موضوع حب الوطن ، “وطني لو شُغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخُلد نفسي”، هكذا عبر الشعراء عن حب أوطانهم، فحب الوطن من أكثر ما يُعطي قيمة للإنسان، فكيف تكون إنسانًا بلا انتماء حقيقي لوطنك، وقوميتك العربية، فبالرغم من الخلافات التي تحدث يظل المواطن العربي هو أكثر مواطني الأرض انتماءً لبلاده، فذلك من صميم الإيمان، وقد أخذت الوطنية مواضع هامةً في ديننا الإسلامي، وظهرت في بعض الأحاديث الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الآيات القرآنية، وفي هذا المقال من موسوعة نُقدم هذا الموضوع عن حب الوطن.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب وطنه “مكة المكرمة”، وكان يصعب عليه فراقها حين خرج منها مهاجرًا إلى يثرب (المدينة المنورة)، وفي خروجه منها ورد حديث شريف، فعن ابنِ عباسٍ, قال : لما خرجَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم من مكةَ قال : “أمَا واللهِ إني لأَخرجُ منكِ وإني لأعلمُ أنك أحبّ بلادِ اللهِ إلى اللهِ, وأكرمهُ على اللهِ ؛ ولولا أهلكِ أخرجُوني منك ما خَرجتُ”. حديث صحيح.
وفي حديث آخر كما ورد في الأثر أن أحد الصحابة قَدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يُضرب الحجاب، فقالت له عائشة رضي الله عنها كيف تركت مكة؟.
قال : أخضرت جنباتها، وابيضت بطحاؤها وأغدق أذخرها وانتشر سلمها.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:”حسبك يا أصيل لا تحزني”.
كما ورد في القرآن الكريم أيضًا آيات عن حب سيدنا إبراهيم لموطنه “مكة المكرمة” وعن دعائه لأهلها؛ فقال الله تعالى:”وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”. في الأية 126 من سورة البقرة.
وقال الله تعالى::”رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”. في الأية 129 من سورة البقرة.
كما عرضنا في هذا المقال يتضح لنا أن حب الوطن من أهم العبادات التي يمكن أن يتحلى بها المسلم، وذلك لما له من تعظيم في ديننا القويم، كما يُعد تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباع سنة رسول الله من أهم الأعمال التي تُرضي الله سبحانه وتعالى عنا.