التغيرات المناخية من الأشياء التي تمثل الخطر الأكبر على البيئة المحيطة بنا، كما أنها تكون العامل الأكبر الذي يتسبب في حدوث الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، بالإضافة إلى أنها تقوم بدورها في التأثير على الإنسان سواء كانت بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة وهذا ما يظهر بالسلب على صحة الإنسان ويسبب له انتقال الأمراض المعدية ومن ثم يزداد الأمر ولا يمكن السيطرة عليه.
التغيرات المناخية لها تأثير كبير على البيئة المحطية بنا، ومن التأثيرات الواضحة على البيئة ما يلي:
الاحتباس الحراري: الاحتباس الحراري يتمثل في ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ على لكرة الأرضية وهذا يرجع إلى انبعاث الغازات الدفيئة مثل: ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين.
ارتفاع مستوى البحار والمحيطات: سوف يؤدي ذوبان الجليد إلى انخفاض نسبة المياه العذبة، ويرجع ذلك إلى أن الأنهار الجليدية تمثل المخزن للمياه العذبة حول العالم، وسوف يكون النغير في المناخ من أهم الأسباب التي تؤثر على ذلك المخزون ومن ثم يرتفع مستوى سطح البحر عن المعدل الطبيعي وتهدد العديد من المدن الساحلية بالانهيار وضياع الثروة السمكية.
الجفاف: الاستمرار في ارتفاع درجات الحرارة في فترات معينة تتسبب في حدوث موجات حرارة والجفاف بشكل متكرر وتزداد شدته كلما ارتفعت درجات الحرارة، حيث إن الارتفاع في درجات الحرارة يسبب حرائق الغابات التي يصعب التخلص منها وتعود بالضرر على الإنسان والحيوان.
الأعاصير: عندما تزداد سرعة العواصف الاستوائية التي تظهر بسبب ارتفاع درجات الحرارة على مستوى سطح البحر، تزداد سرعة الرياح وتصبح أعاصير مدمرة، ومن أمثلة هذه الأعاصير: إعصار كاترينا في عام 2005 م، وإعصار ساندي في عام 2012 في الولايات المتحدة.
التغير في معدل نزول الأمطار: قد تزداد نسبة هطول الأمطار أو تقل، حيث إن الأمطار الغزيرة تؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية، وقلة نزول الأمطار تسبب في حدوث نوبات الجفاف وموت المحاصيل الزراعية.
ما هو التغير في المناخ
التغيرات المناخية من الأمور التي نشأت منذ تكون الأرض ويرجع السبب بها للعديد من العوامل ومنها العوامل الطبيعية مثل: الانفجارات البركنية، حركات الصفائح التكتونية، تعتبر مشكلة التغير في المناخ من المشاكل العالمية التي يترتب عليها حدوث تغيرات في درجات الحرارة والتغير في معدل هطول الأمطار، وهذا ما يقوم بدوره بتهديد الإنتاج العالمي للغذاء.
الإثبات على التغير في المناخ
يوجد العديد من الأدلة والإثباتات على حدوث تغير في المناخ، ومن هذه الأدلة ما يلي:
ارتفاع درجات الحرارة عالمياً: في أواخر القرن التاسع عشر ارتفعت درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية، ويرجع ذلك إلى ممارسة العديد من الأنشطة البشرية، ومن ثم تسبب في زيادة معدل الغازات الدفيئة مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات.
ارتفاع درجة الحرارة في المحيطات: في الفترة الأخيرة زاد متوسط درجات الحرارة على سطح المحيطات، وبالأخص في ارتفاع أعلى من 700 متر.
تراجع الأنهار الجليدية: قد تبين في الآونة الأخيرة انحسار الأنهار الجليدية في كل مكان حول العالم ومن ضمنهم، جبال الألب، الأنديز، والهيمالايا، آلاسكا، وجبال الروكي وغيرها.
انخفاض معدل الصفائح الجليدية: من ضمن البيانات التي أوضحتها وكالة ناسا الفضائية أن جزيرة جرينلاند قد انهار منها حوالي 286 مليار طن من الجليد سنوياً وذلك في الفترة بين عام 1993 وعام 2016 م.
انحسار الغطاء الثلجي: تقلص كمية الغطاء الثلجي الربيعي في نصف الكرة الشمالي وذلك في منتصف القرن الماضي، ما زالت الكمية في حالة نقصان كل عام ولكن بشكل بسيط، ومن الجدير بالذكر أن مستوى سطح البحر قد ارتفاع في العقدين الأخيرين.
حموضة المحيطات: بسبب زيادة الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وذلك يرجع إلى الأنشطة البشرية التي نشبت في الثورة الصناعية الأخيرة، وبالتالي ازدادت المحيطات في امتصاص الغازات المنبعثة، وخاصة في طبقة العليا.
