عزيزي القارئ سنتحدث إليك اليوم عبر مقالنا من موسوعة، حول موضوع عن الانضباط المدرسي ، فهو عملية ضرورية جداً في إنجاح المسيرة التعليمية، وهو أحد الركائز التي تعتمد عليها أي مدرسة، وهو شعور التلاميذ بأهمية التعلم، والانضباط، والالتزام بالتعلميات، فكل هذا يصب في النهاية في مصلحة الطالب ، ووولي أمره وأيضاً المدرسة.
لذا نجد أن الانضباط المدرسي جزء لا يتجزأ من تطوير العملية التعليمية، فهو من الصفات الحسنة التي يجب أن يتمتع بها كل طالب، فالغياب المدرسي يؤثر بالتأكيد بالسلب على المستوى التعليمي لدى الطالب، لذا على الأب والأم أن يغرسوا داخل طفلهم الالتزام بالذهاب إلى المدرسة، والانضباط؛ لأن هذا من شأنه أن يجعله في مكانة عالية بعد ذلك، لأن من يلتزم منذ الصغر، بالتأكيد سيستمر على ذلك عندما يكبر.
مفهوم الانضباط المدرسي
الانضباط بشكل عام هو تلك الأداة التي يمكن خلالها أن يتطور ويتقدم المجتمع، بالإضافة إلى ذلك تسير حياة الدول والمجتمعات بشكل مستقر، ويساهم أيضاً في تنظيم العلاقات المختلفة بين المواطنين، لذا يجب على المجتمع أن يساهم في تنشئة جيل يستطيع أن يحقق الانضباط في جميع الأعمال، حتى تعم الاستفادة العامة.
أما الانضباط المدرسي فيقصد به التزام الطالب بالسلوكيات الحسنة، التي أقرها الدين، وإتباع نظام وتعليمات المدرسة، مع التركيز على إنجاح عملية التعليم والتعلم، بالإضافة إلى ذلك يحافظ التلميذ على الممتلكات العامة، وعلى حقوق الأخريين.
كما يشتمل مفهوم الانضباط المدرسي على التزام الطالب بالحضور إلى مدرسته يوميًا وعدم الغياب إلا في الحالات الضرورية والطارئة، والتزامه بالمواعيد التي تضعها إدارة المدرسة فيما يخص الحضور والانصراف، فكل تلك السلوكيات تساعد على انضباط حياة الطالب بشكل عام.
ومن الصور الأخرى للالتزام المدرسي حضور الطالب بالزي المدرسي وعدم مخالفته، الحفاظ على نظافة المدرسة وبما فيها من مقاعد وجدران ودورات مياه وفناء، عدم ترديد الألفاظ الخارجة والحرص على الالتزام بالسلوكيات القويمة أثناء اليوم الدراسي سواء مع الزملاء أو المُعلمين.
ما هي أهمية الانضباط المدرسي
إن الانضباط المدرسي يساهم بدور كبير في المؤسسات التربوية المختلفة، لذا نستطيع القول بأن له أهمية كبيرة ونسردها إليكم في السطور القادمة:-
يعتبر له محور هام في العملية التربوية فهو يساعد في تحقيق الأهداف الخاصة بها، بل ويعد هو أساس نجاح هذه العملية.
يساعد في نمو الطالب من الناحية الأخلاقية والاجتماعية ويعمل على غرس الأخلاق الحميدة فيه.
عنصر هام داخل المجتمعات ويحافظ على سلامة الأفراد.
بدون قيمة الانضباط لا يمكن إتمام الدراسة بشكل فعال وبالتالي يقل التحصيل الدراسي لدى الطلاب.
إن التزام التلاميذ يساهم في تحكم المعلم في عملية التدريس، وبالتالي يستطيع أن يكسبهم المهارات، والمعرفة.
يعلم أفراد المدرسة أو المجتمع ككل أهمية التعاون فيما بينهم؛ حتى يحققوا هدف ما، لذا فعدم الانضباط يؤثر بالسلب ويشتت مجهود المجتمع، ويجعله يخسر موارده.
التزام الطالب مدرسيًا يحسن من التواصل بينه وبين المُعلم.
يساعد في تعلم التخطيط والتنظيم للطالب حتى يتم إنجاز أي عمل على أكمل وجه.
يساعد في التواصل وخلق علاقات اجتماعية جيدة بين الطلاب وبعضهم.
يوفر بيئة مناسبة للطالب، مما يساعده على التعلم.
يستطيع الطالب الذي يلتزم بالسلوك المنضبط في مدرسته النجاح في حياته، فهذا الالتزام المدرسي تظهر نتائجه بوضوح في جوانب الحياة الأخرى.
أما على مستوى المجتمع فهو يساعد في توفير سلوك حضاري في التعامل مع الأفراد الأخريين، أو في الحفاظ على المنشئات والممتلكات العامة.
