نُقدم إليك عزيزي القارئ موضوع فكرته الرئيسية تلوث المياه Water Pollution وأبرز عناصره التي تتمثل في اسباب تلوث المياه ، وأنواع تلوث المياه، ونتائج تلوث المياه، ومخاطر تلوث المياه التي تُعتبر منبع الحياة، وأساسها، إذ أن الحضارات هي التي تُبنى على مجرى المياه المتمثلة في الأنهار والبحار والبحيرات، حيث بدأ التلوث على مستوى العالم يتخذ مجرى جديد ويحذو حذو الخطورة من خلال تصاعد تداعيات حرق الغابات وإلقاء نفاياتها في المياه.
موضوع فكرته الرئيسية تلوث المياه
تتعدد مشكلة تلوث المياه وتتجسد في ملوثاتها والأسباب التي تكمن وراءها، وهل يتعلق الموضوع بما يفعله الإنسان فقط أم أن هناك عوامل أخرى متجسدة في أسباب وعوامل خارجية تُهدد نقاء المياه وصفاءه على مستوى العالم.
وكذا فنجد أنواع تلوث المياه هي التي تختلف وتتعدد مخاطرها على حياة الإنسان.
تعريف تلوث المياه
يُعرف تلوث المياه بأنه Water Pollution في اللغة الإنجليزية، والذي يعني تؤثر المياه المتوفرة على سطح الأرض العذبة والمالحة التي توجد في الأنهار والمياه الجوفية والمحيطات بالملوثات التي تُدخل عليها من مواد سامة.
كما يُعرّف تلوث المياه بأنه عبارة عن حدوث اختلاف في طبيعة المياه بحيث يحدث تغير في نوع المياه وصلاحيتها جراء التدخلات التي تتسبب في تلويثها، والتي تتمثل في المواد الإشعاعية وتسريبات البترول والبكتريا والملوثات من المواد الكيميائية، مما يجعل المياه ذات رائحة نفاذة ومتغيره، فيما قد لا تظهر التغيرات على طبيعة المياه بحيث لا يُلاحظ البعض التغيرات التي ترد عليها مما يجعلها أشد فتكًا ببني البشر وغير قادر على مواجهة العدو الخفي.
أنواع تلوث المياه
تتباين أنواع التلوث التي تتسرب إلى المياه في المحيطات والأنهار والبحار، والتي بدورها تؤثر على الكائنات الحية والزراعة، إلى جانب التأثير المباشر على صحة الإنسان، فيما تتمثل أنواع التلوث التي تتعرض لها مياه الشرب خاصة، ومياه المحيطات والبحار عامة:
يُعتبر الرصاص والمعادن التي تتسرب في المياه من أقوى عوامل التلوث.
وكذا فنجد أن مياه الصرف الصحي هي من أكثر الملوثات تهديدًا للمياه.
إلى جانب تلوث المياه بمخلفات المصانع والمواد التي تدخل في تصنيع الأغذية.
كما تتمثل مصادر التلوث في المياه في المبيدات الحشرية الضارة التي يدخل في تصنيعها المواد الكيميائية.
تبلغ نسبة تلوث المياه السطحية حوالي 50% حيث يشمل التلوث نصف مساحة المياه التي توجد على سطح الأرض، والتي طالت البحار والمحيطات والأنهار والجداول، فيما نُسلط الضوء على أبرز تلك الملوثات التي من بينها؛ مخلفات المياه التي تتجسد في مخلفات المزارع التي تحتوي على الفوسفات، وإلقاء القمامة في البحيرات والمياه، فضلاً عن قيام البعض بغسل الملابس في المياه، وإلقاء الفضلات وبقايا الطعام، والحيوانات النافقة، مما يجعل مياه الشرب غير صالحة للاستخدام.
تكمن العناصر الملوثة للمياه المالحة التي توجد في المحيطات؛وتسرب المعادن والمواد البترولية والشحم وبقايا السفن ونفوق الحيوانات وبقايا السفن المرتطمة المبحرة في المياه، وكذلك العناصر الكيميائية، فضلاً عن ثاني أكسيد الكربون الذي يختزنه المحيطات، إلى جانب المواد البلاستيكية التي تتقاذفها الرياح من محيط إلى أخر.
