قصة كوخ العم توم من أهم القصص التي أثرت في المجتمع الأمريكي، وذلك لأنها تحكي قصةً مأساويةً عاشها الشعب الأمريكي في القرن التاسع عشر الميلادي، وهذه القصة تدور أحداثها عن المعاملة السيئة التي يتعامل بها العبيد في هذا الوقت، ففي هذا الوقت كان هناك ما يُسمى بتجارة العبيد، فللعبد سيدٌ لا يستطيع أن يفعل أي شيءٍ إلا بعد إذن سيده هذا، وإذا كان عنده رأييٌ مخالفٌ لرأي سيده، ويُريد أن يُطبقه نال من التعذيب، والضرب، والإهانة ما لم ينله غيره من الناس، وعُرِض للبيع بأبخس الأثمان في سوق العبيد، وقد كتبت هذه القصة الكاتبة الرائعة (هيريت بيتشر تشاو)، وذلك اعتراضًا على هذا النظام الذي تضيع كل معاني الإنسانية من خلاله، وعملت على رفض فكرة الرق، ودعت إلى الحرية، والمساواة بين جميع الطبقات؛ فهيا معًا نتعرف على أحداث هذه القصة.
العم توم كان عبدًا عند رجلٍ يُسمى السيد شلبي، وكان العم توم من أهم العمال وأخلصهم عنده، وكان يتميز العم توم بالقوة البدنية التي تُساعده على أداء عمله بشكلٍ أفضل من غيره، كما أنه كان أسود اللون، وفي يوم من الأيام اضطر السيد شلبي أن يبيع العم توم لأحد أصدقائه يُدعى هالي، وذلك مقابل دين كان لهالي عند السيد شلبي؛ فلم يكن السيد شلبي مقتدرًا على أن يدفع هذا الدين؛ فأعطاه العم توم لهالي مقابل هذا الدين، فوافق هالي ولكنه طلب منه أن يأخذ جيم ابن إليزا معه.
وكانت إليزا خادمة قد نشأت في بيت عائلة شلبي، وكان زوجها قد هرب؛ لكي لا يُنفذ عليه حكم قضائي، فلما علمت إليزا بالذي يُخطط له السيد شلبي أخذت ابنها، وهربت ؛ لئلا يأخذه هالي مع العم توم مُقابل الدين، وأخبرت العم توم بأنه من الواجب عليه الفرار معهم؛ حتى لا يأخذه هالي، وخصوصًا إن إليزا قد خسرت زوجها وطفل لها من قبل.
ولا تتحمل خسائر أخرى بعد ذلك، ولكن العم توم رفض الفرار ولاءً لسيده، وحينما غادرت إليزا وابنها منزل السيد شلبي؛ آوتهم أسرة أخرى معارضة لفكرة الرق، وقابلة زوجها جورج هناك، وخططا معًا للفرار من خارج البلاد، وبالفعل غادرا إلى كندا، وكانت هذه الرحلة محفوفةً بالكثير من المصاعب.
أخذ هالي العم توم إلى السفينة التي ينتقل فيها العبيد لكي يُباعوا في ولاياتٍ أخرى، وقد التقى العم توم على هذه الفينة بفتاة تُدعى إيفا، وأصبحا أصدقاء، ثم بيع العم توم لأسرة كلير الثرية، بعد تصميم إيفا على ذلك، وكانت إيفا من المُعارضين لفكرة بيع العبيد، ولكنها ماتت بعد فترةٍ قصيرةٍ بعد مصارعتها مع المرض، وقد تركت وصية لوالدها؛ بأن يُحرر العم توم، ولكن والدها مات أيضًا، ورفضت والدتها أن تُحرر العم توم، وباعته، ثم بعد ذلك بيع العم توم لرجل سيئ الطباع يُدعى ليغر، وكان هذا الرجل يُعامله معاملة سيئةً، ويضربه، ويُعذبه، مع إن العم توم كان يقوم بعمله على أكمل وجهٍ، وكانت زوجة العم توم تعمل عند سيدةٍ، وكانت تدخر معها المال؛ لأجل أن تستطيع أن تُحرر العم توم، وظلت تدخر أموالًا لمدة خمس سنوات كاملة.
وقد أقسم السيد جورج بن السد شلبي أن يُحرر العم توم، وأخذ يبحث عنه في كل مكانٍ؛ حتى عرف أن ليغر قد اشتراه، ولكن سرعان ما ذهب إليهن ووجده يلتقط أنفاسه الأخيرة؛ فأقسم على قبر العم توم ألا يكون هناك عبد بعد الآن؛ حتى لا يلقى مصير العم توم، وإلى هنا انتهت قصة العم توم، فهي من أهم القصص في تاريخ الأدب التي كانت تُعالج مشكلة اجتماعية كمشكلة العبيد.