تقدم موسوعة من خلال هذا المقال معنى العولمة وهو مصطلح أصبح شائعاً في الآونة الأخيرة وكثيراً ما يتردد ذكره ولا يعرف البعض معناه، وهو مصطلح جديد الظهور والنشأة ولكنه قد ظهر قديماً بمفاهيم مختلفة.
ساعد على ظهور العولمة ونشأتها حركة التنقلات التجارية التي كان يقوم بها التجار بالسفر من بلدهم إلى البلدان البعيدة للحصول على السلع والمنتجات، ثم قامت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر والتي أدت إلى تطور الاتصالات ووسائل المواصلات مما أزال الحواجز بين البلاد، فيما يلي نذكر مفهوم العولمة وأسبابها، مظاهرها وإيجابياتها كما سنذكر أيضاً مجالاتها.
معنى العولمة
العولمة باللغة الإنجليزية (Globalization) وهي ظاهرة عالمية تهدف إلى توحيد وتحقيق التكامل العالمي عن طريق فتح الأسواق المحلية والتجارية والدولية أمام الدول عملاً على تنمية اقتصاد البلدان الفقيرة.
تعرف العولمة من خلال وجهات النظر الاقتصادية على أنها أرتفاع معدلات التجارة العالمية للسلع ورأس المال، التكنولوجيا، والخدمات،والتي أدت إلى تقليل تكاليف النقل مما ساعد على تقليل تكاليف التجارة.
مفهوم آخر للعولمة يُعرفها بأنها دعم القطاع التجاري في العالم أجمع من خلال إنشاء المنشآت الضخمة الموجودة في الدول المختلفة والتي تنتج الخدمات والسلع، كما أنها عبارة عن عملية يتم تطبيقها من خلال المؤسسات والشركات بهدف تحقيق نفوذ دولية لتوسيع عملها حتى يصبح عالمياً بدلاً من كونه محلياً.
اسباب العولمة
تتعدد الأسباب التي أدت إلى نشأة العولمة وظهورها، نذكر تلك الأسباب في النقاط التالية:
وسائل الاتصال: ساهم تطور وسائل الاتصال وانخفاض تكلفتها على أنتشار ظاهرة العولمة ولها دور هام في نمو الشركات متعددة الجنسيات حيث تساعدهم على التواصل بين فروع شركتهم المختلفة تحت سيطرة المكتب الرئيسي، كما أصبح من السهل توظيف عمال منخفضي الأجر من أنحاء البلاد الأخرى.
التطور التكنولوجي: من أبرز مظاهر التطور التكنولوجي أنتشار الأنترنت بسرعته الفائقة، وتطور وسائل المواصلات العالمية السريعة حيث ساعدت على نقل منتجات المصانع العالمية مما ساعد المصانع والشركات على زيادة معدلات الإنتاج حتى دخل مفهوم العولمة إلى نطاق التسويق.
حركة رأس المال: أصبح من السهل أنتقال رأس المال عبر الحدود الدولية مما ساعد الشركات على تأمين التمويل بشكل أوسع ففي حالة عدم توافر التمويل المحلي يتم اللجوء إلى التمويل الدولي لإتمام عملياتها، وبالتالي تمكنت الشركات المحلية من أن تصبح عالمية ومتعددة الفروع والجنسيات.
ايجابيات العولمة
للعولمة العديد من الجوانب الإيجابية نذكرها فيما يلي:
تحسن المستوى الاقتصادي للدول النامية وارتفاع المستوى المعيشي والترفيهي لأشخاصها وتمكينهم من النجاح بسبب تدفق الأموال في هذه الدول.
أنتشار وسائل الإعلام على شكل أفلام وبرامج مما يساعد على نقل الثقافات الأجنبية للجميع.
المنافسة العالمية التي تساعد على تشجيع الابتكار والإبداع، مع تحديد أسعار السلع والخدمات.
تحقيق التعاون بين الحكومات في الدول المختلفة لتحقيق الأهداف المشتركة وزيادة القدرة على التفاعل والتنسيق بين الدول أفكارها وما تخططه لمستقبل شعبها.
مجالات العولمة
يمكننا تقسيم مجالات العولمة إلى مجموعة أقسام، نذكرهم تفصيلاً فيما يلي:
العولمة الاقتصادية: يمكن تعريفها من خلال الصندوق الدولي على أنها التعاون الاقتصادي لجميع دول العالم الناتج عن ارتفاع معدلات التعامل بالسلع والخدمات المتنوعة عبر الحدود، وأهم مظاهرها هو نشأة “منظمة التجارة الدولية”.
العولمة الاقتصادية: تتجلى مظاهر هذا النوع من العولمة في محاولات فرض الدول الكبيرة والقوية سيطرتها على الدول النامية والضعيفة من الناحية الاقتصادية دون وضع أدنى اعتبار للرأي لعام بتلك الدول مما يدفعها للخضوع والاستسلام.
العولمة الثقافية: يتبلور مفهوم العولمة في تلك الصورة حول مسألة انفتاح الثقافات العالمية وتأثر بعضها بالبعض الآخر وقد بدأ هذا النوع من العولمة في الماضي، لكنه لم يشهد في التطور ما بلغه في الوقت الحالي، كما تعني انتقال اهتمام الإنسان من المجال المحلي إلى العالمي، علاوة على دورها في فرض هيمنة ثقافات الدول القوية على ثقافات الدول النامية.
العولمة الإعلامية: يقصد بها فرض ثقافات الدول القوية عبر وسائلها الإعلامية في جميع أنحاء العالم، وقد أصبح أنتقال الخبر من مكان إلى مكان أسرع كثير مما سبق وهنا يظهر دور العولمة الإعلامية.
وكما ذكرنا فيما سبق أن للعولمة مجموعة من الإيجابيات يمتد أثرها حول العالم إلا أنها لها أيضاً بعض السلبيات والتي تتمثل في فرض الدول القوية سيطرتها الاقتصادية والسياسية على الدول الضعيفة، أعتبار أن كل شيء أجنبي هو الأكثر تقدماً وقيمة والتقليل من شأن كل ما هو محلي، كما أدت العولمة لضياع الثقافات المحلية للشعوب و تسببت في اغتراب الفرد عن تاريخه الموروث عن الأسلاف.