يُعرف مرض التوحد أو كما يُطلق عليه اضطراب طيف التوحد أو الذاتوية واحد من أهم الاضطرابات التي يواجهها عدد كبير من الأشخاص على مستوى العالم، وهو عبارة عن حالة مرتبطة بمدى نمو الدماغ عند الأطفال، وهذا الأمر يؤثر على الطفل عند التعامل مع الآخرين، وبالتالي تنتج عدد من المشاكل المختلفة المتعلقة بالتواصل والتفاعل الاجتماعي.
ويُمكن الاستدلال على وجود مرض التوحد من خلال عدة علامات مختلفة، وتختلف ظهور تلك العلامات باختلاف الحالة المرضية وباختلاف عمر المريض ومستوى المرض أيضًا.
فإن أعراض وعلامات التوحد تبدأ منذ مرحلة الطفولة المبكرة أي قبل إتمام الطفل سنة من عمره، وفي بعض الأحيان تظهر علامات هذا الاضطراب في عمر العامين أو أكثر، وهذا الأمر يختلف من طفل إلى آخر.
وتتضمن علامات وأعراض مرض التوحد بشكل عام الآتي:
عدم وجود استجابة سريعة من قبل الطفل بشكل عام.
عدم الانتباه عند مناداة الطفل باسمه.
عدم الاستجابة للرعاية التي يلقاها الطفل أو المؤثرات المختلفة المتواجدة حوله.
تجنب التواصل البصري بشكل متكرر.
عدم استطاعة الطفل التعبير عن مشاعره أو حتى إظهار تعبيرات الوجه.
ظهور بعض السلوك العدوانية والانطوائية على الطفل.
فقد المهارات اللغوية وتجنب النطق والتحدث.
عدم الاختلاط مع الأشخاص.
الميل للعزلة والجلوس أو اللعب على انفراد.
أحيانًا يكون هناك صعوبة في التعلم، وأحيانًا يمتلك الطفل معدل ذكاء عالي مما يجعله يتعلم بسرعة.
رفض بدء المحادثات، أو حتى الاستمرار فيها.
لا يتمكن الطفل من فهم الأسئلة البسيطة أو حتى التوجيهات البسيطة.
لا يستطيع فهم مشاعر الآخرين.
يُشبه الطفل الإنسان الآلي في التصرفات والأفعال.
لا يستطيع التفاعل اجتماعيًا.
في بعض الأحيان يكون هناك حساسية ضد الضوء والصوت المرتفع.
يُفضل عدم اقترابه من الآخرين، وعدم اقتراب الآخرين منه، ويفضل ألا يلمسه أحد.
أحيانًا يظهر على الطفل أنه لا يُبالي من الشعور بالحرارة أو حتى بالألم.
علامات التوحد في الشهر الثامن
يتم وصف مرض التوحد على أنه عبارة عن مجموعة من الاضطرابات العصبية التي ينتج عنها عدد المشاكل المختلفة في التواصل والتفاعل مع الأشخاص بالإضافة إلى أنه يتسبب في تغيّر العديد من السلوكيات والتصرفات، ويُمكن ملاحظة تلك التغييرات على الطفل قبل أن يتم سنة من عمره، أي أنها يُمكن أن تظهر بداية من عمر الستة أشهر أو الثمانية أشهر، ويُعرف حينها التوحد بأنه توحد بسيط، وتتضمن علامات التوحد البسيط في الأشهر الأولى الآتي:
عدم وجود أي استجابة من قبل الطفل عند وجود مختلف المؤثرات الصوتية والبصرية من حوله.
عدم الانتباه عند مناداة الطفل باسمه.
عدم وجود أي تعبيرات على الوجه عند ملاعبة الطفل.
يكون هناك صعوبة في الانتباه والتواصل البصري.
التأخر في النطق.
عدم تمتع الطفل بالنشاط الحركي اللازم من أجل الحبو أو المشي البسيط.
وجود صعوبة عند تناول الطعام.
النظر طويلا إلى أماكن ثابتة.
وجود مشاكل وصعوبات في النوم إما من خلال النوم لفترات طويلة أو العكس.
أعراض طيف التوحد بعمر سنتين
يظهر مرض التوحد في الكثير من الأحيان على الأطفال بداية من عمر عام أو عامين وصولاً إلى عمر الثلاثة أعوام وهذا الأمر يختلف من طفل إلى آخر على حسب الحالة الخاصة به، فيُمكن أن ينمو ويبلغ الطفل بشكل طبيعي في أعوامه الأولى، ومن ثم تبدأ أعراض مرض التوحد في الظهور عليه، أي لا يشترط أن يكون الطفل مصابًا بهذا المرض منذ شهوره الأولى، وتتضمن أعراض مرض التوحد بداية من عمر السنتين وحتى عمر الثلاث أو الأربع أو الخمس سنوات الآتي:
وجود الكثير من المشاكل في المهارات الاجتماعية المختلفة، ومنها:
يُفضل الطفل أن يظل وحيدًا لفترات طويلة.
