عزة النفس شعر. عزة النفس جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان الحر، وكثيرًا ما تردد هذا المعنى في شعر الشعراء وفخرهم بأنفسهم، فهم لا يرضون برغد العيش ولا يشربون قطرة الماء المشوبة بالمذلة، ويرضون بالصبر مطعمًا، وبالعلقم مشربًا طالما أنه سيوفر لهم حياةً كريمة، ولذلك نقدم لكم عزة النفس شعر في هذا المعنى، فتابعونا على موسوعة.
يقول القاضي الجرجاني:
يقولون لي فيك انقباض وإنمـــــــا رأوا رجلًا عن موقف الذل أحجمـــــا
أرى الناس من داناهم هان عندهم ومن اكرمته عزة النفس أُكرمــــــا
ولم أقض حق العلم إن كان كُلمــا بدا طمع صيرته لي سلمــــــــــــــا
وما زلت منحازًا بعرضي جانبًــا من الذل أعتد الصيانة مغنمــــــــــــــــا
إذا قيل هذا منهل قلت: قــــد أرى ولكن نفس الحر تحتمل الظمـــــــا
أنزهها عن بعض ما لا يشينهــــا مخافة أقوال العد فيما أو لمــــــــــــا
فأصبح عن عيب اللئيم مسلَّمـــــا وقد رجت في نفس الكريم معظمــا
وإني إذا فاتني الأمر لم أبـــــــت أقلب فكري إثره متندمـــــــــــــــــــا
ولكنه إن جاء عفوًا قبلتــــــــــــه وإن مال لم أتبعه هلا ولّيتمـــــــــــــا
وكم نعمة كانت على الحر نقمـةً وكم مغنم يعتده الحر مغرمــــــــــــا
وما كل برق لاح لي يستفزنــي ولا كل من في الأرض أرضاه منعّمـــا
والمتنبي معروف بأنه فارس هذا الميدان غير منازع، فهو القائل:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمـــــــم
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلـــم
ومما قاله من قصائد في عزة النفس:
عش عزيزًا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنــــــــــود
فاطلب العز في لظى ودع الــذ ل ولو كان في جنان الخلــــــود
لا بفومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت لا بجــــــدودي
وبهم فخر كل من نطق الضا د وعوذ الجاني وغوث الطريـــــــد
إن أكن معجبًا فعجب عجيب لم يجد فوق نفسه من مزيــــــد
أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى وغيظ الحســــــــود
أنا في أمة تداركها اللــــــــــ ـه غريب كصالح في ثمــــــــــــود
ومن ذلك ما قاله عمرو بن كلثوم في معلقته:
وقد علم القبائل من معــــــــــــد إذا قبب بأبطحها بنينــــــا
بأنا المطعمون إذا قدرنـــــــــــا وأنا المهلكون إذا ابتلينـــــا
وأن المانعون لما أردنــــــــــــا وأنا النازلون بحيث شينــــا
وأنا النازلون بكل ثغـــــــــــــــر يخاف النازلون به المنونـــا
وأنا التاركون إذا سخطنــــــــــا وأنا الآخذون إذا رضينــــــا
وأنا العاصمون إذا أطعنـــــــــا وأنا العازمون إذا عصينــــا
ونشرب إن وردنا الماء صفـوًا ويشرب غيرنا كدرً وطينــا
إذا ما الملْك سام الناس خسفًا أبينا أن نقر الذل فينــــــــا
ملأنا البر حتى ضاق عنــــا وماء البحر نملؤه سفينـــــا
إذا بلغ الفطام لنا صبـــــــي تخر له الجبابر ساجدينـــــا
كان ذلك حديثنا عن عزة النفس شعر. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.