نروى لكم اليوم قصة مضحكة ، والكثير منا يرى أن القصص المضحكة ليس لها هدف ولا تحمل معنى، وهذا خطأ، لأن القصة المضحكة قد تكون ذات معنى قوي مُغلف بالنكات والسخرية، لذلك؛ وعبر موسوعة سنحكي لكم قصة قصيرة مضحكة تحت عنوان منزل العبث.
في ذات يوم غادر شاب عشريني منزله بسبب إيجاره الباهظ، وأستأجر واحداً آخر أقل سعراً، ولكن حذره صاحب المنزل؛ أن لا يترك هذا البيت سبعة أيام، فتعجب الشاب ولم يرد عليه.
ومرت ثلاث ليالي على هذا الشاب في المنزل وكان سعيداً وذهنه صافي، وفي الليلة الرابعة كان جالساً يتأمل في إطار مُعلق على جدار بهو المنزل، به صورة سوداء اللون فقط ولا يوجد أحد في هذه الصورة، ثم قال في نفسه ساخراً: في ماذا كان يُفكر صاحب هذه الصورة عندما ألتقطها؟
فقال أحدهم مازحاً من الداخل: كان يُريد أن ينعم بحياة هنية.
فأبتهج الشاب قائلاً: وأنت تُريد الموت؟
فقال أحدهم من الداخل بسخرية: الشيء الوحيد الذي تريده وتحصل عليه هو الموت
فقال الشاب بتوتر: ولكن أنا لا أريد الموت
فقال الساخر من داخل الغرفة: ولكنك ستناله مثلي أنا وصديقي
فقال الشاب وهو يضحك: أين هو صديقك؟
فقال بحُزن: في طريقه إلينا
ثم سأله الشاب: ولماذا أنت حزين؟ فقال له: ستعلم الآن ماذا أقصد.
فأقترب الرجل النقيض من الشاب وجلس أمامه على المقعد قائلاً له: هل تُحب الناس؟ فقال له لا
فأقترب منه الرجل الساخر قائلاً له: وماذا عن الأصدقاء؟ فقال له: أحبهم
ولما سأله النقيض غاضباً من الرجل الساخر قائلاً لشاب: هل تحب كرة القدم؟ فقال له الشاب: مُغرماً بها
فنظر الساخر للنقيض بحدة، وقال للشاب: وماذا عن كرة السلة، فقال له الشاب: أحبها بشدة
فوقف النقيض وخطى حول الشاب قائلاً له: هل تُحب الحلوى؟ فقال له الشاب أجل
ثم أقترب منه الساخر قائلاً له: وماذا عن خبز وطعام به ملح زائد؟ فقال الشاب: أحبه .
ثم تشاجر الساخر والنقيض معاً، فصاح بهم الشاب المسكين قائلاً: من أنتم؟
فقال الساخر: أنا أحببت الدنيا، ولم أعلم إنها فانية
وقال النقيض: وأنا أفنيت حياتي في التفكير، ولم أعلم إنها فانية
ثم قالوا له الاثنين: ومن أنت؟
فقال الشاب: لا أعلم
ثم تركهم الشاب وخرج إلى إحدى المقاهي، شارداً في ذهنه عن ما حدث في المنزل، وفي النهاية أدرك إنه يعيش حياته بلا وجهة نظر وبلا هدف، ولا يفرق معه شئ، وكأنه لم يتخطى هذه الدنيا.
بالرغم من تعمّق فكرة هذه القصة إلا إنها تبدو خفيفة على المُتلقي، ولكن المستفاد من هذه القصة هو أن لا نلقي بأنفسنا في الهلاك، وأن لا نتعلق بشيء لأن كل شئ فان، ولم يتبق شئ إلى الأبد، أمام عن الشاب المسكين فهو الشخص النقيض بالإضافة إلي إنه هو الشخص الساخر عاش حياته يسخر من كل شئ ويناقض نفسه حتى مات، ولم ينعم بالحياة الذي كان يُريدها.