قال لقمان الحكيم العديد من الوصايا الجميلة لابنه، وقد ذكرها المولى عز وجل في سورة لقمان في كتاب القرآن الكريم، وسنعرضها لكم في الفقرات التالية.
تعد تلك الوصية من أهم الوصيات التي قدمها لقمان الحكيم لابنه، وكانت تحمل تحذيراً من الشرك بالله عز وجل، وعباده غيره، فأوصى ابنه بتوحيد الإله، وطاعته وعبادته، وتلك هي الغاية التي خلق الله العباد منها، فقد قال الله تعالى في كتاب القرآن الكريم “يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
في تلك الوصية يقول لقمان لابنه أن الله يراقب كافه أعمالنا، فيجب أن نستشعر قربه دوماً، فقد قال المولى عز وجل في سورة لقمان “يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ”.
في تلك الوصية يوضح لقمان لابنه أهمية إقامة العبادات لله عز وجل، ومن أهم تلك العبادات إقامة الصلاة، وذلك لأنها تهذب النفس وتعلم الأخلاق الفاضلة، وقد قال سبحانه وتعالى في كتاب القرآن الكريم “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ”.
أمر لقمان ابنه في تلك الوصية بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، الأمر الذي سيعود على المجتمع بالنفع والسلام والاستقامة، وفي تلك الوصية يحمل لقمان ابنه مسؤولية المجتمع وما يحدث فيه، وقد قال الله عز وجل في سورة لقمان “وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور”.
يحذر لقمان ابنه في تلك الوصية من المشي بين الناس بفخر وتكبر، وقد شبه الشخص الذي يشيح وجهه عن الناس بالإبل الذي أصابه داء الصعر، كما حذره من أن الله عز وجل لا يحب المتكبرين، فالغرور من العادات السلبية والسيئة التي يجب أن يتركها الإنسان، وقد قال الله عز وجل في سورة لقمان “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”.
في تلك الوصية نصيحة بالاعتدال والتوسط في كافة أمور الحياة، وعدم الإفراط في الأشياء، أو الشح فيها، فالاعتدال هو الشيء المثالي والمناسب دائماً، فقد قال المولى عز وجل في كتاب القرآن الكريم “واقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”.
وفي الوصية الثامنة يختم لقمان الحكيم نصائحه إلى ابنه بضرورة خفض الصوت عند التكلم مع الآخرين، وذلك لأن التكلم بصوت مرتفع يعد من سوء أدب الشخص، كما أن الصوت العالي دلالة على ضعف الشخصية والحُجة، فالتكلم باعتدال وصوت منخفض يعزز من ثقة الفرد في نفسه وفي حجته أمام الناس، كما أنه سلوب يهذب النفس والروح، وقد قال الله عز وجل في سورة لقمان بكتاب القرآن الكريم “وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ”.