القصص التي تثير الدهشة في حياتنا كثيرة فإن البحث قصة عجيبة محور اهتمام الكثير من الناس الذين يودون التعرف على القصص التي بها أحداث خارج نطاق التوقعات، القصص الواقعية التي مؤلفها الزمن وواضع السيناريو الخاص بها الأقدار، تطالعنا الصحف ووسائل الأعلام بكثير من القصص التي لم تم وضعها عن طريق اكثر المؤلفين خيالا فلن تكون بنفس تلك الحبكة الدرامية والغرابة القصصية، لما لا والحياة التي تباغتنا كل يوم بما لا يخطر على بال بشر.
وقصتنا اليوم عن عدالة السماء التي لا تغفل ولا تنام وعين الله الحارسة المنتقمة من الباغي والتي تقف له بالمرصاد فاني له الهروب وهيهات له النجاة من فعلته الشنعاء، قد يظن الباغي انه قد نفد بصنيعه ولكن عدل الله يأبى إلا بالنفاذ، مع قصة من القصص العجيبة التي تتناول عدل الله في الأرض من خلال موقعنا الشيق والمفيد موسوعة.
قصة اليوم عن امرأة طيبة الخلق وجميلة الملامح كانت تقوم دوما برعاية المحتاجين والإنفاق على الأيتام وتلك المرأة توفي أخاها في حادث ثم والدها وأمها أثناء سفرهم للاطمئنان عليها وزيارتها، وبعد ذلك اكتملت المأساة بوفاة زوجها دون علة أو مرض وهو مازال في ريعان شبابه وعنفوان صحته، كل هذا وهي صابرة ومحتسبة ولا تفعل شيء إلا الصلاة والاستغفار والاستعانة بالله على تحمل أفدارها، وتلك الفترة شعرت المرأة بالوحشة واحتياجها إلى أنيس يبدد وحشتها ويؤنس وحدتها فاتجهت إلى أحدى دار الأيتام وقامت بالتكفل بفناة صغيرة ويتيمة وجميلة وللمصادفة تحمل نفس ملامحها فكان الرائي يعتقد بانها ابنتها من شدة التشابه بينهما، وطابت حياة الفتاه مع أمها بالتبني وكانت لا تناديها سوى بأمي، وأعانتها على تحمل تقلبات الأيام وساعدتها في تخطي محنتها فكانت المرأة نعم الأم التي وفرت لها الحياة الكريمة والأمان والحنان وكانت البنت بالنسبة لها نعم الابنة المطيعة الجميلة البريئة
مرت الأيام والابنة مستمرة في دراستها وتنتقل من صف إلى صف بنجاح وتفوق وفي يوم والابنة في جامعتها لحضور بعض المحاضرات، طرق الباب البقال الذي في الطابق الأرضي من المنزل الذي تسكنه المرأة الطيبة وابنتها وكان قد اعتاد توصيل بعض الاحتياجات إليها وفي تلك المرأة أصرت المرأة العجوز الطيبة على دخول الرجل لضيافته وتقديم بعض الفاكهة إليه ولما دخلت المطبخ لعب الشيطان سرابه ووسوس له بسرقتها، ظنا منه أنها تمتلك من الأموال والحلي الكثير فدخل خلفها وقام بخنقها بعقدها الذهبي .
ماتت المرأة المسكينة في الحال وجاءت الابنة من الجامعة لتفتح باب البيت لتجد أمها ملقاه قتيلة ومخنوقة وساقطة على ارض المطبخ وتم اتهام التاجر بالقتل وبالفعل تم ثبوت التهمة عليه ولكنه قام بالتحايل عن طريق بعض المحامين الذين يسيطر عليهم الضلال من اجل تحصيل الأموال وقام بتزوير شهادة صحية تثبت عدم أهليته العقلية وبالفعل خرج التاجر من السجن سريعا بسبب عدم أهليته وبالتالي عدم استحقاقه للعقاب ومضت الأعوام والابنة اشتد عودها وأرادت الوفاء للسيدة التي كانت بمثابة الأم والعائلة لها وقامت بتجديد القضية ورفع دعوى جديدة فحواها إذا كان هذا الرجل مشكوك في قواه العقلية فمكانه مستشفى الأمراض العقلية وليس حرا طليقا و إذا كان غير مختل عقليا فليعاقب بالإعدام شنقا، فاختار الرجل أن يحيا باقي حياته في مستشفى الأمراض العقلية هروبا من الإعدام.
وفي يوم الأيام أثناء جلوسه مع زملائه في المشفى سالوه عن سبب حضوره وهو لا يظهر عليه أعراض الجنون فاخبرهم وهو يضحك أنها حيلة للهروب من عقوبة القتل العمد وخنق امرأه عجوز وسرقتها، فصرخ احدهم إذا انت قاتل فلنقم بمحاكمتك أيها المجرم، وبالفعل قاموا بعمل محاكمة له وكان نتيجتها الحكم عليه بالإعدام بالشنق كما فعل مع المرأة المسكينة و أخذ بالصراخ في محاولة للتملص منهم وهم يقومون بتقييده ولكن دون مجيب ولا منقذ، ولما تم العثور عليه مخنوقا سالوا المسئول عن مراقبة العنبر الم تشعر بصراخه قال لهم :أن الصراخ مستمر أثناء الليل والنهار بعنابر المجانين فلم أميز بين صراخه وصراخهم.
قد يهرب القاتل من عقاب قاضي الأرض والتحايل عليه ولكنه لن يستطيع الهروب أبداً من محاكمة وعقاب قاضي السماء.