تعريف مهارات ادارة الوقت وكيفية ادارته..”الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك” كانت تلك هي الحكمة التي كبرنا ونحن نسمعها، ونحفظها، ونرددها، ونجدها محفورة على جميع الصفحات أمامنا. ومما لاشك فيه أنها كانت وستظل السر الأعظم وراء كلمة النجاح لأحدهم، أو حتى حضارة أمة ، وفيما يلي نقدم مقالاً من موسوعة عن الوقت، وكيفية إدارته.
إن التنشئة على معرفة الوقت، وأهميته تعد من أفضل ما يمكن للآباء تربية أبنائهم عليه. لذلك فتحفيز الأبناء على قيمة تقسيم أوقاتهم بين الدراسة، والترفيه، ومشاركة العائلة الحديث عن كل ما يحدث بعالمهم، وكذا عن زيارة الأقارب، ومزاولة الأنشطة التي يحبونها له عظيم الأثر. و الذي يبدأ مع بداية احتكاكهم بالحياة ممثلة في المدرسة، والأسرة، والنادي وحتى وصولهم إلى ما يختارونه من دروب حياتهم.
كذا فإن لإدارة الوقت أهمية لا نستطيع نكرانها وتتجسد في تحقيق الأهداف صغري وكبري. ومساعدة أصحاب الهمم على التوفيق بين أوقات الراحة وأوقات العمل. فالإحساس بالمسئولية يقتضي بالضرورة وعياً بأهمية إدارة الوقت. أن تصبح مديراً ذي كفاءة بوقتك يعني أن تصبح مديراً يحتذي به في أي موضع للمسئولية.
كما أن لإدارة الوقت أهمية تتمثل في تجنب العجز عن التصرف وقت حدوث الأزمات، أو تقليل احتمالية حدوث أي مشكلات على الصعيد الخاص أو العام .
تعتمد مهارات إدارة الوقت بشكل رئيسي على الشخص نفسه، ولكي يصبح الأمر جلياً لصاحبه لابد من ادراك كل ما يضعف وقته ويقلل من إسهاماته بحق ما يطمح إليه من مشروعات أو خطط يسعى لتنفيذها وهو ما يمكن اجماله فيما يلي:
حالما تدرك كل ما سبق، سيتبقى لك الوعي ببعض المهارات الهامة الواجب اتخاذها في الاعتبار حين التخطيط لوقتك، ألا وهي:
إن إدارة نفسك تعني كيفية إعداد نفسك لتصبح شخصاُ مؤهلاً لإدارة وقتك بفاعلية، وتحقيق مختلف الإنجارات وعلى جميع الأصعدة.
لذلك فإن إدراكك أنك تملك نفس عدد ساعات ودقائق وثواني اليوم التي امتلكها كبار الشخصيات الناجحة، والنماذج التي كنا ولازلنا نحتذي بها سيجعلك شخصاً ناجحاً أنت الآخر ما دمت أدركت أهمية تشجيعك لكل ماهو إيجابي وقوي في شخصيتك، وتخلصك من كل ماهو سلبي.
كما أن إدراكك لقدراتك، وما يمكن لك أن تفعله، سيمكنك أثناء التخطيط من توزيع المهام بينك وبين غيرك.
لابد من الالتزام باحترام الوقت، وإظهار ذلك للعاملين معك سواء كنت طالباً أو موظفاً أو مديراً. الأمر حينها يبرز مدي كفائتك، وكونك أهلاً للثقة، وأيضاً يبرزك كشخص فعال يتمتع بالجدية والانضباط.
يشير المصطلح الإسلامي الأصل إلى ضرورة وضع كل مهمة في وقتها؛ فلا يتم تقديم ما يمكن تأجيله، ولا يؤجل ما يصح تقديمه. كذلك فإن إدراكك لترتيب الأولويات بالنسبة لك سيضيف دائماً ما يحفز طاقاتك للإنجاز. وفيما يلي أهم ما نظمه كلا من الرئيس الأمريكي أيزنهاور ، وتجربة الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولي:
قسم لرئيس الأمريكي دوايت ديفيد ايزنهاور الأولويات إلى أربع فئات: مهمة وعاجلة، مهمة غير عاجلة، غير مهمة وعاجلة، غير مهمة وغير عاجلة، وهو ما تم تقسيمه وفقاً للتعامل كما يلي:
-يتم التعامل فوراً مع الفئة الأولي
-يتم جدولة وقت لإنجاز الأمور للفئة الثانية.
-يتم تفويض الآخرين للفئة الثالثة.
-يتم إلغاء الفئة الرابعة.
عن طريق هذه التقنية تم حل مشكلة تفاقم عدد الجنود الجرحى بالنسبة لعدد الأطباء والممرضين، عن طريق تقسيم الجرحى إلى ثلاث مجموعات، وهي:
-جرحى على وشك الموت، لذلك فيرجي وضعهم جانباً ليموتوا بسلام.
-جرحي بنسبة بسيطة، ولديهم قدرة تحمل، وتفاعل مع العلاج الذي سيتلقونه وأولئك تم وضعهم حتى يتم الانتهاء من المجموعة التالية والأخيرة.
-جرحي لا يمكنهم النجاة إلا إذا تم علاجهم على الفور، وأولئك ما بدأ الأطباء والممرضين بعلاجهم.
ربما يكون في النهاية لكل منا طريقته والتي يراها مُثلي في تنظيم وقته. ما دامت تمكنه من انجاز مهامه عند الوقت المحدد أو حتي قبله. ولكن من المؤكد دائماً هو التركيز على النظر إلى ما حمله العلم إلينا، وعلى ما تم نشره من تجارب الرواد، والأمثلة البارزة من الشخصيات ذات التأثير الملموس والفعال في تاريخ وحياة المجتمعات.