موضوع عن النظافه ، إن “النظافة من الإيمان” هذه هي الجملة التي تترد على أسماعنا يومياً عندما نشاهد سلوكاً لأحد الأشخاص وهو يلقي بالقمامة من النافذة أو على الأرض، فالنظافة من السلوكيات التي حثت جميع الأديان السماوية على ضرورة الالتزام بها، لأنها فيها صلاح للفرد والمجتمع، كما أنها تحمينا من الأمراض ولها فوائد عديدة علينا إتباعها للمحافظة على سلامة انفسنا و ذوينا من الأمراض، فكيف لنا أن نحافظ على نظافتنا الشخصية و النظافة العامة؟ وما فوائد النظافة وأهميتها ؟ سبل للحفاظ على نظافتنا ؟
موضوع عن النظافه
تعد النظافة من القيم الإنسانية والأخلاقية التي أوصت بها مختلف الديانات السماوية واهتمت بها مختلف الحضارات على مر العصور، وكان الغريب بين أي مجتمع من لا يهتم بالنظافة، ويمكن عرض موضوع صغير عن النظافة عبر الأفكار التالية:
تعريف مفهوم النظافة
النظافة هي ممارسة يومية وسلوك يتبعه الفرد للحفاظ على صحته سلامته و على من حوله، كما يقوم الإنسان بممارسة هذا السلوك بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري أو موسمي، و يأتي ذلك في إطار الوقاية من الأمراض و منع انتشارها، قد تكون نظافة الجسد أو الهيئة العامة أو العقل.
أشكال النظافة
تتعدد أنواع النظافة، و التي تدل على تطور الشعوب وتحضرهم كلما تسمكوا بها و ابتكروا ما يفيدهم في تحسين مستوى النظافة ورفع كفاءتها، و خلال السطور التالية نتناولهم بالتفصيل .
النظافة الشخصية : هي نظافة الشخص لذاته بما يحمل المعنى من الجسد والنفس والروح والهيئة والخلق والتعامل والعقل، و على سبيل المثال نظافة الأسنان، الشعر، و تهذيب اللحية.
النظافة العامة : وهي الحفاظ على نظافة المرافق العامة بما فيها من شوارع و كباري وأماكن تحيط بنا أو بمنزلنا ، فلا يجب أن نلقي بالقمامة في الطريق أو من النافذة أثناء سيرنا في الطريق.
نظافة البيئة و الاهتمام بالأعشاب و المزارع.
نظافة الأغذية.
نظافة المستشفيات و تطهيرها باستمرار.
نظافة الصرف الصحي المنزلي .
نظافة المزارع الحيوانية، والحفظ على نظافة الحيوانات و التطعيمات المتوفرة لها .
أهمية النظافة
“النظافة كالعادة كلها سعادة” من الأقوال التي نرددها، والتي تُعد دليل قوي على أن النظافة تجلب كل الخير للإنسان المداوم عليها، فما هي أهمية النظافة ؟هيا بنا نتعرف عليها في السطور الآتية:
تحافظ عينا من الأمراض التي قد تسبب انتشار الأمراض المُعدية ،فالوقاية خير من العلاج.
الإندماج في المجتمع و المحبة من الآخرين، حيث أن الملابس النظيفة والشكل اللائق يجذب الآخرين للتعامل معك.
محبه الله، لأنه يحب العبد الجميل والمتطهر.
الشعور بالثقة في النفس و الراحة والتفاؤل و النشاط المستمر .
تقلل من انبعاث روائح كريهة للجسم.
تحد من إصابة الإنسان من التوتر أو الاكتئاب.
وسائل للمحافظة على نظافتنا
هناك العديد من الوسائل التي تحافظ على نظافة الفرد وتمنع الأمراض عنه والتي منها:
الاستحمام ، من أجل التخلص من العرق والأتربة التي تتعلق بالجسم ،عن طريق استخدام الماء الوافر، وفرك الجسم جيداً حتى تسقط خلايا الجلد الميتة.
غسل اليدين قبل وبعد الأكل، وأثناء اليوم بشكل منتظم.
تفريش الأسنان إما باستخدام السواك أو المعجون و الفرشاة، و على الأقل ثلاث مرات يومياً، حتى نتمتع بابتسامة جذابة، مما يعطي انطباع جيد و يمنح الثقة في النفس.
غسل الوجه جيداً ،لأنه يتعرض إلى الكثير من الأتربة.
واجبنا في الحفاظ على النظافة
لكل منا دوره للحفاظ على نظافة الأشياء حولنا ، عن طريق الحد من تلوث الهواء و ذلك بإصلاح السيارات لتقليل العوادم، و عدم إلقاء القمامة في الشوارع أو من النافذة، أيضاً الحفاظ على النظافة الشخصية لأننا مثال وقدوة لمن حولنا، كما علينا الحفاظ على المرافق العامة وصيانتها، و عدم ترك المخلفات في الحدائق والمتنزهات بعدما نستمتع بها.
