إن حقوق الانسان تعرف على أنها مجموعة من المعايير والضوابط وكافة الحاجات الأساسية التي لا يمكن لأي فرد العيش بطريقة طبيعية من دونها، وتعد حقوق الإنسان هي الأساس في إقامة العدل، وفي حصول الشخص على الأمان على سطح الأرض، كما أن تحقيقها يساعد على تنمية المجتمع بأكمله ونهوضه وهي الأساس في الحياة بشكل عام، وتعرف حقوق الإنسان على أنها كافة الحقوق التي يحتاج إليها الإنسان والتي تجعله يشعر بإنسانيته التي خلقه الله عليها وهي تشمل كافة الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية والمدنية.
مايميز حقوق الإنسان هي أنها لا يتم توريثها فهي بداخل كل فرد لا يتم بيعها ولا شرائها ولا يتم إكتسابها أيضا وهي واحدة لكل البشر متساوين فيها سواء كان هذا الشخص مسلم أم غير مسلم وهي ثابتة لا تتغير ولا تقبل الإنتزاع ولا يحق لأي فرد أو جهه معينة أن تحرم إنسان من الحصول على هذة الحقوق، إن حقوق الإنسان لا تقبل التجزئة فكيف للشخص الغير حاصل على حقوقه أن يقرر مامصيره، أو حتى أن يشعر بأن إنسانيته كاملة إذا لم يتم تحقيق له أقل مايمكن من حقوقه التي لابد أن يحصل عليها ليعيش في مستوى يليق به.
تضمن حقوق الإنسان عدة أنواع أساسية وهي كما يلي:
1- الحقوق السياسية والمدنية، وهي في الغالب لها علاقة بالحريات، أي الحرية في الحياة، والحق في العيش في أمن وأمان وإستقرار، والحق في الحياة بشكل عام، والحق في إعتناق ديانة معينة، والحق في التفكير والتعبير عن الرأي.
2- الحقوق الإجتماعية والإقتصادية، وهذة الحقوق لها علاقة بالتعليم وبحق الحصول على أمن العمل، وحق المأكل والمشرب والمسكن، وحق الحصول على رعايات صحية.
3- الحقوق الثقافية والبيئية والتنموية، وتضمن حق الفرد على الحصول على بيئة صحية ونظيفة، وحق سياسي وتنمية ثقافية وإقتصادية أيضا.
في الحضارة اليونانية كان الإنسان يقوم بإتباع بعض من التقاليد والعادات الخاصة بحضارتهحيث كان الإعتراف بالحرية حينها مقتصرا على طبقة معينة من الشعب وكان مجتمع عنيف قوي يتسم بفرض سلطته على من هم أقل قوة فضلا عن أن وضع المرأة حينها لم يكن جيدا فكان تحت سيطرة الرجل على إعتبار أنها شيئا من ممتلكاته الخاصة فيمكن للزوج أن يقوم بقتل زوجته وأولاده أو حتى التخلي عنهم ولا يوجد قانون حينها يردعهم أو يجلب حقوق هؤلاء النساء والأطفال إليهم.
أما في الحضارة الرومانية فقد إتسمت بأنها حضارة عسكرية وذات قانون رادع قوي، كانت القوة منتشرة حينها مما أدى إلى وجود إختلاف في الحقوق وعدم مساواة بين الشخص الروماني وبين غيره، وعلى الرغم من ظهور المسيحية حينها ومناقضة مبادئهم لهم، إلا أن ذل كلم يؤثر ولو بجزء قليل في الحصوص على الحقوق الإنسانية، حيث تواصل التمييز وعدم المساواة بين الطبقات، كما كانت الكنيسة حينها تقوم بمنع الشعب بأن يعبروا عن أراءهم ومن يقوم بذلك كان لابد من محاربته.
أما في العصور الوسطى فقد تميزت وقتها بظهور محاكم التفتيش وبالتعصب الديني البحت، ثم ظهرت بعض الحركات الفكرية في القرن الثاني عشر ميلاديا والتي تقوم بالدعوة إلى التحرر من أي سلطة والتي تقيد كل شخص وتجعله لا يحصل على حقوقه، مما جعل سلطة الملوك حينها في الحضيض إلى أن إنتشرت العلمانية.
إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعرف على أنه بيان خاص بحقوق الإنسان يتم الإتفاق عليه بشكل عالمي ولا أحد يمكنه أن يقوم بمخالفته، والغرض الرئيسي منه هو توصيل رسالة للعالم بأكمله تنص على أن لكل فرد قيمة لايجوز إنتهاكها، وقد قامت الأمم المتحدة بإعتماد هذا الإعلان في يوم 10 من شهر ديسمبر للعام 1948، ويقوم الإعلان بتحديد كافة الحقوق الأساسية لكل فرد حول العالم بعيدا عن لونه وجنسه ودينه أو مكانته الإجتماعية.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن تقوم كافة الحكومات حول العالم بالتعهد بتأيدها لبعض الحقوق الإنسانية والتي لا ترتبط بالمواطنين فقط بل لحقوق أشخاص أخرين من بلاد أخرى وأصبح هذا الإعلان منذ العام الذي بدء فيه معيارا دوليا لحقوق الإنسان أما في العام 1993 تم عقد مؤتمر إشتمل على 171 دولة وتم تجديد الإلتزام بم تم التعهد به في الإعلان والعمل على تحقيقه وعدم مخالفته.
إن السلطات الثلاثة: القضائية و التشريعية والتنفيذية تعتبر هي المسؤولة بشكل أساسي عن حماية حقوق الإنسان، خصوصا فيما يتعلق بعلاقة ذلك بالمواطن داخل الدولة في كافة المجالات وأيضا في علاقته مع الحكومة الموجودة بالدولة عن طريق وضع تربية وحراسة وتشريعات متوافقة مع إختيارات الشعب، ومن الضروري أن نشير إلى أن حقوق الإنسان يعتبر مقياس عالمي يحدث عن طريقه تقييم شامل لتصرفات كل دولة حول العالم وعلاقتها بشعبها داخل الدولة وإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة إذا كان هناك إنتهاك لأي حقوق إنسانية.
وتشتمل هذه المواثيق على كل الأمور التي تم إصدارها في النصف الثاني من القرن العشرين بعد أن تم إعتماد الإعلان العالمي الخاص بحقوق الإنسان والذي يشتمل على الكثير من الوثائق الهامة والتي تقوم بتحديد المعايير والأسس التي لابد أن يقوم كل نظام حاكم بالتصرف عن طريقها وعدم إنتهاكها.
إن حماية حقوق الانسان تتم عن طريق الكثير من المنظمات التي تقوم بالعمل حاهدة داخل الدولة للوصول إلى تنمية حقوق الإنسان وتطويرها، ويقوم جزء بسيط من هذة المنظمات بالتركيز على الحق في العمل، والحق في الحصول على حرية التعبير عن الرأي، والحق في تحرر البعض من التعذيب، ومن الضروري الإشارة إلى تواجد بعض من المنظمات العالمية التي تعمل على تطوير حقوق الإنسان في بعض المجتمعات الضعيفة مثل المجتمعات التي تقوم بتعذيب الأطفال والنساء.
إن توعية الإنسان بالحق الذي يمتلكه منذ وقت مبكر له تأثير كبير في خلق جيل قادر على أن يطور من نفسه ويبدع من عمله بعيدا عن أن يكون مقلدا لغيره، ويوجد هناك العديد من المجتمعات التي تستبيح حقوق الإنسان وتحرمهم من معيشتهم وكرامتهم، لذا لابد أن يكون هناك توعية وتثقيف للشباب لمعرفة كيفية الدفاع عن حقوقهم والحصول عليها، وعلينا أن ننوه في النهاية على أنه من الضروري أن يعلم كل فرد بحقه حتى يقوم بحمايته ممن يقومون بإستغلال الضعف والجبن الموجود بداخل بعض الأشخاص لينتهكوا حقوقهم في العيش والكرامة.