في الكثير من الأحيان لا يستجيب الطفل لأي أصوات أو حركات أمامه بل يتجاهلها تمامًا.
الابتعاد عن التواصل الجسدي حيث أنه يرفض العناق أو اللمس.
تجنب التواصل البصري في الكثير من الأوقات.
لا يقوم بإظهار التعبيرات المناسبة للمواقف.
لا يتمكن الطفل من التعبير عن مشاعره، بل ويواجه صعوبة بالغة في فهم مشاعر الآخرين.
وجود عدد من المشكلات التي تتعلق بالتواصل اللغوي أو التواصل مع الآخرين بشكل عام، ومنها:
ظهور صعوبة في النطق وتكوين جمل سليمة.
تكرار الكلمات أو العبارات بشكل ملحوظ.
عدم استيعاب عدد من الأشياء مثل السلام أو التلويح أو المزاح على سبيل المثال.
التعبير عن النفس بشكل خاطئ مثل استخدام الضمائر في غير محلها الصحيح.
عدم القدرة على التركيز أثناء إجراء أي محادثة معه.
لا يتمكن الطفل من الاستجابة على الأسئلة المختلفة حتى وإن كانت بسيطة.
عدم القدرة على الاندماج مع الأطفال.
عدم تفضيل الطفل للزيارات العائلية أو الخروجات الطبيعية.
لا يتكلم الطفل بشكل طبيعي، فهو حين حديثه يُشبه الإنسان الآلي.
وجود الكثير من المشاكل السلوكية، ومنها:
ظهور مشاكل تتعلق بالحركة، فيتمتع الطفل حينها إما بفرط النشاط أو الخمول والكسل وعدم تفضيله للقيام بالأنشطة الطبيعية.
تكرار الحركات بشكل غير طبيعي مثل الدوران باستمرار على سبيل المثال.
ظهور سلوك عدواني على الطفل سواء اتجاه نفسه أو اتجاه الآخرين.
عدم استجابة الطفل للألم أو للحرارة أو للمؤثرات الجسدية.
وجود حساسية اتجاه عدد من المؤثرات مثل الضوء والصوت والروائح المختلفة.
تفضيل الطفل للروتين ورفضه لتجربه الأشياء الجديدة.
ابتعاد الطفل عن طرق اللعب التقليدية.
ضعف القدرة الخيالية.
وجود صعوبة عند تناول الأطعمة مثل رفض تناول طعام مُحدد بسبب لونه أو شكله أو ملمسه.
ظهور مشاكل في النوم.
أحيانًا يشعر الطفل بالخوف الشديد المُبالغ فيه أو العكس يكون غير مُبالي تمامًا حتى وإن كان الأمر خطيرًا.
تصرف الطفل بشكل اندفاعي.
اعراض التوحد متى تظهر؟
تظهر أعراض التوحد بشكل عام بداية من بلوغ الطفل لعام من عمره وحتى عمر الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة أعوام، ويُمكن أن تظهر في سن مُبكر عن ذلك أو سن مُتأخر عن ذلك، وهذا الأمر يختلف باختلاف حالة الطفل، وعلى الرغم من أن أعراض مرض التوحد مُتعددة إلا أنها لا تظهر جميعها على الطفل المُصاب بالتوحد، فهذا الأمر يتباين بين الأطفال وبعضها البعض.
فمن الممكن أن يظهر على الطفل علامة أو أكثر من علامات التوحد، ولكنه يكون غير مُصاب به، والعكس صحيح، لذلك يُنصح الآباء بملاحظة تصرفات وسلوكيات أطفالهم بداية من سن مُبكر من أجل اكتشاف أي خلل يُمكن أن يُعاني منه الطفل، وذلك يُساعد في تشخيص المرض بسهولة ويساهم في تحسين حالة الطفل بشكل سليم وفي وقت مُبكر لضمان عدم تأخر الحالة وعدم وجود أي مضاعفات مع مرور الزمن.
أسباب التوحد
على الرغم من مدى انتشار مرض التوحد في العالم بأكمله، إلا أنه لم يتم اكتشاف عوامل وأسباب قاطعة مُسببة لهذا المرض، وبعد إجراء الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية تم التوصل إلى عدد من الأسباب قيل إنها من الممكن أن تتسبب في الإصابة بالتوحد، وتتضمن هذه الأسباب الآتي:
العوامل الوراثية أو الخلل الوراثي وذلك لأن وجود خلل في الجينات الوراثية يُمكن أن يؤثر على نمو وتطور دماغ الطفل.
العوامل البيئية المحيطة بالطفل.
العوامل المجتمعية.
وجود خلل في الجهاز المناعي.
وجود مشاكل أثناء مخاض الولادة.
وجود مشاكل في اللوزة التي تعتبر جزءاً من أجزاء الدماغ.