موضوع موثق حول حب الوطن ، الوطن يعني التراب السماء التي تنظر إليها، والأرض التي تمشي عليها، والنسمات التي تداعب وجهك في يوم صيف حار، أو أشعة الشمس الدافئة في يوم بارد، فالوطن هو أمك وابوك، وهو الصديق والرفيق، وهو المعلم ورجل الدين، وهو اللاعب والفنان، فالوطن هو كل حياتنا؛ لذلك وجب علينا حبه في السراء والضراء، ولمزيد من التفاصيل حول موضوع موثق حول حب الوطن تابعونا على موسوعة.
الوطن حروف قليلة تخفي وراءها معانٍ لا يكفي مداد البحر في الكتابة فيها، فالوطن يعني العزة والفخر، يعني التعليم والصناعة والزراعة والسياحة، يعني التربية والتنشئة والذكريات، يعني أساسيات الحياة، يعني العمود الذي يقوم عليه بناء المجتمع، فقد قدم الوطن لنا الكثير دون أن يمن أو ينتظر شكرًا، ولذلك وجب علينا الذوبان في حبه، والاحتراق من أجله.
الوطن هو واسطة العقد التي تنظم حبات المجتمع، فبدونه يتفرق المجتمع وتختفي أواصر المحبة وتنقطع بينهم، فالوطن هو المكان والزمان الذي يحوي العناصر المشتركة بين فئة من الناس، فهو المدرسة التي علمتهم، والبيت الذي آواهم، والماكن الذي يحمل ذكرياتهم التي تربطهم به، وحب الوطن فطرة في الإنسان، فمهما كان الوطن في ظروف صعبة فلا يملك الإنسان سوى حبه ومحاولة الخروج به من تلك الظروف.
وليس أدل على ذلك من موقف النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة وهو يودع مكة، ويقول: “ما أطيبك من بلد وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك”.
فإذا فقد الإنسان وطنه فأين يذهب، وسلوا الغرباء والمتفرقين في البلاد كم اشتقوا لأوطانهم؟ حتى إنهم لا يملكون عبراتهم حين ذكره، ويتوقون شوقًا ليقبلوا ترابه أو يسمعوا أخباره بالخير.
إن حب الوطن ليس مجرد كلمات تردد أو شعارات تحفظ، بل له مظاهر وأسس لا بد لكل شخص منا أن يعمل على تحقيقها حسب طاقته وما يملكه من إمكانات.
فحب الوطن يكون أولًا بالقلب، فيستقر حب الوطن في قلب الإنسان دون غيره من البلاد، وذلك نابع من الإحساس بفضل الوطن على أبنائه، وأهميته في الحفاظ على وحدتهم.
ثم إن حب الوطن يكون باللسان والكلام، وذلك بتمجيد الوطن وتأليف الأناشيد والكتب والشعارات حوله، والدفاع عنه في الخارج ونشر ثقافته وإبراز مزاياه، والدعاء له بالخير.
ثم إن حب الوطن -وهو الأهم- يكون بالأفعال، وهذا هو ما ينتظره الوطن من أبنائه، ويكون ذلك بالعمل بجد واجتهاد كلٌ في مجاله من أجل رفعة الوطن والسير به نحو الأفضل ليتصدر المشهد من كل جوانبه أمام غيره من البلاد.
ويكون كذلك بالدفاع عن الوطن، وافتدائه بالدم والنفس والمال، وهذا واجب ديني واجتماعي وخلقي وفطري، ويكون كذلك بإتقان العمل، وبتعلم الجديد مما يساهم في تطوير الوطن، وإظهار حبه بشكل صحيح وإيجابي.
إن الإنسان إذا أحب وطنه بصدق، وعمل له بإخلاص بكل ما أوتي من جهد؛ لوجد نفسه في تقدم على الصعيد الشخصي لأن العمل من أجل من تحب يلهب حماسك، ويدفعك إلى إثبات ذاتك، فبحب الوطن والعمل من أجله ننال بإذن الله تعالى السعادة في الدارين الدنيا والآخرة.
كان ذلك حديثنا اليوم في موضوع موثق حول حب الوطن. تابعونا على موسوعة ليصلكم لك جديد ، ودمتم في أمان الله.