علم مصطلح الحديث هو العلم الجامع والشامل للأحاديث وما ورد عن النبي، فقد اصطفى الله رسولنا الكريم و بعثه إلينا بالكتاب والسنة ليرشدنا و يعلمنا أمور الدين و الدنيا، وجاء هذا العلم لمنع وقوع خطأ او ذكر ما لم يذكر عن النبي، و للفصل بين الأحاديث من ثبوت صحتها أو ضعفها.
يحتوي العلم على أساسيات نقوم من خلالها بالتفريق بين ما به علة وما صحه ورده وذكره، حيث إن دارسي هذا العلم يجب أن يأخذوا في عين الاعتبار وجود، الأسانيد والتعاديل والجرح في مصطلح الحديث، بالإضافة إلى معرفة الفرق بين الأثر والحديث.
فالحديث يتضمن الفعل والتقرير والقول والوصف وهذا يكون كله ما ورد عن النبي سواء كان قول أو فعل، وفي مقالنا سنقوم بشرح كافي عن علوم الحديث متضمنًا تعريف الحديث، ونشأة علم الحديث وعلم الرواية، إلى جانب مفهوم علم الرواية وأبرز مصطلحات العلوم الحديثة، عبر موسوعة.
تعريف علوم الحديث
يتضمن مصطلح الحديث عدة تعريفات منها تعريفا لغويا وتعريف اصطلاحا، وفيما يلي نستعرضهما:
يقصد بالحديث؛ الكلام في صورة حديث منطوق في شكل صورة أو كتابة فهو يقع خبراً لشئ قد قيل.
أما اصطلاحا؛ فافق العلماء علي أنه كل ما ذكر على لسان الرسول أما ما ورد عن الصحابة والتابعين فهو يعتبر أثر مع الانتباه لعدم الخلط بين ما ورد من أحاديث ضعيفة أو غير صحيح، فهناك عدة جوانب يجب الأخذ بها حتى نتجنب الوقوع في ذلك الخطأ وهنا نحتاج لمعرفة أسسه تعريف تفصيلي.
عرف قاموس المعاني لعلم الحديث المنسوخ بأنه الحديث الذي يأتي ليقوي ما جاء قبله من حكمه،أما عن الحديث المردود الضعيف؛ هو الذي لم تجتمع فيه جميع شروط الحديث، فيما يُصبح في تلك الحالة تحوّل إلى حديث ضعيف.
الحديث الصحيح جاء في تعريف الفقهي بأنه؛ هو الكلام الذي لا يحتوي علي نسخ أو علة أو كلام مغلوط.
نشأة علم الحديث
كان من عادة الصحابة أن يتناقلوا كلام الرسول فيما بينهم لحفظه وللتأكد من صحة ما سمعوه وقد يصل بهم الأمر للتساؤل في حديث لعدة مرات من عدة أشخاص منعا للخطأ و حرصا منهم على حفظ كل ما قاله الرسول عن ظهر قلب.
و مع تقدم الزمن ظهرت المصنفات التي شملت جميع الأحاديث مثل صحيح مسلم والإمام الشافعي في كتابه الرسالة والترمذي في كتابه “كتاب العلل “فهم من زودوا هذا العلم ومدوا بالقواعد .
يُشار إلى أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي هو أول من قام بالتصنيف المستقل في علم مصطلح الحديث من خلال كتابه المحدث الفاصل، ثم جاء من بعده الخطيب البغدادي الذي اختص في أدب الرواية في كتاب “الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع “، أيضا في كتاب “الكفاية في علم الرواية”ثم جاء في النهاية أبو عمرو بن الصلاح الذي جمع بين الكاتبين وأضاف عليه في كتابه علوم الحديث.
ومن بعده ترك الباب لكل من أتى من بعده لان يؤيد أو يوافق على كتابه حتى قام ابن الحجر لكتاب” النكت على ابن صلاح “والسخاوي في كتاب فتح المغيث و السيوطي في تدريب الراوي فهم أفضل من قاموا بالإضافات على ذلك الكتاب.
علم الرواية
و في تعريف أخر لعلم الحديث عرف بانه علم الرواية، فيضم الأصول والقواعد المعروفة بالسند والمتن، بالإضافة إلي انه بمثابة بوصلة تُحدد صحه الحديث من ضعفه أو قبوله، وكذلك مختص أيضا بدراسة المعاني والألفاظ الواردة بمتن الحديث.
أما علم الحديث درايه؛ يقصد به دراسة متن الحديث والبحث في المعاني والألفاظ مستعينا بالقواعد والضوابط، وهنا نستعرض لكم مصطلحات علم الحديث:
المتن: هو حال انتهاء السند من الكلام
المخرج :و هو ما ذكره الرواة من أحاديث.
الحجة: من تواجد وأحاط بثلاثمائة ألف حديث أو ما يقاربه.
الأسناد :و هو القول والأخبار من خلال المتن أو من رجال الحديث.