أضرار عدم صيانة النظافة الشخصية
إن عدم النظافة الشخصية تجعل الإنسان عرضه للكثير من المشكلات والأمراض والتي منها:
تسبب الكسل وعدم الشعور بالراحة.
تقلل من التركيز و خفض مستوى الانتباه.
تُصيب الجسم بالكثير من الأمراض.
تملئ المكان بالحشرات ،التي تُساهم في نقل العدوى مثل الكوليرا.
تجعل الإنسان معرضاً لحالات الاكتئاب.
النظافة هي الحياة والانتعاش والأمل والثقة في الخطوات والسعادة بما هو قادم ،فلا تمنع نفسك من كل تلك الأمور الجيدة والمفيدة بإهمالها ، و داوم على مراعاة ممارسة عادة النظافة بكافه أنواعها، لإنها تساعد في حمايتنا جميعاً من المرض و تمنحنا شعوراً بالأمان.
أهمية النظافة في الإسلام
تكمن أهمية النظافة في الإسلام في الكثير من الأمور والجوانب، فقد اهتم الإسلام بالنظافة بشكل كبير ومميز، وجعل من الطهارة باب من أبواب العقيدة الإسلامية، وفيم يلي بيان للبعض من المواضع التي تم فيها ذكر النظافة:
أوضح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن النظافة والطهارة هي شطر أساسي من أجزاء الإيمان، وذلك في الحديث الذي ذكره أبو مالك الأشعري، والذي قال فيه، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: (الطُّهورُ شطْرُ الإيمانِ ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ ، وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَملآنِ ما بين السماءِ والأرضِ ، والصلاةُ نورٌ ، والصدَقةُ بُرهانٌ ، والصبْرٌ ضِياءٌ ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لكَ أوْ عليكَ ، كلُّ الناسِ يَغدُو ، فبائِعٌ نفسَهُ ، فمُعتِقُها أوْ مُوبِقُها) (حديث صحيح)
كما عرفت الشريعة الإسلامية بأنها شريعة الطهارة والنظافة، فقد اهتم الدين الإسلامي بالنظافة، وجعلها من العقيدة، وقد حرض الإسلام على الطهارة والنظافة في كافة جوانبها، بداية من الطهارة الشخصية وطهارة الأماكن والبيوت، ذلك إلى جانب الطهارة النفسية، والبعد عن الفحش في اللفظ أو الفعل، سواء بالكلام البذيء أو بالأفعال النجسة، وسرعة الطهارة منها إن وجبت، إلى جانب حرص الإسلام على نظافة المسجد والطريق، فقد أثنى المولى- تبارك وتعالى- من فوق سبع سماوات على المتطهرين.
مظاهر النظافة في الإسلام
شجع الإسلام على النظافة والطهارة بشتى أنواعها، بل ورغب فيها في كثير من الأمور، والتي من بينها ما يلي:
تشريع الوضوء قبل الصلوات المفروضة، وجعلها شرط من شروط صحة الفريضة، والتي يلجأ إليها المسلم 5 مرات في اليوم، مع الحرص على تطهير الأعضاء الأكثر عرضة للتلوث، ذلك إلى جانب أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد حث على إسباق وإتقان الوضوء.
وقد حدد الإسلام وجوب الغسل بعد مواضع تعريض الجسم للنجس الذي يخرج منه، والتي هي الجماع والنفاس والحيض، وما إلى ذلك من مواضع تلوث البدن بالنجس، وقد جعل الغسل مستحباً في الكثير من الحالات الأخرى، والتي من بينها الاجماع بين المسلمين في صلاة العيد وصلاة الجمعة.
الاهتمام بنظافة اليدين قبل وبعد الأكل.
اهتم الإسلام بسنن الفطرة، وهي التي تنص على بعض المظاهر المتعلقة بالطهارة، والتي قد وردت في السنة النبوية الشريفة.
الحكمة في تشريع النظافة والطهارة في الإسلام
تتضح الحكمة من تشريع النظافة والطهارة في تعظيم مقام الربوبة، وذلك في وقت الوقوف بين يدي الله- سبحانه وتعالى- والدعاء له ومناجاته، وقد جعل الله- سبحانه وتعالى- عباده المتطهرين التوابين في مكانة ومنزلة قريبة منه، كما أن في النظافة جانب من جوانب الاهتمام والحرص الإسلامي على كرامة المسلم بين الناس، والترغيب في تمييزه ونشر قبوله بين الناس، فالناس بطبعهم تنفر من الغير نظيف.