موضوع مقالنا اليوم هو تعريف التفكير الناقد ، فمن أهم النشاطات العقلية التي تُعد محوراً أساسيا في حياة كل إنسان هو التفكير، وهي الميزة التي حباها الله تعالى للإنسان وميزه بها عن جميع المخلوقات الحية، فهو النشاط العقلي الغير مرئي الذي ينتجه الدماغ عندما يتعرض لمثير خارجي عبر الحواس الخمسة، ومن خلال هذا النشاط يستطيع الإنسان الإدراك والتحليل لكافة أمور الحياة، ومن أحد أهم أنواع التفكير هو التفكير الناقد، ومن خلال السطور التالية في موسوعة سنتعرف على مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ومفهوم هذا النوع من التفكير وخصائصه ومعوقاته.
تعريف التفكير الناقد
ما هو التفكير الناقد
هو أحد أنواع التفكير التي يلجأ الإنسان إلى استخدامها في كل أمور حياته الروتينية، خاصة عندما يحل مشكلة أو يتخذ قراراً هاماً، فهو يرتبط بالمعرفة والتعلم ووجود المنطق، وذلك بعد دراسة عميقة لكل الأحداث التي تحيط بصاحبها، بمعنى أن ما يساعد الإنسان على اتخاذ قرار صائب هو بحثه في الأحداث التاريخية المرتبطة بالموضوع الذي يفكر فيه، بالإضافة إلى جمع المعلومات من الواقع الذي يعيشه، ثم يقارن بينهما ليتخذ القرار المناسب، وهو الأساس الذي يقوم عليه التفكير الناقد.
خصائص التفكير الناقد
المنطق: حيث يعتمد هذا النوع من التفكير على المنطق عندما يربط بين الأسباب والنتائج، حيث لا يعتمد على آراء وهمية لا يقبلها العقل، كما يتم استخدام منهج محدد من أجل تحديد المشكلات، مما يجعله يتجنب العشوائية عند حلها.
المعرفة: المفكر الناقد يجب أن يمتلك معلومات دقيقة وخبرات معينة حتى يصل إلى حل منطقي للمشكلة التي تواجهه.
الشمول: حيث ينظر التفكير الناقد بشكل شمولي نحو المشكلات التي يسعى الإنسان إلى حلها، فهو يستطيع تحديد سبب المشكلة الأساسي وإيجاد حلاً لها من خلال اهتمامه بأدق تفاصيلها وعدم إغفاله لأي جانب لها.
الوضوح: من خصائص التفكير الناقد أنه يصل إلى غايته وإلى النتائج المنطقية من خلال سيره على خطى واضحة وخطوات محددة.
التعلم من الماضي: أهم ما يساعد هذا النوع من التفكير على حل المشكلات وتجنب الوقوع فيها مجدداً، هو أنه يستفيد مما حدث بالماضي والمرتبط بالواقع، حيث يستعين بالخبرات السابقة ويناقشها بطريقة تساعده على حل المشكلة.
الموضوعية: أي بُعده عن التحيز والتعصب لأفكار خاصة واستخدامه الموضوعية في الإدراك والتحليل.
أهمية التفكير الناقد
للتفكير الناقد أهمية كبيرة تتلخص في عدة نقاط وهي:
يستطيع المفكر الناقد أن يختار أفكاره وآراءه بحكمة، فيتأثر بالأفكار التي تناسبه فقط.
التفكير الناقد من أهم العناصر التي يُستعان بها في تدريس العلوم، حيث يستطيع الطلاب أن يدخلوا في مجادلات تعتمد على المنطق، ويكونوا أكثر قدرة على التعامل مع مختلف أنواع المشكلات.
يجعل الإنسان قادراً على تحليل الأفكار عندما يتلقاها وقبل أن يقبلها، مما يحميه من إمكانية ضياع هويته، والذي يمكن أن يتعرض له خاصة في عصر العولمة وفي ظل انتشار الكثير من الأفكار المتخلفة.
يجعل الأفراد أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في مواقفهم ومشكلاتهم، وذلك عندما يقوموا بتحليلها بشكل منطقي.
يجنب الإنسان من الوقوع في نفس المشكلات مجدداً.
مكونات التفكير الناقد
المسلمات والمعتقدات والقيم التي يعتنقها الفرد، وهي تسمى القاعدة المعرفية، والتي يُعتبر وجودها ضروري من أجل إحساس الفرد بالتناقض.
ما يتعرض له الفرد من أحداث خارجية تؤثر فيه وتشعره بالتناقض.
وجهة النظر الخاصة بالفرد والتي تمكنه من تفسير الأحداث الخارجية التي يتعرض لها، فتشعره أيضاً بالتناقض.
الإحساس بالتناقض والتباعد الذي تجعل الفرد يبحث عن مصادر معرفية ليفسر ما يشعر به.
مرحلة حل التناقض والتي ينفذ فيها الفرد عدة خطوات من أجل أن يصل إلى حل للتناقض الذي شعر به.
معوقات التفكير الناقد
الجزمية: والمقصود بها الانغلاق على أفكار معينة، وعدم تقبل وجود أي تغيير في الأفكار والمعتقدات والآراء الخاصة بالمجتمع.
الجمود: وهو يشبه الجزمية، وهو عدم قبول وجود أي تعديل على المعتقدات والأفكار، ولكن الفرق بينه وبين الجزمية أن الجمود على مستوى الأفراد فقط وليس المجتمع ككل.
الكسل: إذا كان الشخص يتمتع بالكسل وعدم القدرة على المثابرة في إقناع الآخرين بالحجج والأفكار التي يجمعها، فلن يستطيع استخدام نمط التفكير الناقد.
التعصب: إذا كان الشخص متعصباً لآراءه وأفكاره فسيعجز عن استخدام هذا النمط من التفكير الذي يقوم في الأساس على الأفكار المشتركة بين عدة أفراد، وليس على المحدودية وضيق الأفق.
الخوف: أي خوف الإنسان من تغيير الأفكار التي يعتنقها تجنباً لوقوعه في متاعب جراء هذا التغيير، مما يجعله يطاوعها ويسايرها بشكل مستمر.