السند و هو معرفة و تحديد شكل و هيئة الحديث من خلال ضعفه و صحته فهو يعتبر سلسلة و مفتاح يصل في نهايته للمتن فيكون بمثابة الطريق في شكله.
المحدث: هو الجامع و العالم بكل طرق و أساليب الحديث وأيضا ملم بالرواة و المتون وهو يعتبر أرفع من المسند.
الحافظ: هو الشخص الذي قام بحفظ مائه حديث حفظ تام من حيث المتن و الإسناد وأيضا هو يستوعب ما تحتويه الأحاديث.
الحاكم: الشخص الذي تواجد وحضر جميع الأحاديث المروية وسمعها بنفسه وعلم المتن والإسناد والجرح والتعديل والتاريخ.
أهداف علم الحديث وغاياته
تعتبر من أقوى أهدافه هي حماية وحفظ دين الإسلام من التغير فيه أو تحريفه بأي شكل وبفضله لا يحدث التباس بين ما ذكر من كلام ضعيف على ما قيل من صحيح وإذا تم الخلط بين ما ذكره العامة مع ما ورد عن رسولنا الكريم، فإن العلماء يتوجهون إلى الحد من المغالطات في إطار التحقق من الأحاديث الصحيحة واستبعاد ما سواها، وذلك عن طريق:
اتباع ما ذكر عن النبي والاقتداء به.
التفرقة بين ما هو صحيح من أحاديث ومن الضعيف والخاطئ و الابتعاد عنه.
الابتعاد عن الوقوع في خطأ و ذكر ما ليس قيل عن الرسول و نسبه له .
الحفاظ على معتقداتنا ومفاهيمنا الإسلامية من خلال المراجع الصحيحة والكتب المدون بها جميع التفسيرات.
طرق تصنيف علم الحديث
وبعد أن اتممنا السرد في علم الحديث يجب أن نتيقن من وجود منهج كانوا يسيرون عليه للوصول لنتائج صحيحة ومصنفات قيمة في ذلك العلم عبر طرق لتصنيف هذا العلم، وفيما يلي نستعرض أبرزها:
اتبع العلماء عِدة طرق لتصنيف علم الحديث من أبرز ما جاء فيها؛ فهم أسباب الأحاديث و إدراكها و ذكر المكان والوقت و الموقف الذي قيل فيه.
للحد من التداخل بين أسباب نزول القرآن وورد الحديث من حيث أسباب النزول ومنها ما نزل ابتداء.
لمعرفتهم المعاني في الأحاديث كان يجب الربط بين عنصرين وهم أسباب ورود الحديث ونزول القرآن الكريم وأدى هذا الرابط للتوصل إلى الرواية في السببين سواء كانت أقوال جاءت على لسان النبي أو عن صحابته.
للتفريق بين السببين وعدم المخالطة بينهم في القرآن تكون الصيغة “فنزلت” و”ورد” مع الحديث الشريف.
أهمية مصطلح الحديث
للحديث أهمية بالغة؛ حيث يقوم بالحفاظ علي الدين الإسلامي من التحريف، ومعرفه بين ما به عله من كلام ومن السليم.
فبذلك حمى المصطلح المسلمين من الوقوع في الخرافات.
فبدونه لاختلط الصحيح على الضعيف وكذا كلام الرسول بغيره.
بالإضافة إلى انه وضح المنهج لكي يسير عليه العلماء لمعرفة الأحاديث الصحيحة من غيرها.
ملخص مصطلح الحديث
يشتمل علم الحديث على كل من؛ علم الرواية وهو “سند الحديث “وعلم الدراية هو “متن الحديث.”
تعريفه يكون لغوي واصطلاحي، حيث إنه الكلام المنطوق سواء كان كتابة أو كلام.
يضم الحديث عدة مصطلحات؛ السند والمتن والإسناد والمخرج المحدث والحافظ والحجة والحاكم.
الحديث الصحيح الذي يستوفي جميع الشروط ولا يضم أي كلام منسوخ، أما الحديث الضعيف يلزم تركه، لأنه لا يجتمع عليه العلماء ولا به الضوابط اللازمة لكي يجوز الأخذ به.
وضع هذا العلم النهج لكي يسير عليه العلماء وحمى المسلمين من التفرقة و التضليل بين ما هو خاطئ وغير صحيح.
خاتمة بحث عن مصطلح الحديث
وبذلك قد توصلنا إلى أن الحديث هو نقل السنة و الكلام المذكور على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، وبه تحمل مسؤوليه للراوي لما سمعه أو قام بعرضه، ودور العلم في الفصل بين الأحاديث المغلوطة وإظهار الصحيح منها.
نرجو في النهاية أن نكون وضحنا بصوره سلسه لكم، نتمنى دائما متابعتكم لنا على الموقع لمعرفه والاطلاع على كل ما هو جديد عبر موقعنا.
فيما يُمكنك مُتابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة: