بحث عن عناصر الفعل القرائي وأنواعه وأهميته وكل ما يتعلق به ستجده في هذا المقال في موقع موسوعة، حيث سنعرض لك بشكل مفصل كل ما يخص الكاتب والقارئ والنص المكتوب.
فقد قال القدماء عن القراءة أنها غذاء للروح، فهي الوسيلة الأولى لإكتساب أي معلومة أو ثقافة أو علم جديد، والقارئ المثقف يكتسب احترام العالم، ويستطيع التعامل بحكمة وذكاء مع المواقف المختلفة.
كما أن مداركه تتوسع بشكل ملحوظ ويكون سريع الإنتباه وشديد الملاحظة، كما تطور مهارة الكتابة عند القارئ بشكل ملحوظ، ولذلك تعتبر القراءة أو الفعل القرائي من أفضل العادات التي يجب على الجميع أن يلتزم بها.
فبجانب إكتساب القارئ للثقافة، فهي أيضًا تقوم بتنمية مهارة التفكير والتحليل والإبداع وتعتبر مضاد طبيعي وفعال لأمراض عضوية عديدة منها مرض الزهايمر، وأمراض القلق والتذبذب والتوتر.
ما هو الفعل القرائي
الفعل القرائي يشبه بشكل كبير الفعل المتعدي، وبستخدم بشكل كبير الشعراء وذلك لأنه يستخدم بكثرة في كتابة الأشعار والأبيات، وذلك لقدرته على إيصال المعنى بشكل واضح ومفصل.
كما أنه قادر على إيضاح كافة أفكار الكاتب، وكثيرًا ما نجد هذه الطريقة منتشرة في المواضيع الشائكة والمواضيع التي تهم عدد كبير من القراء وذلك لأنها تعطي للكتابة معنى وبعد مختلف وتجعلها أكثر مرونة، فهي تبرز جماليات الكتابة وتوضح الأفكار الرئيسية فيها.
والفعل القرائي أو القراءة أو المطالعة لهم العديد من الأبعاد والجوانب المختلفة، فقديمًا كانت القراءة مقتصرة على تلقى واستيعاب المعنى الواضح والظاهر للكلمات فقط.
ولكن الآن أصبحت الكلمات لها أبعاد مختلفة ويجب أن يتم النظر إليها بزاوية مختلفة، فالتمعن أصبح من أهم أركان القراءة، ولذلك أصبحت القراءة أكثر مرونة وسهولة، واعتمد الكتاب في الفترة الأخيرة على هذه المسألة، فأصبحت الكلمة لها أكثر من معنى وأكثر من دلالة وتحمل تفاسير مختلفة.
عناصر الفعل القرائي
الفعل القرائي أو النصوص المقروءة لها العديد من العناصر ولها العديد من الجوانب التي يجب مراعتها جيدًا، حتى يكون النص كامل الأركان، ومن هذه العناصر:
الكاتب
الكاتب أو المؤلف هو العنصر الأساسي في عملية الكتابة ككل، وهو المتحكم الأول في سير العملية كلها، فيكون متمكن من الناحية اللغوية ويكون قادر على الإبتكار والإبداع.
وينظر للكتابة بصورة إحترافية ويعتبرها مهنة بشكل أو بأخر، ويحمل الكاتب هدف ما أو رسالة ومعنى محدد ويرغب أن يتم إيصال هذه الرسالة بكتاباته بأفضل صورة ممكنة، فيقوم بإختيار الألفاظ والتعابير المناسب لكي يستطيع إيصال المعنى بشكل كامل.
وأهم ما يجب أن يتصف به الكاتب هو أن يكون صاحب خبرة كافية وقادرة على أيصال رسالته بشكل سهل وسلس وبسيط حتى يقنع به أكبر عدد من القراء.
كما يجب أن الكاتب قارئ نهم ولديه مقدار جيد من الثقافة حتى يستطيع أن يترجم أفكاره على الورق، كما عليه أن يكون حيادي وموضوعي عندما يتحدث عن أي من القضايا الشائكة التي تشغل الرأي العام.
وإذا كان الكاتب موضوعي في تناوله للمواضيع المختلفة ستكون لديه مصداقية واسعة لدى الجمهور، وهذه المصداقية ستسبب له ولاء الكثير منهم.
القارئ
القارئ هو الذي يختار الكاتب والنص الذي يريد قرائته، وهو المتحكم الأساسي في الذوق العام وفي تكوين الرأي العام، ويختار القارئ النص الذي يهتم به ويقرأه بناء على ثقافته ومعرفته ومجالات إهتمامه وميوله، وبناء على خبرته السابقة ووعيه المعرفي.
فإذا كان الكاتب جيد للغاية ومثقف وقادر على إيصاله ولكن القارئ غير مهتم أو غير مثقف، حينها سيفقد النص معناه، فالقارئ المثقف صاحب الوعي المعرفي وصاحب الخبرة والتجارب ومحب الإطلاع هو ما يبحث عنه كاتب النص الجيد.
لأنه سيكون قادر حينها على التحليل ومعرفة المعاني من وراء الكلمات.
اللغة
اللغة هنا تشير إلى طريقة الكتابة والألفاظ والأساليب التي يستخدمها الكاتب، ولا تعنى لغة عربية أو إنجليزية على سبيل المثال، فيجب أن يراعي الكاتب أن تكون الألفاظ والكلمات التي يستخدمها واضحة ومفهومة للقارئ، لكي يستطيع أن يوضح فكرته.
فإذا تحكم الكاتب في إختيار الألفاظ المناسبة سيكون قادر على التحكم بشكل دقيق في إيصال المعنى الذي يريده للقارئ.
أما إذا كان الكاتب يكتب في مجال معين لقارئ معين، فعليه أن يختار المصطلحات المستخدمة في هذا المجال بعناية.
ويجب أن يكون صاحب معرفة واسعة لكي يكتب بسهولة ومرونة ويكون متحكم في اللغة ونوعها، كما يجب مراعاه عند الكتابة أن نقوم بدراسة لغة الكاتب ويتحدث عنها بأسلوبه بشكل سلس وواضح.
ظروف النص القرائي
ظروف النص تعني الظروف التي تحيط بالكاتب أثناء كتابته، والتي تؤثر بشكل أو بآخر على طبيعة الكتابة لتأثر الكاتب بها، فيجب على الكاتب أن يهيأ لنفسه ظروف تتشابه مع ظروف القارئ، حتى يشعر بنفس مشاعره، وحتى يكون قادر على التعبير عن أفكاره وما يريد قوله.
وذلك حتى يكون من السهل عليه إيصال الفكرة وتوضيح المعنى، فعلي سبيل المثال الكاتب الحزين والذي يمر بظروف صعبة هو أفضل من يكتب عن الحزن والألم والبعد والفراق.
والكاتب السعيد الذي يمر بأحداث جيدة في حياته هو أفضل من يكتب عن الحب والجمال والأناقة والرقي وذلك لأن مشاعره وإدراكه وإحساسه يشبه ما يمر به القارئ بشكل كبير، ولذلك تعبر الكلمات عنه.
النص
النص من أكثر العناصر المهمة التي تؤثر على الكتابة بشكل عام، وعند الحديث عن النص يجب أن نشير إلى نقطتين وهم نوع النص ومحتواه، فللنص أنواع مختلفة ولكن نوع منهم قواعد وأساليب وتراكيب لغوية معينة يجب أن يراعيها الكاتب.
فعلى سبيل المثال تختلف كتابة الشعر عن كتابة المقالات العلمية عن كتابة النصوص الأدبية، ولكل منهم قواعد معينة، ولكي تستطيع أن تتحكم في النص وتكتب بمرونة وسلاسة عليك بدراسة وتحليل هذه المبادئ بشكل تفصيلي.
وبجانب نوع النص يؤثر أيضًا محتوى النص بشكل كبير على إستيعاب القارئ ورغبته في مواصلة القراءة، فيمكن أن يكون المحتوى واضح وصريح وسلس، ويمكن أن يتصف بالغموض والإثارة.
ويمكن أن يتحدث عن الحياة الواقعية التي يعيشها القارئ كل يوم، أو يتحدث عن الخيال الذي يرغب في العيش فيه، كما يمكن أن تكون الكتابة عن طريق السرد، أو عن طريق الحوار ما بين الشخصيات، ولكل نوع من أنواع الكتابات قراء نهمين.
أنواع الفعل القرائي
القراءة السريعة
وهي القراءة التي لا تستهلك وقت كبير والتي تعتمد على إيصال فكرة النص ما في أقل وقت ممكن، وذلك عن طريق قراءة الفهارس والمعلومات العامة وأدلة النصوص.
القراءة المتأنية
وهي نوع من أنواع القراءة التي تحتاج إلى وقت وإلى تركيز كبير، فهي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الإستفادة من النصوص المكتوبة.
فيقوم القارئ بجمع المعلومات وذلك إرضاءً لفضوله أو لإجابة سؤال ما يدور في رأسه.
ويسعى حينها القارئ إلى تحصيل أكبر قدر من المعرفة وتجميع أكبر قدر من المعلومات في أقل وقت ممكن.
القراءة التحليلية
وهذا النوع يتطلب قارئ متخصص بشكل كبير، فالهدف من هذه القراءة ليس جمع المعلومات أو المعرفة فقط، بل يكون الهدف هو الدراسة والتحليل والتركيز على كافة التفاصيل لكي نصل للمعنى العميق للنص.
ويمكن أن يقوم القارئ بقراءة النص أكثر من مرة حتى يكون قادر على تحليله بالشكل المناسب.
القراءة الناقدة
هي قراءة المتخصصين وأصحاب الخبرة والناقدين المتمرسين، وفيها يقوم القارئ بالوصول إلى نقاط القوة والضعف المتواجدة بالنص، ومعرفة إيجابيات الكاتب وسلبياته، كما يقوم بنقد المحتوى وإبراز جميع جوانبه.