كان لحجا خروف مليء باللحم ثمين، فكان يربيه ويغذيه حتى كبر حجم الخروف، فطمع أصدقائه به وطلبوا منه ذبح الخروف ليأكلوه سوياً، ولكن حجا رفض رفضاً قاطعاً وقال لهم أنه يقوم بتسمين الخروف حتي عندما يأتي الشتاء فيجد ما يأكله، وصمم جحا على رأيه، فقرر أصحابه التلاعب به وخداعه، وقال له أحدهم لماذا تصمم أن تُبقي الخروف حتى الشتاء، فالجميع يقول أن القيامة أتية في يوم الغد وبذلك لن تنعم بلحم الخروف، فلتذبحه الآن ولنأكله، ولكن حجا رفض مرة ثانية.
وبدأ أصحابه واحداً تلو الأخر يقولون هذا الكلام أمامه وأن القيامة ستقوم في اليوم التالي حتى مل جحا من كلامهم وقال لهم إليكم ما أردتم سأذبح الحروف ولنتقابل لنشوييه ونأكله في الغابة، واجتمعوا من بعدها ليذبحوه وعندما كان جحا يشوي الخروف على النار، تركه أصدقائه وذهبوا للسباحة في بحيرة بجوار الغابة، وتركو ملابسهم على شاطئها، فغضب جحا منهم وأخذ ملابسهم وألقاها في النار، وعندما رجعوا ولم يجدوا الملابس غضبوا وثاروا عليه وقالوا له لماذا ألقيت ملابسنا في النيران، فأجابهم جحا إذا كانت القيامة أتية في يوم الغد، فلا حاجة لكم للملابس.
في يوم من الأيام ذهب جحا إلى جاره ليستعير منه إناءً، فأعطاه الجار الإناء وبعد فترة رجع إليه جحا ليرده إليه مرة أخرى، ولكنه قام بإعطاء جاره الإناء الخاص به بالإضافة إلى إناء إضافي صغير، سأله الجار عن الإناء الصغير فقال له جحا أن إناءك قد ولد عندي ليلة أمس هذا الأناء الصغير، وهو الآن ملكك أنت، فرح الجار جدا وأخذ الإناءين.
بعد فترة رجع جحا إلى جاره ليطلب منه الإناء مرة أخرى وأسرع الرجل ليعطي جحا الإناء، لكن طالت المدة ولم يرده جحا، فذهب الجار إليه يقول له لقد أخذت إناءي ولم ترجعه، فأين هو، فبكى جحا وقال له أن الإناء قد مات في الليلة الماضية وظل حزيناً عليه طوال الليل، فقال له الرجل كيف للإناء أن يموت يا جحا؟ أتكذب على أم تحسبني مغفل؟ ضحك جحا وقال له لقد صدقت أن الإناء يستطيع أن يلد، الآن فقط صدق بأنه قد مات.
في يوم من الأيام كان هناك قوماً اجتمعوا لأكل السمك، ومر بهم أشعب وألقى السلام، فقالو أنهم سيدعونه لتناول الطعام معهم ولكن قبل ذلك يجب أن يبعدوا أطباق السمك الكبيرة عن المكان الذي سيجلس فيه أشعب، لأنه من المعروف عنه بأنه محب للطعام فيأكل ولا يبقي وراءه شيئاً، فدعوه وجلس أشعب ووضعوا أمامه طبقاً من السمك الصغير، فأدرك أشعب ما خططوا له، وقال لهم إني لا أحب السمك وعندما أراه أشعر بالحزن، فقد مات أباه غريقاً وأكلته أسماك البحر، فقال له قومه إذا هي فرصتك الآن، فانتقم من تلك الأسماك وكل معنا، فمسك أشعب سمكة صغيرة من الطبق الذي أمامه ووضعها عن أذنه وبدت على وجهة علامات الدهشة، فسأله القوم عن سر دهشته، قال لهم أن السمكة قالت أنها مازال صغيرة وهي لم تأكل أباه، وأن السمك الكبير الموضوع بعيداً عنه هو من أكل أبيه الغريق، فطلب منهم طبق السمك الكبير وقال لهم، أعطوني إياه لأنتقم لأبي.