في قرية صغيرة، كان يعيش صديقان اسمهم سمير وعلي، وكان سمير وعلي صديقين منذ نعومة أظافرهم، فتشاركوا الأيام الجميلة سوياً، وساندوا بعض في الأزمات والمشاكل، وكانت تربطهم علاقة قوية للغاية، يسودها الحب والألفة والاحترام والتقدير، وكان الصديقين يذهبان في كل يوم إلى نفس الكلية سوياً، ولكن طريق الكلية كان صعباً للغاية، فكانوا يعبرون مسافة كبيرة مشياً على الأقدام، ثم يعبرون النهر، ومن ثم يمرون من فوق التلال الرملية الوعرة، حتى يصلوا إلى الكلية لتلقي العلم، وكان الصديقين يستمتعان في الطريق بالأحاديث الشيقة والنقاش في مختلف الأمور.
وفي يوم من الأيام، كان سمير وعلي يسيران في طريقهم المعتاد للوصول إلى الكلية، وكانا يتحدثان هو محاضرة مهمة في الكلية، ويتبادلون وجهات النظر والآراء، حتى اختلف الصديقان في وجهات النظر، واشتد النقاش بينهم، حتى بدأ كل منهم يتحدث مع الأخر بصوت عالي، ويسب بعضهم الأخر، وأصبح كل منهم يقول للأخر، أنت غبي ولا تفهم شيئاً.
وفي لحظة غضب شديدة، قام سمير برفع يده إلى الأعلى ومن ثم صفع علي على وجهه صفعة قوية للغاية، فاندهش علي من فعل سمير صديقه، وساد الصمت في المكان لعدة ثواني، ومن ثم قام علي بالكتابة على الرمال “اليوم صفعني صديقي”، ثم أكمل في سيره حتى يصلا إلى الكلية.
وأثناء عبور الصديقان من فوق الجسر للعبور من على النهر، كانت المياه شديدة، والجسر ضعيف، فسقط علي في الماء، وكان لا يعلم كيف يسبح، حاول أن ينقذ نفسه ويتمسك بالجسر مرة أخرى، ولكن المياه كانت قوية للغاية، وكانت تسحبه بعيداً عن الجسر، رأى سمير صديقه علي يغرق أمامه ولا يستطيع إنقاذ نفسه، فبدون أي تفكير قفز سمير في النهر وراء علي، وبدأ في السباحة حتى وصل إلى صديقه وتمسك به، ثم أنقده وأخرجه على اليابسة، وساعده في استعادة التنفس بطريقة طبيعية، واحتضن الصديقين بعضهما وحمدا الله عز وجل أن علي سليم.
بعدها قام علي وتوجه إلى حجر كبير موجود على اليابسة، وكتب على الحجر “اليوم أنقذني صديقي”، فاندهش سمير من هذا الفعل وسأله: عندما صفعت في المرة الأولى ذهبت وكتبت على الرمال اليوم صفعني صديقي، وعندما أنقذت حياتك كتبت على الحجر اليوم أنقذني صديقي، فلماذا تكتب تلك العبارات؟، ولماذا كتبت العبارة الأولى على الماء وكتبت العبارة الثانية على الحجر؟.
أجاب علي وقال: في المرة الأولى كتبت على الرمال لأن الرمال ستمحو الكلام الذي قمت بكتابته، مثلما سيمحو قلبي كل أخطائك التي ارتكبتها في حقي، والمرة الثانية قد كتبت على الحجارة، وذلك لأن الكلام على الحجارة سيدوم إلى الأبد، مثلما يدوم حبك في قلبي يا صديقي، فلن أنسى لك ما فعلت لإنقاذ حياتي، احتضن الصديقين بعضهم البعض، وتأسف سمير عما فعل في حق صديقه عندما صفعه.
هناك بعض الدروس التي يستفاد منه الأصدقاء عن قراءة أو سماع تلك القصة، ومنها: