سنتطرق اليوم إلى شرح عربي اسلوب التوكيد الذي ينتمي إلى التوابع ، يرجع السبب في تسميتها بالتوابع نسبة إلى أنها ترتبط بالاسم الذي يسبقها من حيث الإعراب والنوع والعدد وغيره، وتنقسم التوابع غلى أربعة هما البدل والنعت أي الصفة وعطف البيان وعطف النسق والتوكيد.
ووفقاً لعلماء النحو فأن التوابع دائمًا تأتي متأخرة وتكون مرتبطة بالاسم السابق لها وهو المتبوع، أو المؤكد وتتفق في علامة إعرابها به سواء كان هذا المتبوع مرفوعًا أو مجرورًا أو منصوبًا أو مجزومًا، وفى هذا المقال على موسوعة سوف نشرح بالتفاصيل وذكر الأمثلة على ما هو أسلوب التوكيد وأنواعه وإعرابه وشروطه.
شرح عربي اسلوب التوكيد
تعريف التوكيد
يُقصد بالتوكيد بصفته واحداً من عائلة التوابع بأنه واحداً من الأساليب اللغوية التي تأتي غالباً لإزالة معاني الشك أو الأحكام المسبقة عند المتلقي ويكون صميم عمله هو تبديلها بالتأكيد وإزالة تلك الشكوك.
ويعُرف المتبع في هذه الحالة بالمؤكد.
وفى هذا السياق يمكننا الإشارة إلى أن التوكيد يأتي لتأكيد المعني وإزالة اللبس والوهم.
أما فيما يخص أعرابه فهو يتبع المؤكد في أعرابه سواء كان مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً.
أنواع التوكيد
يُقسم علماء النحو في اللغة العربية التوكيد إلى نوعان، وهما التوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي.
التوكيد اللفظي
فهناك الكثير من التعريفات فيعرفه عدد من العلماء بأنه يُقصد به تكرار ذكر المُؤكد مرتين متتاليين أو ما يرادفه من بعض الكلمات.
كما يُشير التوكيد اللفظي إلي إعادة تأكيد المتبع أو المؤكد أى أن كانه صورته جملة اسمية أو فعلية أو أتي في صورة فعلًا أو اسماً أو ضميراً أو حرفاً.
المثال الأول
قال تعالي:” كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) سورة الفجر
في هذا المثال فأن كلمة دكا تعد وصفاُ لكلمة دكا المتكررة، وهي توكيداً لفظياً للمؤكد وفى هذه الحالة فأنها تُعتبر توكيداً اسمياً.
المثال الثاني
لن لن أتجمل
في هذا المثال يكون التوكيد في كلمة لن الثانية وهي توكيد لفظي للحرف السابق لها.
المثال الثالث
نعم نعم الصدق منجي
في هذا المثال فأن كلمة نعم الثانية هي توكيداً لفظياً مبنياً على السكون.
إعراب التوكيد اللفظي
ويجدر الإشارة إلى أنه ليس هناك إعراب مُتبع أو محدد للتوكيد اللفظي ولكنا كما ذكرنا مسبقاً أنه دائما يتبع المؤكد سواء كان مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً.
التوكيد المعنوي
يُشير علماء اللغة العربية إلى أن التوكيد المعنوي مختلف تماماً عن التوكيد اللفظي في أن المؤكد أو المتبع يتفق في المعنى مع التابع ولكنه مخالفاً له لفظياُ.
وهناك مجموعة من الكلمات الدالة على التوكيد المعنوي ومنها الأتي
عين
نفس
كلا
كلنا
كل
جميع
عامة
كافة
أنفس
أعين
وقد حدد النحاة مجموعة من الشروط المتعلقة بعمل تلك الألفاظ كتوكيد معنوي وهي كالآتي:
إذا تمت إضافتها إلى ضمير عائد على المؤكد.
كما أن حذفها من الجملة لا يؤثر عليها من حيث المعني.
أن يكون نوعها وعددها مطابقاً للمؤكد المتبوع.
المثال الأول
حضرت محاضراتي كلها.
في هذا المثال السابق نجد أن لفظ كلها هو توكيد لفظي وفى هذه الحالة نجد أن التوكيد تطابق من حيث النوع والعدد مع المؤكد من حيث تواجد الضمير الذي يعود على المؤكد.
المثال الثاني
قرأت الرواية نفسها.
في هذا المثال نجد أن كلمة نفسها توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
المثال الثالث
شاهدت المسرحيتين كلتيهما.
فكلمة كلتيهما هي توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى.
ملحوظة
أنه في حالة اختلال وعدم تطابق شروط التوكيد المعنوي ففي هذه الحالة لا يعربان على أنهما توكيد معنوي ولكن يتم أعرابهما وفقاً لموقعهما في الجملة.
كما أنه لا يجوز توكيد النكرة.
مثال
نفس يوسف مطمئنة
فأن كلمة نفس تُعرب مبتدأ وليست توكيداُ معنوياً لأنها في هذه الجملة لا يمكن أن يتم حذفهما من الجملة ومن ثم فلها أهمية وهذا على عكس ما جاء في الشروط السابقة للتوكيد المعنوي.
إعراب التوكيد المعنوي
إن التوكيد المعنوي لا يوجد له أعراباً محدداً فهو يختلف باختلاف المتبوع أي المؤكد سواء كان منصوباُ أو مرفوعاً أو مجروراً.