يتساءل أولياء الأمور دوماً، كيف نجعل أبناءنا يحبون القراءة؟ فنحن نعرف أن لها فوائد كثيرة للغاية، ولكن فى العصر الذي نعيش فيه، ومع انتشار التكنولوجيا والتطبيقات المختلفة كبديل للقراءة، والتي تحمل في طياتها سبب أدعى لترك القراءة، فهل فعلاً لم يعد للقراءة فائدة كما كانت؟ سأعرض لكم في هذا المقال على موقعنا الموسوعة العربية الشاملة مقدمة بحث عن القراءة وبعضاً من فوائدها المختلفة، قد نصل سوياً إلى حل لحث أبنائنا على القراءة مرة أخرى.
كان الإنسان منذ بدء التاريخ يخشى على ما توصل إليه مجتمعه من معلومات وعلوم مختلفة و للأسف كانت هناك العديد من الحضارات التي تختفي دون أثر على الرغم ما وصلت إليه من تطور واكتشافات ولكن دون فائدة لمن بعدهم، ولكي يحقق الإنسان التطور لبنى جنسه، كان عليه أن ينقل تلك العلوم لمن يخلفه من البشر حتى تبدأ الأجيال اللاحقة من النقطة التي انتهى عندها أجدادهم الأولين، فابتكر الإنسان الكتابة و القراءة؛ لكي لا تذهب مجهوداته هباء، ودعى إلى الالتزام بها من كان يريد لنفسه التطور و الرقي .
واهتمت الأديان السماوية باختلافها على حفظ شرعها وشريعتها ولكي تصل إلينا هذه الشرائع والأديان اضطر أجدادنا إلى الكتابة وحثنا على القراءة باستمرار حتى نكمل تناقل الأديان واستمرارها، ففي دين الإسلام أول آياته هي (اقرأ) وقد دعا الرسول محمد -ﷺ- في الكثير من أحاديثه على القراءة وطلب العلم، فقال -ﷺ- (طلبُ العلمِ فريضةٌ) ، وجعل الرسول منزلة العالم في منفعته لمجتمعه أعلى فى المقام من منزلة العابد ، كما في قوله -ﷺ- (فَضلُ العالِمِ علَى العابِدِ، كفَضلِ القَمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ) وأولى خطوات طلب العلم -لا محالة- هي القراءة.
للقراءة فوائد عدة للفرد على المستوى الشخصي، وللمجتمع بشكل عام، وفيما يلي سأعرض لكم بعضاً من فوائد هذا السلوك العظيم:
العديد منا يتذمر من القراءة ويبتعد عنها، ظناَ منه أنها مرهقة ويمكن استبدالها بالتكنولوجيا الحديثة، هذا ظن البعض مع الأسف، ولكن دعني أعرض عليك بعضاً من فوائد القراءة لك، وسأترك لك المجال لتقرر أنت هل هي مفيدة أم لا.
تهتم الدول والمؤسسات العالمية لتنمية الشعور بأهمية القراءة والحث عليها، فلماذا كل هذا؟
تعاني مجتمعاتنا العربية بشكل واضح من ترك الشباب والأطفال معظمهم للقراءة، متناسين ما لها من فوائد كبيرة، فكيف نستطيع تشجيعهم على القراءة؟
لتسهيل تعود أطفالنا على القراءة يجب علينا أولا توفير مصادر للقراءة، كتوفير قصص قصيرة، أو مجلات للأطفال تكون مسلية لهم، أو القراءة معهم من القرآن الكريم.
تنظيم حياة أطفالنا يجب أن تكون من أولوياتنا، فعلينا أن ننظم لهم يومهم بالقدر الكافى الذي يسمح لهم بأقصى استفادة منه، خصيصاً مع تمييز وقت محدد للقراءة، وحبذا لو جلسنا للقراءة معهم ، فهذا يعزز حبهم للقراءة، والتنافس فىها.
اجعل من حياة طفلك كلها مجالاً للقراءة، اجعله يقرأ في كل الأوقات، كأن تسير معه في الشارع وتطلب منه أن يقرأ لافتات المحلات، أو أن تكونوا في مطعم فتطلب منه أن يقرأ لك قائمة الطعام و يختار منها لك ، و هكذا ….. فهذا السلوك سيجعل طفلك مستعداً للقراءة في كل الأوقات.
هناك العديد من الأجهزة التكنولوجية التي تساعد طفلك على القراءة، عن طريق تسهيل أي مشكلة يعاني منها، مثل تكبير الخط، تقليل الكلمات، وضوح المعنى باستخدام صور.
من السهل علينا إجبار أبنائنا على قراءة أشياء نود لهم أن يقرؤونها، ولكن ذلك سيجعلهم يكرهون القراءة، وهذا ما نخشاه، دعهم يختارون ما يريدون قراءته؛ لكي يزدادوا حباً في القراءة مرة بعد مرة.
نحن بالفعل نريد تربية أبنائنا تربية قويمة، ولكن ما من أحد فينا ينكر أنه قد تغيرت فيه العديد من السلوكيات جراء هذه التجربة الفريدة، ولا ننكر أننا قدوة لأولادنا، فهل يستطيعون هم حب القراءة بمفردهم دون أن يجدونا قدوة لهم ليقلدونا في ذلك ؟ بالطبع يجب علينا أن نقرأ لهم، ونقرأ معهم ، فهم أغلى ما لدينا .