خاتمة قصيرة عن بر الوالدين ستجدها بأكثر من شكل في هذا المقال في موقع موسوعة، فبر الوالدين من أكثر المواضيع الإنسانية والاجتماعية والدينية المهمة، فجميع الأديان السموية والمعتقدات والأعراف والتقاليد تدعوا لبر الوالدين، وتدعوا إلى العطف على الصغير وتوقير الكبير، وهناك العديد من الآيات القرأنية والأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية بر الوالدين لمجتمعاتنا، فعقوق الوالدين ذنب خطير يأتي مباشرة بعد الكفر بالله والعياذ بالله، ومن باب ردالجميل، ومن باب الحفاظ على الاسرة بشكل صحي وسوي يجب عليك أنتفعل المستحيل لتنال رضا أهلك، فالدعوة منهم تمهد الطريق وتكسر الحواجز وتُزيل الصعوبات، فالأهل بركة وسند.
خاتمة قصيرة عن بر الوالدين
“وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” الآيه 23 من سورة الإسراء، جاء في القرآن الكريم الأمر ببر الوالدين بعد الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، ويرجع ذلك إلى أهمية وفضل بر الوالين وثوابه الكبير عند الله، فبر الوالدين طريق للتقرب إلى الله، لذلك يجب عليك أن تكرمهم كبيرًا وصغيرًا، وتسعى لقضاء حوائجهم، ولا تتكبر عليهم أو تقل لهم أي كلمة تدل على السخط والملل، فأباك وأمك طريقك الممهد للجنة.
عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة على ميقاتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((ثم بِرُّ الوالدينِ))، يُرشدنا الرسول الكريم إلى طريق الجنة والأعمال التي تُقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، فجائت وصية الرسول بضرورة بر الوالدين بعد عماد الدين وهو الصلاة، فجميع المسلمين يعلموا أن فريضة الصلاة أساس ديننا، وجاء بر الوالدين بعدها مباشرة لعلو قدره وأهميته لدينا، لذلك وجب عليك أن ترعى الآن من رعاك وسهر على راحتك وأنت رضيع.
سيطول الكلام عن بر الوالدين ولن ينتهي، فلن تكفي الكلمات كلها لتعبر عن أهمية وفضل الوالدين في حياتنا، فلولاهم ما كُنا، فهم يبذلون الغالي والنفيس فقط من أجل إسعادنا، ويضعونا دائمًا في المركز الأول عند ترتيب أولوياتهم، فيسعون لراحتنا ورعايتنا بكل الطرق المتاحة، لذلك يجب عليك أن تُحاسب نفسك كل ليلة، وتراجع علاقتك معهم، هل ابتسمت في وجههم اليوم؟، هل قضيت لهم خدمة؟، هل قبلت يدهم؟، فلا يمكن أن يمر اليوم من دون أن تُصرح لهم بحبك وتغرقهم بحنانك فهم لطالما أغرقوك به.
وضحنا في موضوعنا معنى بر الوالدين، وطرق بر الوالدين في عصرنا الحالي، ونرجو أن نكون قد أفدناكم، سينتهي المقال ولكن لينتهي الحديث عن الوالدين وعلو قدرهم، فأباك يعمل ويأخذ من صحته وعمره الكثير فقط ليوفر لك حياة كريمة وأدمية، وحتى لا تحتاج إلى أحد غيره، وأمك تسعى لخلق حالة من الأمان والراحة في البيت حتى تشعر بالسكينة والمودة حين تدخل إلى بيتك بعد يوم طويل وشاق.
وصانا روسول الله أن نجعل حياتنا وأوقاتنا وكل ما نملك يدور حول حاجة والدينا، فعندما خرج صحابي للجهاد سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهله ثم قال له “ارجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذِنا لك فجاهد، وإلا فبَرَّهما”، فبر الوالدين أهم عند الله من الجهاد في سبيل، وعندما يشيخ الوالدين ويكبرا في السن يجب أن تزيد من عطفك ورعايتك لهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنت ومالُكَ لأبيك”، فكل ما تملكه وكل ما وصلت إليه حتى الآن من إنجازات الفضل يرجع بشكل أساسي إلى أهلك والمجهود الكبير الذي بذلوه في تربيتك.