قيم يجب الالتزام بها في المدرسة
هناك مجموعة من القيم التي يجب أن يلتزم بها الطلاب والتي تحقق الانضباط داخل المدرسة ومنها:-
تدريب الطلاب على سلوكيات حسنة من خلال قوانين معينة.
أن يلتزم التلاميذ بالزي المدرسي الموحد.
الحفاظ على النظافة العامة داخل المدرسة.
حفاظ الطالب على النظام الذي تُقره المدرسة وعدم الإخلال به.
ما هو دور المدرسة في تفعيل الانضباط المدرسي
إن المدرسة يقع على عاتقها مسئولية كبيرة بجانب الأسرة في تحقيق الانضباط لذا فعليا القيام بعدة خطوات لتحقيق ذلك،من خلال:-
توفير بيئة دراسية مناسبة وهادئة، وبها انتظام وانضباط سواء في الفصل أو خارجه.
يجب أن تتعامل بفاعلية مع المشكلات التي تواجهه، وذلك من خلال معرفة طرق التعامل مع التلاميذ، ورفع مستوى قدرتهم، ومهاراتهم.
عمل ضبط داخل المدرسة والصفوف من خلال تنفيذ برامج تدريبية يتم تصميمها.
تعليم الطالب كيف يعبر عن رأيه بحرية بطريقة محترمة لا تضر بالآخرين من خلال عقد الندوات التي تعلم الطلاب كيفية استخدام هذا الحق.
من المهم توظيف أساليب وطرق جديدة متنوعة، مع تعليم الطالب مفاهيم حديثة فلا يتم اعتماده فقط على الاختبارات.
على المدرسة أن تولي اهتمامًا بالأنشطة الصيفية المختلفة، وأن تساعد الطلبة في الاشتراك بها وخاصةً تلك التلاميذ الذين قاموا بمخالفات، أو معرضون لخطر الفصل من المدرسة.
نشر ثقافة مدرسية تحفز على الالتزام بالانضباط، عبر المطبوعات ووسائل الإعلام، وأن يكون هناك اتصال بشكل دائم بين المدارس ووزارة التربية والتعليم.
تطوير المهارات الدراسية لدى المعلمين، مع توفير بعض المواد الاختياري للتلاميذ.
عمل برامج إرشادية تركز على أسس ومهارات الإرشاد الوقائي.
غرس قيم الدين الصحيحة في الطلاب، وتعليمهم الأخلاق الحسنة من خلال إنشاء المعسكرات التي تهتم بأنشطة تتضمن تلك القيم والأخلاق.
عقد مجلس للإباء والأمهات بشكل دوري وتفعيل دوره في المدارس.
تكريم الطلبة المنضبطين لتشجيعهم وتحفيزهم على التعلم في بيئة مدرسية سليمة.
من المهم تفعيل الدور الذي يقوم به العريف والعريفة، عن طريق إعطائهم صلاحية، وأن يتولوا مهمة الضبط إذا تأخر المدرس عن الفصل، مما يكسبهم ثقة في النفس، ويعتادوا على تطبيق واحترام النظام.
توضيح العقوبات الصارمة على المخالفين لتعليمات المدرسة.
دور المعلم في تفعيل الانضباط المدرسي
يتمثل دور المعلم في تحقيق الانضباط المدرسي من خلال ما يلي:
يجب على المعلم أن يطلب من الطلاب الالتزام بالهدوء حتى يبدأ في الحصة الدراسية.
في حالة ارتكاب أحد الطلاب خطأ يجب أن ينفرد المعلم بالطالب لتوضيح خطأه ولا يقوم بذلك أمام باقي زملاؤه.
على المعلم أن ينال احترام وحب الطلاب حتى يهتمون بما يقول في حصته، وذلك عن طريق التقرب منهم والتعامل بلطف معهم.
حتى يستطيع المعلم أن يُدير الفصل بشكل منظم يجب أن يتمتع بقوة الشخصية والصرامة ولكن دون مبالغة.
يجب على المعلم تعويد الطلاب على الالتزام بالقواعد التي يضعها، وحتى يتحقق ذلك يجب أن تتسم تلك القواعد بالمرونة حتى يكون في مقدور الطلاب الالتزام بها.
لا بد من التزام المعلم نفسه بالسلوكيات القويمة التي يحرص على غرسها في نفوس الطلاب حتى يكون قدوة حسنة لهم، وأول تلك السلوكيات الالتزام في الحضور في موعد الحصة دون تأخير.
يجب على المعلم علاج السلوكيات الخاطئة التي تصدر عن الطلاب بالعقل والحكمة وعدم الإغفال عن تلك السلوكيات.
في حالة توقيع عقوبات فيجب الالتزام بالعدل بين جميع الطلاب.
ولا يمكن أن ننسى أن أساس التشجيع والحرص على الانضباط المدرسي يبدأ من الأسرة والمنزل، وأيضاً نجد أن للمساجد ووسائل الإعلام دور كبير في عملية الانضباط المدرسي.