نستعرض في مقالنا حوار بين شخصين عن الرفق بالحيوان لكي نتعلم من هذا الحوار كيف لنا أن نتعامل بكل الحب والرفق مع الحيوان الأليف وأن نوّلي له الاهتمام والرعاية، فغن الله تعالى يُحاسبنا عنه يوم القيامة، لذا وجبّ أن نُحسن التعامل معه، فإن للرفق بالحيوان أجر من الله تعالى، لما جاء في ديننا الحنيف من تعاليم سمّحة بالرفق على الإنسان والحيوان وكل مخلوقات الله تعالى.
فقد نجد البعض يحاولون إيذاء الحيوانات من بيننا أو يسيئون التعامل معهم، لذا نصحبكُم أعزائي في جولة بين حوار دار بين شخصين عن التعامل مع الحيوانات برفق ولين من خلال مقالنا في موسوعة ، فتابعونا.
حوار بين شخصين عن الرفق بالحيوان
يدور هذا الحوار بين المعلم والطلاب، في حصة دراسية عن أهمية الرفق بالحيوان والتعامل معه باللين، والرحمة، ليُشارك كافة الطلاب في الصف بطرح التساؤلات حول التعامل مع الحيوان وكيفية حب الحيوان والتعامل معه بالرحمة والود.
المعلم: نتحدث اليوم يا طلابي عن الرفق بالحيوان، وأهميته بالنسبة للإنسان، فهل لأحدكم حيوان أليف في المنزل يرعاه؟.
وائل: رفع يده، وسمح له المعلم بالتحدث، أنا يا مُعلمي لدي هره بيضاء جميلة، إلا إنني لا اطعمها، واترك هذا الأمر على أمي.
حيث إنها من الشخصيات المعطاءة المُحبة التي تمنح القطة وقتها، فتُحممها، وتُمشط لها شعرها.
المعلم: أهي قطتك حقًا؟.
وائل: نعم أنا الذي اشتريتها يا مُعلمي.
المعلم: لا أسأل عمن ابتاعها، بل أسئل عن صاحبها ورفيقها، فأنت لست رفيقها، لإنك لم ترعاها ولم تُطعمها وتسقيها، بل والدتك هي التي تمنحها الرعاية الفائقة.
وائل: لا فأنا أحبها وألعب معها.
المعلم: الحب ليس فقط في وقت الفراغ واللعب، الحب في العطاء يا بُني في أن تراعي وتود من تُحب، فعليك يا وائل أن تمنح قطتك المزيد من الرعاية، بأن تُطعمها، وتعتني بها.
رفعت سها يدها راغبة في المشاركة في الحديث في حصة اليوم عن الحيوان، فأذن لها المعلم أن تتحدث.
سها: لدي عصافير تكتسي باللون الأصفر والأبيض، لا بل عصفورين يا معلمي، إنهما جميلين كجمال الطبيعة، سُبحان الخالق، بديعين، يُغردان في الصباح والمساء، ليُعلنان بداية اليوم، أو انتهاءه، هما الأنس، حيث إن في حركتهما رقة وخفة، يشعر بها الجميع.
المعلم: وماذا أيضًا يا سها، ألا تعتني بالعصافير، كما لا يعتني وائل بهرته؟!.
سها: الحقيقية يا معلمي، لن أكذب عليك وأقول أنني اعتني بهما كل يوم، بل أعتني بهما في يوم الإجازة ووقت الانتهاء من دروسي أو الانتهاء من الجلوس مع أسرتي، وأحيانًا أفرض لهما وقت خاص في اللعب، إنهما حقًا مُسليان.
المعلم: أحسنتِ يا سها، فعلينا بالاعتناء بالحيوان ومراعاة هذه الروح التي أصبحت في أمانتنا، ورعايتها، فلا تجوع ولا تمرض، ولا تشقى وهي في حوزتنا.
طلب المعلم في نهاية الصف أن يكتب كل طالب في كراسته الحقوق التي من وجهة نظره يتوجب على الحيوان الحصول عليها، لكي يناقشها في الحصة التالية، وشكرهم على التفاعل في هذه الحصة.
حوار عن حقوق الحيوان
يستكمل المعلم حواره مع الطلاب في حصة تالية عن حقوق الإنسان، وقد طلب منهم أن يقوموا بتحضير أبرز ما يجدون من حقوق الحيوان التي تجعل البشر يتوقف عن ممارسة مظاهر العُنف، وبدأ يناقش الطلاب.
