نُقدم لك من خلال مقال اليوم على موسوعة معلومات في موضوع موثق حول حب الوطن ، فهو من الموضوعات الهامة التي تتردد في كثير من الأسئلة في مادة لغتنا الخالدة. والتي على الرغم من سهولتها إلا أن البعض لا يستطيع الكتابة بها، نظراً لأنهم لا يُجيدون التعبير عن حبهم لأرض الوطن، فهم يرون أنها مشاعر لا يُمكن أن تُجسد في مجموعة من الكلمات. ولا يُمكن أن تسعهم أعداد قليلة من السطور ليخطوا أقلامهم عليها. إلا أننا سنُحاول أن نُجمل تلك المشاعر الفياضة عن الوطن، ونضعها في السطور القادمة، فتابعونا.
“وطني لو شغلت بالخلد عنه، نازعتني إليه في الخلد نفسي” لم أجد أفضل من هذا البيت لأبدأ به موضوعي اليوم عن حب الوطن، فهو تلك الغريزة التي فطرنا الله عز وجل عليها، وتظل تنمو بداخلنا مع كل موقف نجد فيه السند منه. ليتجلى حبه داخل القلوب، وتتعزز فينا روح التضحية من أجله لنصل إلى تلك المرحلة التي نتمنى لو أن نُقتل في سبيله، دون أن يُراودنا شعور بالتفضل عليه. فمن نحن دون وطن يؤوينا، فهو ليس أرض وسماء فحسب، بينما هو الهواء الذي نتنفسه، والخيرات التي نشأنا وترعرعنا عليها. هو الكرامة والكبرياء، العزة والشرف، الحب والانتماء.
الوطن يا أصدقائي ليس كلمة فحسب، بينما هو شعور أيضاً يتجسد في حالة الولاء والانتماء التي يشعر بها كل فرد منا تجاه وطنه، ليجد نفسه لا يستطيع العيش في مكان آخر دونه، ولا يرغب في مفارقته، كما تتسابق روحه مع غيره لتقدم نفسها فداء له.
وها هو رسولنا الكريم يُجسد لنا أعظم صور حب الوطن، عندما حاول أهل مكة إخراجه منها،عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: (ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ). رواه الترمذي، وأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم نجد أرواحنا دون تكلف أو رياء تنشأ محبة لتراب هذا الوطن الذي لم يبخل عليها أبداً بخيراته، لتكون على أتم استعداد لتلتهم أي عدو ماكر يتربص له، ليمكر به، حتى ولو كلفها ذلك موتها.
فعلى الرغم من كثرة الأعداء من حوله، وزيادة عدد المتربصين له، وكثرة الناكرين لفضله، إلا أنه ظل شامخاً رائداً متصدياً لهجمات الأعادي متخذاً من التحدي شعاراً له بجهود أبنائه المضنية التي ساهمت في رفعته. فهو بمثابة الأرض التي تمنح زرعها كافة السبل اللازمة للحياة والنمو، وحينما يكبر ويترعرع عليه أن يرد الجميل، ويمنحها من خيراته، فيُدافع عنها، ويُفيدها من علمه، ومع كل ذلك لن يتمكن من رد الجميل، هو بهذا يقوم بواجبه وحسب.
وعلى الرغم من أننا مهما فعلنا لن نتمكن من رد حق الوطن علينا، إلا أن هناك مجموعة من الأمور يمكننا القيام بها تجاهه، ومن بينها ضرورة الدفاع عنه في أوقات الاعتداء، والوقوف إلى جواره في الأزمات، كذلك إفادته بكافة ما توصلنا إليه من علوم وفنون، ونسب الفضل إليه، إلى جانب ضرورة غرس قيمة حب الوطن في قلوب أولادنا ليتعلموا أنهم بهذا الحب يمكنهم الحفاظ على ما صنعه الآباء، وما خلفه الأجداد، ويتصدون لكافة سبل الاعتداءات التي قد يتعرض لها الوطن.
حب الوطن غريزة يُفطر عليها الإنسان وتنمو بداخله تدريجياً، ولكنه لا يُمكن أن يكون مجرد كلام، فعلينا أن نجسده إلى أفعال بأن نعمل ونجتهد من أجل رفعته، والدفاع عنه ضد أي غزو أو هجوم خارجي. لتكون مصلحة الوطن دائماً غايتنا التي نصعها نصب أعيينا متغاضين عن أي منفعة شخصية.