطاع التنفس أثناء النوم، وهذا نظرا لمفعوله الكبير في الحد من الاضطرابات التي تحدث أثناء النوم.
اللافندر: في حالة شرب اللافندر قبل النوم، فإنه يفيد في الحد من نسبة المخاط المتواجد في الجيوب الأنفية والممرات الهوائية، مما يؤدي إلى تسهيل عملية النوم.
الزعتر: يعتبر الزعتر من أهم الأعشاب التي تدخل في علاج مشاكل ضيق التنفس، وخصوصا وأثناء النوم، وهذا نظرا لمفعوله القوي في تحسين عملية التنفس الطبيعي متخلصا من الاحتقان ومشاكل السعال، وهذا نظرا لاحتوائه في تكوينه على مضادات الهيستامين.