وقد جاء في تلك المناقشة آراء مُتباينه حول حقوق الإنسان، فهيا بنا نتعرّف على تفاصيل حول ما دار في الحوار بين الطلاب والمعلم في السطور التالية:
المعلم: صباح الخير يا طلابي الأعزاء، نتحدث اليوم في الحصة عن مظاهر العنف والضرب التي يتعرض لها الحيوان في الطريق، وكيف لنا أن نضع حلول لها من خلال إدراج قائمة بأبرز الحقوق الواجب توافرها.
رفعت ضحى يدها وأوضحت أنه لابد من إدراج مبدأ عدم ضرب الحيوان في الطريق، حتى وإن كان صاحبه هو من يقوم بهذا الفعل، فتجريم الضرب أو ممارسة العنف على الحيوان هو واحد من سُبل مقاومة هذا السلوك المُشين.
قال المُعلم أحسنتِ يا ضحى.
رفع صلاح يده راغبًا في التحدُّث: فأذن له المعلم، قائلاً: لا أجد لحقوق الحيوان وجودًا أصلاً، إذ أننا لا نهتم بالإنسان في بعض الحالات، فأنا لنا أن نهتم بالحيوان؟!؟
استعجب كل من في الصف من الطلاب والمعلم من حديث صلاح الصاخب، ورفع سليم يده راغبًا في مناظرته، فسمح المعلم له بالتحدُّث.
نهض سليم قائلاً: يا صلاح يجب أن تعّي أن لله سُبحانه وتعالى خلق البشر وكافة المخلوقات، فخلق فيهم المشاعر ذاتها، فتخاف الأم على وليدها في كل المخلوقات، وتُركن النفس البشرية أو نفس الحيوان إلى ما تألفه وتحبه، فإن عاملتها بلطف وجدت كل اللطف واللين والمحبة وإن واجهتها بالقسوة وجدت منها كل ما لا ترغب.
ولعل حب الحيوانات للإنسان هو الوجه المقابل للحب الذي يُقدمه مالك الحيوان.
فإن وضع قانون يحفظ حق الحيوان من أجمل ما يقوم به البشر لصون البشرية والحفاظ على سموّ أخلاقها.
هنا صفق المعلم: لسليم وقال له أحسنت يا بني.
ولعل حقوق الحيوان هي التي تجعل من البشر أشخاص أسوياء في التعامل مع تلك الحيوانات التي لا تستطيع أن تتحدث لتُعبِّر عن مشاعرها.
الرفق بالحيوان في الإسلام للاطفال
دعانا حبيبنا ورسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أوصانا بالرفق بالحيوانات وذلك في الحديث الشريف الذي رواه جابر بن عبدالله عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “أمَا بَلَغَكُمْ أنِّي لَعنْتُ مَن وسَمَ البَهيمةَ في وجْهِها، أوْ ضَرَبَها في وجْهِها؟”.
فكيف لنا أن نتعلم الرفق بالحيوان في الإسلام ونُعلمه لأطفالنا، هذا ما نوضحه من خلال الحوار الذي جاء بين الأم وطفلها:
قالت الأم لابنها: يا طفلي لا تضرب حيوان، ولا تتركه جوعان ولا تتركه يتألم يحفظك الله ويرعاك.
رد محمد: لما يا أمي؟، فهناك حيوانات ليست مفضلة عندي ولا أحبها؟.
ردت الأم: إن لم تُحبها، فدّعها، ولا تقترب منها، ولكن لا تضربها، فقد نهانا ديننا الحنيف ورسولنا الكريم عن الإساءة للحيوانات، تلك الكائنات البريئة.
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ.
فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ.
فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ.”.
فإن لك أجر كبير في رعاية الحيوان وصونه، فديننا جهاز رحمة، وبالعكس، فإن الإساءة للحيوان يرتكب بها الإنسان خطأ ولا ينال إلى عقاب الله، فأحسن التعامل مع الحيوان، يرحمك الله يا بُني.
أطرق محمد رأسه، وتنهد، قائلاً حسنًا يا أمي سأتذكر هذا الحديث الجميل في رفق وحب الحيوانات، فما أجملكِ أنتِ يا أمي، وما أرحم قلبكِ العطوف على الحيوان.
تناولنا في مقالنا حوار بين شخصين عن الرفق بالحيوان الذي يُعتبر من المواضيع المطروحة لأهميتها، كما أوصانا رسولنا الكريم على رعاية الحيوان، والتي فيها أجر لنا بأمر الله، فرفقًا بالحيوانات.
يُمكنك عزيزي القارئ الاطلاع على المزيد من المقالات المشابهة عبر الموسوعة العربية الشاملة: