في المقال التالي نوضح لكم من هو قائد معركة ذات الصواري بالإضافة إلى نبذة مختصرة عنه، فذات الصواري هي أول معركة بحرية شارك فيها المسلمون بأسطولهم البحري، وكانت تلك أول مرة يقوم فيها جيش المسلمين بإنشاء أسطول خاص بهم، ففي السابق قد اقترح الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه على خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بأن يقوم الخليفة بالإشراف على بناء أسطول، ولكن تم تطبيق تلك الفكرة في عهد خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، فبنى المسلمون أسطولهم الخاص بهم، ودخلوا في معركة ضد الروم انتهت بانتصار الجيش الإسلامي، وفي الفقرات التالية من موسوعة سنقدم لكم إجابة على سؤال من هو قائد تلك المعركة، فتابعونا.
من هو قائد معركة ذات الصواري
قاد تلك المعركة والي مصر، وكان يُدعى عبد الله بن سعيد بن أبي سرح القرشي، وُلد عبد الله في العام الثالث والعشرين قبل الهجرة، وهو أحد الصحابة الذين تعلموا القرآن على يد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أخو خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في الرضاعة، وأخ الصحابي الجليل وهب بن سعد الذي استشهد في غزوة مؤتة، وكان الصحابي الجليل قائداً عسكرياً شجاعاً، حيث قاد جيوش المسلمين في الكثير من المعارك، فاستطاع هزيمة جيش الروم في معركة ذات الصواري، كما قاد الميمنة في جيش عمرو بن العاص أثناء فتح مصر.
أسباب معركة ذات الصواري
اختلف المؤرخون حول السبب الرئيسي لمعركة ذات الصواري، فقال الطبري أن السبب هو رغبة البيزنطيين في الانتقام من المسلمين، وذلك بعد سلب مصر منهم، وسيطرة جيش المسلمين على بقاع كثيرة في القارة الأفريقية، كما أن البيزنطيين قد خسروا أسطولهم البحري في العام الخامس والعشرين من الهجرة على شاطئ بحر الأسكندرية، الأمر الذي جعلهم يرغبون في الانتقام.
وقيل أن السبب الرئيسي هو خشية البيزنطيين من أن يقوم المسلمون بفتح القسطنطينية، فقام الإمبراطور قنسطانز الثاني بقطع إمدادات الخشب عن المسلمين، وقام بتجهيز أسطول ضخم من المراكب، والتي تزيد عددها عن ألف مركب، وسار بالأسطور بهدف القضاء على أسطول المسلمين، واحتلال الأسكندرية والانتقام منهم بسبب الخسارة التي تعرض لها في السابق، ولكن يُفاجئ بأسطول ضخم للمسلمين يقوده القائد العربي ووالي مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
قصة معركة ذات الصواري
في العام الثالث والثلاثين من الهجرة، قام معاوية بن أبي سفيان بعقد الصلح مع جزيرة قبرص، ولكن قام أهل الجزيرة بنقض هذا العهد، حيث قدموا الأسلحة والمراكب والسفن للروم، وذلك بهدف القضاء على الجيش الإسلامي وتدمير السواحل التابعة لهم، فقام معاوية بالهجوم على الجزيرة بخمسمائة سفينة، وأجبر أهلها على الخضوع.
ومن ثم تعاون والي مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح مع والي الشام معاوية بن أبي سفيان، وقاما بتجهيز أسطول بحري ضخم، والتقى الأسطولان في جنوب آسيا الصغرى بالتحديد في كليكيا، ودارت معركة بين جيش البيزنطيين وبين المسلمين، وبسبب حداثة المسلمين في القتال البحري، كادوا أن يخسروا تلك المعركة ويخسروا أسطولهم.
ولكن قام قائد المسلمين بوضع خطة استطاعت تحقيق النصر لهم، وهي القيام بهدنة طوال وقت الليل، ومن ثم قام جيش المسلمين بربط سفنهم بسفن البيزنطيين باستخدام الحبال القوية والغليظة، حتى أجبر المسلمون جيش البيزنطيين على النزول إلى البر والقتال على الأرض، فتقاتل الجيشان بالرماح والسهام في بداية الأمر، ومن ثم ألقوا الحجارة الضخمة، والمرحلة الأخيرة في القتال هو أن واجه الجيشان بعضهم وجهاً لوجه، واستخدموا الخناجر والسيوف في القتال، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من المسلمين، وعدد أكبر من جيش البيزنطيين، وقد قيل أن قائد الجيش البيزنطي قسطنطين بن هرقل قد فر من المعركة بعدما أصابته الجراح الخطيرة، وانتهت المعركة بانتصار جيش المسلمين.
وبعد انتهاء المعركة فر قسطنطين إلى صقلية، وعندما علم أهل الجزيرة بالخسارة التي سببها لهم، قاموا بقتله، وقامت الريح بتفريق المراكب المتبقية لجيش البيزنطيين عن بعضها البعض، وقام المسلمون بالرجوع إلى ساحل عطا، فأرسل عبد الله بن سعد إلى عثمان بن عفان يُبشره بالنصر، وانتهاء فترة سيطرة البيزنطيين على مصر والشام والبحر المتوسط.