في المقال التالي نقدم لكم موضوع تعبير عن ترشيد الاستهلاك ، فالترشيد يُقصد به الاقتصاد في استخدام الموارد التي أتاحها لنا الله سبحانه وتعالى، مثل الاعتدال في استخدام المياه والكهرباء والغذاء، ولا يُقصد بالترشيد أي تجنب استخدامهم، بل أن هذا المصطلح يُشير إلى استخدامهم بحكمة وفيما ينفع فقط، وتجنب استعمال تلك الموارد بإفراط وفيما لا ينفع، وقد يُطلب من الطلاب في المدرس كتابة موضوع يعبرون فيه عن رأيهم في الترشيد، ولهذا سنعرض لكم من خلال فقرات موسوعة بحث عن أهمية الترشيد في استهلاك الموارد، فتابعونا.
الترشيد في الاستهلاك من أهم العادات التي يجب على الفرد أن يلتزم بها في كافة الأوقات، الأمر الذي يجعل الموارد من حولنا متوفرة دائماً، ويحميها من النقصان والاختفاء، فالترشيد هو سلوك وعادة يقوم بها الفرد دائماً، فلا يقتصد في استخدام شيء، ويُفرط في استخدام الأخر، وقد أمرنا المولى سبحانه وتعالى بألا نُسرف في استخدام الطعام والشراب وألا نسرف في استعمال المياه، فالله عز وجل لا يُحب الشخص الذي لا يُقدر النعم ويُفرط في استخدامها فيما لا ينفع، فقد قال المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
وقد شبه الله تعالى أن الشخص الذي يُفرط في استخدام الموارد ويُبذر هو أخ للشيطان، وذلك لأن الشيطان لا يُقدر نعم الخالق ولا يحافظ عليها، فقد قال الله في كتاب القرآن الكريم (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)، لذلك فإن الترشيد في الاستهلاك يُعد واجباً على الفرد، والهدف منه هو الحفاظ على الموارد التي أنعم الله على الإنسان بها.
ولا يجب على الفرد أن يغتر بكثرة النعم من حوله، وأن يظن أن الإفراط في استخدامها لن يُعرضها للضياع أو النقصان، ولكن استخدام الموارد بغير حكمة قد يؤدي إلى نقصانها، وحرمان الآخرين منها، فتعاني الكثير من المناطق من قلة وجود المياه العذبة، أو عدم وجود مياه نظيفة تصلح لشربهم، فإذا قمنا بالترشيد في استخدام المياه، فقد نساعد على توفير المياه للجميع، وأن نقي أنفسنا من التعرض لانقطاع المياه والافتقار لها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (لا تسرف في الماء ولو كنت على نهرٍ جارٍ).
ومن الجدير بالذكر أن الترشيد في الاستهلاك يُعد من العبادات التي يؤجر العبد عليها، فالله عز وجل يحب الإنسان الذي يُقدر النعم ويحافظ عليها ويستخدمها فيما ينفع ولا يُعرضها للضياع أو النقصان، فيجازي من يقوم بتلك الأفعال الثواب والأجر العظيم، ويرضى عنه دائماً ويزيده من نعمه.
والترشيد في الاستهلاك لا يقتصر على المياه والكهرباء والغذاء فقط، بل يشمل أشياء أخرى كثيرة، مثل الترشيد في إنفاق الأموال، والابتعاد عن التبذير وإنفاق الأموال في الأشياء التي ليس لها فائدة، بالإضافة إلى الترشيد في استخدام النباتات وقطعها، والابتعاد عن عملية قطع أعداد كبيرة من الأشخاص، الأمر الذي قد يهدد الطبيعة، كما يجب الترشيد في صيد الحيوانات، وذلك لأن الصيد الجائر يُعرض الكثير من الحيوانات إلى الانقراض والفناء، وقد خلق المولى سبحانه وتعالى كل شيء بمقدار، وعملية الصيد الجائر وانقراض أنواع كثيرة من الحيوانات قد تؤدي إلى حدوث خلل في النظام البيئي.
وهناك العديد من الوسائل التي تساعدنا على ترشيد استهلاكنا، فعلى سبيل المثال، ينصح بترشيد استهلاك المياه من خلال تشغيل الصنبور وقت الحاجة فقط، وتقليل وقت الاستحمام، وترشيد استخدام الكهرباء من خلال استخدام الإضاءة الموفرة للطاقة، وإشعال نور الغرفة عند التواجد بها فقط، أما عن ترشيد الغذاء فيمكن طهي كمية الطعام التي سيتم تناولها فقط، وعدم الإفراط والتبذير في طهي الطعام واستهلاكه ورمي كميات كبيرة منه في القمامة، كما يجب الترشيد في استهلاك الأموال، وإنفاقها في الأشياء التي يحتاج إليها الفرد فقط، وذلك حتى تظل تلك النعم موجودة في حياتنا بكثرة، وحتى نحفظها من الزوال والفناء.