عاشت البشرية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في جهل وشرك بالله والإحاطة بالعديد من الأفكار والعادات السيئة، وقد وصل بعضهم إلى حد الإلحاد، حتى إن جاء الرسول وأنار العالم بدين الله وكلماته، ويمكن التعرف على كافة المعلومات الخاصة ببعثة الرسول من خلال موقع موسوعة.
بحث عن بعثة الرسول
بعد أن انتشر الظلام والجهل في كل العالم وانتهبت الحقوق، ولم يعد هناك أي مكان للقانون، وكان القوي يعتدي على الضعيف، بالإضافة إلى انتشار الحروب والفساد في الأرض.
ظل الوضع على ما هو عليه، حتى بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لإنقاذ الأمة من الجهل والظلم، وتعريف الناس بالخالق الوهاب، وتعليم تعليمات الدين الإسلامي.
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدينة مكة في عام سمي بعام الفيل، وتوفى والده وهو لم يولد بعد ورباه جده عبد المطلب.
لما بلغ النبي سن الأربعين وهو سن الكمال والرشد، نزل الوحي عليه مع جبريل عليه السلام وقال له اقرأ، فقال النبي: ما أنا بِقارئ، وكرّرها على النبي ثلاث مرات، وبعدها قال له: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
فرجع النبي مسرعًا إلى زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، كان خائفًا مرتجفًا وأخبرها برؤيته لجبريل في غار حراء فقالت له “كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ، وتُعين على نوائب الدهر”.
وذهبت السيدة خديجة بالنبي لابن عمها ورقة ابن نوفل النصراني لأنه على علم بالأديان السابقة فقال لها “إن كان حقاً ما قلتِ فهو الناموس الأكبر الذي نزل على موسى، وإنه نبي هذه الأمة”.
وانتظر النبي فترة طويلة على نزول الوحي مرة أخرى، حتى رأى جبريل جالس على كرسي بين السماء والأرض وبشره بالنبوة.
خاف النبي من رؤية جبريل وعاد مسرعًا إلى المنزل وقال لخديجة زملوني زملوني فأنزل الله عليه قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ”.
وبدأ النبي في دعوة الناس إلى الإسلام، ونشر النور والإيمان على الأرض، ومنع وتحريم العديد من الأفعال السيئة الضارة بالإنسان، وساعد على اختفاء الجهل والظلم وتحقيق الأمن والأمان على الأرض.
علامات نبوة النبي قبل وبعد البعثة
ظهر على رسول الله محمد العديد من العلامات التي تدل على النبوة تمهيدًا له وللناس من حوله على بعثته، وظهور المعجزات والمبشرات تدل على قرب النبوة، وقسمت العلامات لقبل وبعد البعث وهي كالتالي:
علامات النبوة قبل البعثة
حلول البركة على بيت مرضعة الرسول “حليمة السعدية”، ونزول الخير والبركة على مكان رعي الغنم الخاص بها.
شق صدر رسول الله بواسطة ملكان واستخرجاه وغسلاه بماء زمزم.
استسقاء جد الرسول عبد المطلب في حالة القحط والجدب، واستجابة الله سبحانه وتعالى له.
وردت صفات الرسول في الكتب السماوية السابقة، مثل ما قاله موسى عليه السلام قبل موته بأن النبوة ستظهر في جبل فاران (مكه) وسيخرج النبي منها مثل ما جاءته على جبل الطور.
سلام الحجر والشجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء سيره في مكة.
تظليله بالغمام في وقت الظهيرة أثناء رحلته إلى الشام.
علامات النبوة بعد البعثة
نزول القرأن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المعجزة الباقية إلى قيام الساعة.
وقوع الأصنام عندما أشار إليها النبي يوم فتح مكة المكرمة.
تسبيح الحصى في يد النبي، وتسبيح الطعام، فقد ذكر الصحابة: (كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقالَ: اطْلُبُوا فَضْلَةً مِن مَاءٍ فَجَاؤُوا بإنَاءٍ فيه مَاءٌ قَلِيلٌ فأدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، والبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ فَلقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِن بَيْنِ أصَابِعِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وهو يُؤْكَلُ).
نبع الماء بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم.
رحلة الإسراء والمعراج التي بدأت من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ثم عرج إلى السماوات العلى ورجع إلى مكة في نفس الليلة.
نشر دعوة الإسلام
بدأ النبي بالدعوة إلى الإسلام، وكان أول من أسلم من أهل بيته زوجته خديجة رضي الله عنها فصدقته وناصرته، وكانت تخفف عنه أعباءه، ثم صديقه أبو بكر الصديق الذي حمل هم الدعوة مع النبي وسخر كل أملاكه لخدمة النبي ونشر الدين الإسلامي.
ثم أسلم علي بن ابي طالب وهو لا يزال في عمر العشر سنوات، وأسلم زيد بن حارثة ومعه عثمان بن عفان والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله.
بدأ النبي دعوته في مكة المكرمة وانقسمت إلى مرحلتان مرحلة سرية ومرحلة جهرية.
الدعوة السرية
اقتصرت الدعوة في المرحلة السرية على أهل بيت النبي، بالإضافة إلى بعضًا من الأشخاص كان الرسول يرى فيهم الخير، وكان النبي يأخذهم إلى دار الأرقم لتعليم الإسلام وتلاوة القرآن والإخبار بما أنزله عليه الله من الوحي.
وكان السبب وراء السرية في تلك المرحلة هو الحفاظ على حياة المسلمين وحماية الأنفس من التعرض لمواجهة قريش.
استمرت المرحلة السرية قرابة ثلاثة سنوات متتاليات، حتى أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بنشر الإسلام في الجهر والعلانية.
في ذلك الوقت كان عدد الذين أسلموا وصدقوا النبي أربعين رجلًا وأمرأة واحدة.
الدعوة الجهرية
أمر الله النبي بالجهر بالدعوة، بعد أن أسلم عدد من الناس من قبائل مختلفة ومعظم من أسلموا من أشراف القوم، وأمر الله في البداية بإيصال الدين إلى الأقرباء فقال سبحانه وتعالى “وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ”.
ثم أمر الله بتوسيع الدعوة لتشمل قريش وكل العشائر، وحين ذاك صعد النبي على جبل الصفا ونادى على كل القبيلة وقال “أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: (تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ ما أغْنَى عنْه مَالُهُ وما كَسَبَ)”.
سانده عمه أبو طالب في دعوته على الرغم من أنه لم يؤمن، مع أمر الله للنبي بعدم التعرض للمشركين بالقتال أو الصدام فقال سبحانه وتعالى “فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين”.
الصعوبات التي واجهها النبي بعد البعثة
لم يكن نشر دعوة الدين الإسلامي أمرًا سهلًا، فقد كان أمرًا مليئًا بالصعوبات والتحديات والعواقب، ومن الصعوبات التي واجهها النبي في الدعوة:
اتهم القوم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنون، وقال الله سبحانه وتعالى “وَقالوا يا أَيُّهَا الَّذي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكرُ إِنَّكَ لَمَجنونٌ”.
الاتهام بالعديد من الإتهامات الباطلة وقول أن ما جاء به ما هو إلا سحر وكذب من الأساطير، وقال تعالى “وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ”، وقال سبحانه وتعالى أيضًا “وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا”.
مهاجرة مكة واالانتقال إلى المدينة هروبًا من قريش وفرًا بأنفسهم من الأذى والعذاب والحصار.
محاولات قريش الدائمة في قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وقتل المسلمين.