تلوث المياه الجوفية
تبرز أخطر العناصر التي تتسبب في تلوث المياه الجوفية هي الزرنيخ؛ الذي يتوافر بوفره في مياه الري في عدد من الدول التي من أشهرها؛ الهند والبنغلاديش، حيث تبلغ نسبة الأشخاص المتأثرين بالزرنيخ في المياه الجوفية مائة مليون شخص، والتي تُعد المصدر الأول للشرب لحوالي 77 مليون نسمة.
تُعد مصادر الصرف الصحي على مستوى العالم من أشهر المنابع الرئيسة لتلوث المياه الجوفية خاصة؛ والمياه السطحية والمياه المالحة، إذ توجد العديد من العوامل التي تتسبب في فشل نظام الصرف الصحي على مستوى العالم، وهي التي تتجسد في التصاميم الغير جيدة للصرف الصحي، وتحديد الموقع الخاص بتركيب الصرف، مما يجعل البكتريا والمواد الضارة والملوثات تتسرب بسهولة إلى المياه الجوفية والتي من شأنها الإضرار بصحة المواطنين على مستوى العالم.
تتأثر المياه الجوفية بما يُسمى الدورة المائية التي تنجُم عن التلوث الذي يوجد في الجو والذي تتقاذفه.
يتسرب مياه الجليد المخلوط بالملح إلى المياه الجوفية؛ إذ يتم استخدامه للحد من الأضرار التي تتعرض لها السيارات أثناء السير في الشتاء على مساحات واسعة من الجليد، مما يجعل الأملاح تترسب في المياه الجوفية.
الجدير بالذكر أن هناك الكثير من أنواع التلوث التي تتعرض لها المياه الجوفية التي من بينها الشقين الزراعي والصناعي، حيث يُعد التلوث الزراعي للمياه هو الذي يأتي بشكل رئيسي من المبيدات العشبية والحشرية، فضلاً عن الأسمدة الزراعية.
فيما تبرز المصادر التي تضر بالمياه الجوفية على الصعيد الصناعي، حيث المعادن والبنزين، كما يبرز دور المواد الكيميائية التي تسهم في القضاء على الثروة السماكية والحيوانية، وكذلك الحشرات النافعة والنباتات حين تتسرب إلى المياه الجوفية.
وكذا فنجد أن للنفايات الطبية والخاصة بحاويات النفط والمواد السامة، وكل ما يتم التخلص منه من نفايات دون إشراف الجهات المعنية، كما بإمكان الملوثات الصحية أن تنفذ إلى المياه الجوفية مما يجعل هناك مخاطر كُبرى بتفشي الأمراض والأوبئة من خلال المياه الملوثة.
يُشير المختصين إلى دور خزانات البنزين التي تتواجد تحت سطح الأرض وما تحمله من مخاطر تؤثر على صحة الإنسان، إذ أن اختلاط المياه الجوفية بتلك المواد التي توجد في الخزنات الكيميائية يُعد من المُهددات الرئيسة لنقاء المياه وصفاءه.
أسباب تلوث المياه
يُشكل الجانب الزراعي عامل هام من عوامل التلوث المؤثرة في المياه؛ حيث تتمثل تلك الملوثات في الأسمدة والمواد التي تحملها الأنهار فيما بين الأراضي الزراعية، إلى جانب اختزانها في المياه الجوفية.
فيما نجد أن المياه تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء والتي تتجسد في نسبة ربع ملوثات العالم الناجمة عن استخدام الإنسان السيئ لعناصر البيئة.
بقايا المواشي والأسمدة التي من شأنها أن تترك المياه تتريف؛ لتتحول من مياه إلى أراضي مليئة بالنباتات والطحالب جراء امتصاص الأكسجين من الماء.
مخاطر تلوث المياه
السموم؛ تُعد من أبرز العوامل التي جعلت المياه تتحول إلى منطقة مليئة بالكائنات الغير صالحة للاستخدام، كما لا تُعد صالحة للتناول من قِبل الإنسان، إذ أن تناول الكائنات البحرية المُعرضة للسموم هي التي من شأنها أن تتسبب في إصابة البشر بالأمراض التي قد تؤدي بحياته، فضلاً عن توارثها فيما بين الأجيال؛ عن طريق تراكمات تلك السموم في الغدد الصماء ومن ثم ينجم عنها تغير في صحة الإنسان وصحة عائلته وراثيًا.
