يؤثر معدل سكر الدم بصورة كبيرة على الجسم، وذلك لأنه يعتبر دليل ومؤشر على إصابة الشخص بمرض السكري أم لا، ومن الطبيعي أن يزيد نسبة السكر بالدم عقب تناول الوجبات المختلفة إلا أنها لا تتخطى نسب معينة، وهناك عدة عوامل قد تؤثر على معدل السكر بالدم مثل النشاط اليومي والضغوط النفسية والحركة وطبيعة الوجبات التي يتم تناولها وتناول أنواع دواء معينة، فدائما ما يكون معدل السكر الطبيعي بالدم في ساعات الصباح أو قبل تناول الطعام 80/120، وفي حال إن كان الشخص مصاب بمرض السكري أن يتابع معدل السكر بالدم بشكل يومي من أجل أن يتجنب حدوث أي مضاعفات كحدوث غيبوبة السكر.
بعدما يتناول الشخص للطعام فإن الجسم تلقائياً يقوم بتحويل الطعام إلى سكر جلوكوز من أجل إمداد الجسم بما يحتاج إليه من طاقة ضرورية تساعده على أداء الوظائف الحيوية، هرمون الأنسولين يقوم بإدخال السكر للخلايا، بينما كميات السكر الزائدة فيتم تخزينها بالكبد والعضلات على هيئة جلايكوجين، وأحياناً قد يتحول السكر لدهون ويتم تخزينها بالخلايا الدهنية التي تعتبر مصدر الطاقة بالجسم.
ومن الممكن أن يتعرض بعض الأشخاص الأصحاء لبعض التغيرات بمستوى السكر في الدم عقب تناولهم لكميات كبيرة من السكر أو الكربوهيدرات أو تناول الكحول، أو بعد تعرض الشخص لضعوط نفسية شديدة، ووحدها الفحوصات المخبرية هي من تقوم بتحديد إصابة الشخص بمرض السكري أم لا، ويعتبر المعدل الطبيعي للسكر في الدم عقب تناول الطعام هو 70/140، بينما أثناء الصيام يكون معدله الطبيعي 70/99.
يتم انتظام معدل السكر بالدم من خلال عدد من الهرمونات مثل هرمون النمو وهرمون الجلوكاجون وهرمون الكورتيزول والأنسولين والكاتيكول، ويعتبر أهم هذه الهرمونات هو الأنسولين وذلك لأن الأنسولين يُفرز كنوع من الاستجابة للعديد من المحفزات مثل ارتفاع مستوى الأحماض الدهنية والأحماض الأمينية بالدم وارتفاع السكر بالدم.
إن المعدل الطبيعي للسكر بالدم يختلف بحسب اختلاف طبيعة الفحوصات التي تُجرى مثل:
وقيمة السكر التراكمي يعبر عن متوسط مستوى السكري بالدم على مدى شهرين لثلاثة أشهر ماضية، في هذا الفحص يتم الاعتماد على قياس كمية السكر التي ترتبط بالهيموجلوبين بالدم، حيث أن الشخص لا يحتاج إلى الصيام قبل إجرائه، ويعتبر المستوى الطبيعي للسكر في هذا الفحص هو نتيجة أقل من 5.7%، ويتم تشخيص الإصابة بالسكري في حال تسجيل قراءتين منفصلتين لمستوى السكر، تبلغ كل قراءة منهما 6.5% وما يزيد، ولكن في حال إن كانت قراءات الفحص تقع ما بين 5.7 إلى 6.4% فهذا دليل على أن الشخص بالمرحلة التي قبل مرض السكري.
هذا الفحص يحتاج إلى أن يصوم الشخص مدة ليلة كاملة، ويعتبر المستوى الطبيعي للسكر في هذا الفحص أن تكون النتيجة أقل من 100 ملغ/ديستيلتر ما يعادل 5.6 مللي مول/لتر، بينما في حال مستوى السكر ما بين 100 إلى 125 ملغ/ديسيلتر أي يعادل 5.6 إلى 6.9 ملي مول/ لتر، فإن هذا يعتبر دليل على أن الشخص في المرحلة التي تسبق المرض، بينما يتم تشخيص الإصابة بالسكر في حال تسجيل قراءتين منفصلتين للسكر يكون مستوى السكر في كل منهما 126 ملغ/ديسلتر وأكثر بما يعادل 7 مللي مول/لتر وأكثر.
هذا الفحص يتطلب أن يصوم الشخص قبلها مدة ليلة كاملة، ويقوم بقياس مستوى السكر بالدم في الصباح، وبعدها يتناول الشخص مشروب محلول سكري معين وبعدها يتم قياس مستوى السكر بالدم بصفة دورية على مدى ساعتين على التوالي، وأثناء قياس السكر بالدم يتطلب أن تكون القيمة الطبيعية له أقل من 140ملغ/ديسيلتر ما يعادل 7.8 ملي مول/لتر، ولكن في حال تجاوز القراءة لمستوى 200 ملغ/ديسلتر ما يعادل 11.1 مللي مول/لتر فذلك يعتبر مؤشر على إصابة الشخص بالسكري، ولكن في حال تراوح القراءة بين 140إلى 199 ملغ/ديسيلتر بما يعادل 7.8 إلى 11 ملي مول/لتر فهذا دليل على أن الشخص بالمرحلة التي تسبق المرض.
حيث يتم أخذ عينة من دم الشخص الذي يرغب في الفحص في وقت عشوائي، دون اشتراط الصيام أو ما هو موعد أخر وجبة قام الشخص بتناولها قبل أن يخضع لهذا الفحص، ويتم تشخيص المرض لو وصل مستوى السكر بالدم 200ملغ/ديسيلتر أو أكثر أي يعادل 11.1 ملي مول/لتر.