أسباب التغيرات المناخية
يرجع السبب في التغيرات المناخية إلى الأنشطة البشرية والأنشطة الطبيعية، والتي يمكن توضيحها فيما يلي:
الأسباب البشرية
يعتبر الإنسان من أبرز الأسباب التي تتسبب في تغير المناخ، ويرجع ذلك إلى الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون وغازات دفيئة أخرى إلى الهواء، وبالتالي أصبح نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء الجوي أكبر بكثير مما كان عليه في القرون الماضية، حيث أنه في القرن العشرين والقرن الواحد وعشرين ارتفع بنسبة 40%، ويرجع السبب إلى ما يلي:
إزالة الغابات: تساعد الغابات في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتواجد في الغلاف الجوي، وذلك من خلال امتصاص الأشجار له وتخزينه واستبداله بغاز الأكسجين، وبالتالي قطع الأشجار يتسبب في زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.
حرق الوقوع الأحفوري: الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، يحتوي على كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي عندما يتم استخراجه وحرقه يتسبب في زيادة نسبة الغاز في الهواء الجوي.
الزراعة وتربية الحيوانات: تقوم العديد من الحيوانات بإنتاج غازات دفيئة مختلفة مثل غاز الميثان والذي يعتبر من أقوي أنواع الغازات الدفيئة، كما أن الأسمدة المستخدمة في الزراعة تضم غاز أكسيد النيتروجين والذي يعتبر أقوى من ثاني أكسيد الكربون.
إنتاج الأسمنت: إنتاج الأسمنت يعتبر من ضمن أسباب انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 2% وهذا ما يتسبب في التغير المناخي.
أسباب طبيعية
هناك العديد من القوى الطبيعية التي تتسبب في تغير المناخ، ومن أبرز الأسباب شدة الشمس والانفجارات البركانية، والتغير في تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.، ومن ضمن الأسباب التي تمر بها الأرض والتي تتسب في تغير المناخ ما يلي:
الإشعاع الشمسي: الطاقة المتغيرة من الشمس في الماضي أثرت وبشكل كبير على درجات الحرارة، ولكن لمن تكن هي السبب الوحيد في تغير المناخ إلى تلك الدرجة، حيث إن زيادة الطاقة الشمسية ترفع من درجة حرارة الغلاف الجوي ولكنها تؤثر على الطبقة السفلية منه فقط.
الانفجارات البركانية: عندما تحدث البراكين تكون مصحوبة بصعود كمية كبيرة من الغازات الدفيئة منها ثاني أكسيد الكربون، ولكن تلك الكمية أقل بكثير من الكمية التي يتسبب في حدوثها الإنسان بسبب الأنشطة التي يقوم بممارستها، لذلك يمكن اعتبار أن الانفجارات البركانية لا تكون هي السبب الرئيس في الاحتباس الحراري، ولكن قد تؤثر بشكل غير مباشر على المناخ.
ظاهرة التذبذب الجنوبي: هي عبارة عن دورة مناخية يكون السبب بها تغير درجة الحرارة في المياه الخاصة بالمحيط الهادي، ويطلق على مرحلة الارتفاع في درجات الحرارة اسم النينو والانخفاض في درجات الحرارة يطلق عليه اسم النينا، ولكن هذه الظاهرة يكون مداها قصير يتراوح من أشهر إلى سنوات، ولا تسبب في الاحتباس الحراري.
الغازات التي تتسبب في تغير المناخ
من أهم الغازات التي تتسبب في تغير ملحوظ في درجات الحرارة ومن ثم تكون السبب في الاحتباس الحراري ما يلي:
بخار الماء: يعتبر من أكثر الغازات الدفيئة انتشاراً في الغلاف الجوي ويكون له أثر بالغ في تغير المناخ.
ثاني أكسيد الكربون: يتواجد ثاني أكسيد الكربون كناتج من العمليات الطبيعية مثل التنفس والبراكين أو من الأنشطة البشرية التي يقوم بها الإنسان.
الميثان: ينتج من المصادر الطبيعية والبشرية مثل تحلل النفايات والزراعة وعمليات هضم الطعام وغيرها.
أكسيد النيتروجين: يتم إنتاج أكسيد النيتروجين من العديد من الأنشطة البشرية مثل صناعة الأسمدة العضوية للزراعة واحتراق الوقود الأحفوري وعملية إنتاج حمض النيتريك.
مركبات الكلوروفلوروكربون: هي عبارة عن مركبات صناعية يتم استخدامها في العديد من الممارسات اليومية، وفي الآونة الأخيرة منع استخدامه وفقاً إلى اتفاقات دولية حيث إنه يؤثر بالسلب على طبقة الأوزون.