كما يُعتبر الحطام البحري من أكثر الأسباب التي تواجهها المياه من مخاطر قد يتسبب في هلاك الكائنات الحية وتحوّل شكل وطبيعة الشاطئ.
فيما يرى الخبراء في علوم الأرض أن هناك العديد من الأسباب لتلوث المياه على سطح الأرض التي بلغت نسبتها 70%، وهي التي تتمثل في المواد المُشعة الناجمة عن التجارب الإشعاعية، والأسمدة والمبيدات الضارة، فضلاً عن ارتفاع مُعدلات النفايات الصناعية بداية من القرن الماضي.
وذلك مع تنامي دور الدول في النهوض بالصناعة وعدم اهتمامها بالحفاظ على المياه من التلوث الذي ينجم عن المصارف الصناعية التي تُصيب أبناء الشعوب بالأمراض التي تُخلفها من الصناعة، لذا يجب أن تنتبه البلاد الأكثر تطورًا على الصعيد الصناعي بما ينتج منها من مُخلفات وتفادي تفاقم الأزمة العالمية التي تواجهها الدول جراء تلوث المياه.
ويجب أن نُشير إلى النهضة الصناعية التي تتباها الدول المتقدمة هي التي من شأنها أن تصل إلى التربة وبالتالي إلى معدة الإنسان، مما يؤثر على صحته سلبًا ويجعله عرضه للأمراض.
يُعتبر المطر من أم عوامل الملوثات للمياه، إذ أنه يحمل عند سقوطه كافة الملوثات المُتمثلة في الملوثات والأتربة وبقايا الحيوانات النافقة والأسمدة والمبيدات ويجرها إلى المياه الصالحة؛ لذا فإن تلك العميلة هي التي يُطلق عليها علميًا “الجريان السطحي”.
نتائج تلوث المياه
الأمراض الفطرية والبكتيرية في جسم الإنسان؛ يُصاب البشر بالأمراض المعوية جراء تناول الثروات السمكية واحتساء الماء الملوث وذلك على المدى الطويل، إذ أن من أبرز تلك الإصابات التي راجت على مستوى العالم جراء المياه الملوثة هي الإصابة بالكوليرا.
فيما يرى الخبراء أن المياه التي تمت معالجتها بطريقة خاطئة وتبقت بها رواسب من المخلفات والعوادم هي التي تتسبب في إصابة الشعوب بالأمراض الخطيرة التي سرعان ما تنتشر عالميًا، فضلاً عن إصابتهم بداء التهاب الكبد.
اضطرابات السلالة الغذائية، فمثلما يحدث في البشر جراء تناول الميا الملوثة يحدث لدى الأسماك؛ وخاصة مع تناول الأسماك الكبيرة الأسماك الصغيرة المُشبعة بعنصر الرصاص المتوافر في المياه الملوثة، مما يُدمر السلالة الغذائية من الكائنات البحرية التي يتناولها البشر.
المنظمة البيئية التي تُعرف علميًا باسم الـEco-system؛ حيث يعتمد كل كائن من الكائنات الحية في منظومة الغذاء على الحصول على غذاءه من تناول الكائنات الأخرى، مما يجعل التلوث يدور في دائرة تصل إلى كافة الكائنات وعلى رأسهم البشر.
نفوق الكائنات المائية والبرمائية التي تحيا على المياه؛ حيث ارتفعت معدلات نفوق الكائنات المائية التي من بينها الدلافين والأسماك بأنواعها القرش وغيرها، السلاحف.
عرضنا من خلال هذا المقال موضوع فكرته الرئيسية تلوث المياه إذ تكمُن أهمية المشكلة في الوقوف على الحلول والبحث عن مُسببات التلوث الحقيقية الطبيعية والبيئية.
إذ بدأت الدول المتقدمة ساعية نحو الوقوف على حلول جذرية من شأنها الحد من تفاقم مشكلة تلوث المياه، والتي جاء من أبرزها اتفاقية الحد من أضرار السفن، بالإضافة إلى القانون الذي سنته الولايات المتحدة للحفاظ على المياه من التلوث.