يعد طائر العنقاء من أكثر الحيوانات الروحانية التي ذُكرة في الثقافة الصينية، فيقدسه الصينيون مثل أسطورة التنين، وبالرغم من أن تلك الطيور غير واقعية ولم توجد في الحقيقة، إلا أن الشعب الصيني يعتبرها رمزاً لحماية البشر من أهل الشر، كما ذُكر هذا الطائر في الكثير من بيوت الشعر الصينية، وذكره الكتاب في الروايات والقصص، فقد قال أحد الكتاب والذي يدعي (قه بو) في كتاب يحمل اسم آر يا، أن لطائر العنقاء رأس تشبه رأس الديك، وأن له عنقاً طويلةً تشبه عنق الأفعى، كما أن له فم ومنقار يتشبه مع منقار العصافير، وله ذيل مثل ذيل السمكة، أما عن ظهره فتشابه مع ظهر حيوان السلحفاة، كما أن له ألوان عديدة تزيده جمالاً وتميزاً، وطوله يصل إلى أكثر من مائتي سنتيمتر.
وقد ذكره الكاتب شوي شن في أحد كتاباته ويقول أن بداية هذا الطائر كانت في بلاد الشهر، لينتقل من بعدها إلى كافة أنحاء العالم، ونظراً لأنه أحد الطيور والرموز المقدسة في الصين، تم إطلاق اسمه على الكثير من المأكولات والمدن والمباني والملابس.
رسم المصريون القدامى صور لطائر العنقاء في هيئة حزينة، ورسموه بالألوان المختلفة، فيظهر في الصور بريش أرزق، أو رمادي، أو ريش بنفسجي، وكان من الطيور المقدسة عن قدماء المصريين، فكانوا يعتبرونه رمزاً للشمس، وكان يُسمى “بنو”، ويعني المشرق، وذلك لأنه يتجدد دوماً بعد موته.
وجاءت فكرة طائر العنقاء للمصريين القدامى من أحد الطيور الأفريقية والتي تسمى البشاروش، ونظراً لقدسيته عند المصريين، فقد تم ربطه ببداية تقويم السنة الجديدة، كما تم ربطه بشروق الشمس، وفيضان مياه نهر النيل، وذلك لأن كل تلك الأشياء تتجدد في كل عام، تماماً مثل حياة طائر العنقاء، كما يقول الصينيون أنه إذا رآه أحد، فسيعم الخير والبركة والرزق في بلاده.
وكان المصريون يقدمونه كقربان إلى الإله رع، وهو إله الشمس في الحضارة المصرية القديمة، وقد استدل به المصريون على البعث والخلود بعد الموت، وذلك لأن العنقاء يقوم بحرق عشه حتى يموت ويصبح رماداً ويخرج من هذا الرماد طائر جديد.
ذُكر طائر العنقاء كثيراً في كتابات الثقافة اليونانية القديمة، كما قد كتب الكثير من الشعراء الإغريق عن أسطور هذا الطائر، فقد كتب الشاعر هيرودتس وقال أن خمسة قرون يقوم طائر العنقاء بوضع بيضه واحدة جديدة، ومن ثم يطير بتلك البيضة إلى معبد الشمس المتواجد في مصر.
كما قد ذكره الكاتب كلاوديانوس في القرن الرابع الميلادي في أشعاره، وقد قال أن هناك أحد الطيور المخلدة التي تستطيع العودة إلى الحياة مرة أخرى بعد موتها، وهذا الطير هو طائر العنقاء، ويعيش الطائر في حديقة يغطيها اللون الأخضر ومليئة بالأشجار والزهور، فلا يموت ولا يكبر ولا تظهر عليه الشيخوخة أبداً، كما أن له صوت حسن يستطيع الغناء به وترديد الألحان والأنغام.