نعرض لكم أجمل الأبيات الشعرية التي وردت في رثاء الخنساء لأخيها صخر ، عُرفت تماضر بنت عمرو بن الشريد بن السلمية بالخنساء نظراً لعلو أرنبتي أنفها وجمال شكلها الصغير، كما تمتعت مُنذ صغر سنها بقوة الشخصية والقول الواضح الصريح، فكثيراً ما كانت تكتب القصائد الشعرية في مدح قبيلتها وأسرتها وما يتمتعون به من جود وثراء، وتُعد الخنساء من الشعراء المخضرمين حيثُ أنها شهدت العصرين الجاهلي والإسلامي.
مات أخوها الأصغر صخر بن عمرة فبكت حزناً عليه حتى فقدت القدرة على الإبصار ولا تزال قصائدها الشعرية شاهدة على حبها له ومدى حونها لوفاته.
وفي السطور التالية من موسوعة نعرض لكم أبرز القصائد الشعرية التي فاضت بها الخنساء حزناً لوفاة أخيها صخر، فتابعونا.
أبيات من قصيدة قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ
أمْ ذرَّفتْ أذْخلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
إذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ
قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرٍو يسودكمُ
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ
صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ إذَا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ
أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ
مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة ٍ
لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ
وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ
لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ
تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتّى إذا ادّكرَتْ
فانَّما هيَ أفبال وَإدبارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في أرضٍ وَإنْ رتعتْ
فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ
يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني
صخرٌ وَللدَّهرِ أحلاءٌ وَأمرارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ
وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا
وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ
وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ
كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ
وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ
حَمّالُ ألوِيَة ٍ هَبّاطُ أودِيَة ٍ
شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ
فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ
فقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُ
معاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُ
لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي أخاَ ثقة ٍ
كانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ إخبارُ
فبتُّ ساهرة ً للنَّجمِ أرقبهُ
حتّى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُ
لم تَرَهُ جارَة ٌ يَمشي بساحَتِها
لريبة ٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُ
ولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُ
لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُ
ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحماً عندَ مَسغبهم
وفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُ
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ
فقدْ أصيبَ فما للعيشِ أوطارُ
مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُ
كَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُ
جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ
آباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُ
مُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ في العَزّاءِ مِغوَارُ
فرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍ
جلدُ المريرةِ عندَ الجمعِ فخَّارُ
في جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُ
في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَأحجارُ
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ بالخَيراتِ أمّارُ
ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ
دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ
قصيدة أعَينِ ألا فَابْكي لِصَخْرٍ بدَرّة
أعَينِ ألا فَابْكي لِصَخْرٍ بدَرّة ٍ
إذا الخيلُ منْ طولِ الوجيفِ اقشعرَّتِ
إذا زجروهَا فِي الصَّريخِ وَطابقتْ
طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وهَرّتِ
شددتَّ عصابَ الحربِ إذ هيَ مانعٌ
فألْقَتْ برِجْلَيها مَرِيّاً فَدَرّتِ
وَكانتْ إذا مَا رامهَا قبلُ حالبٌ
تَقَتْهُ بإيزاغٍ دَماً واقمَطَرّتِ
وَكانَ ابُو حسَّانَ صخرٌ اصابهَا
فارغثهَا بالرُّمحِ حتَّى أقرَّتِ
كَراهِيَة ٌ والصّبرُ منكَ سَجيّة ٌ
إذا ما رَحى الحرْبِ العَوَانِ استَدَرّتِ
أقامُوا جنابْي رأسهَا وَترافدُوا
على صَعْبِها يَوْمَ الوَغى فاسبطَرَّتِ
عَوَانٌ ضَرُوسٌ ما يُنادى وَليدُها
تلقَّحُ بالمرَّانِ حتَى استمرَّتِ
حَلَفْتَ على أهْلِ اللّواءِ لَيوضَعَنْ
فما أحْنَثَتْكَ الخَيْلُ حتّى أبَرّتِ
وخَيْلٌ تُنادى لا هَوَادَة َ بَيْنَها
مَرَرْتَ لها دونَ السَّوَامِ ومُرّتِ
كانَّ مدلاً منْ أسودِ تبالة ٍ
يكونُ لها حَيثُ استَدارَتْ وكَرّتِ