تعبير عن الوطن يجري في النفس الأصيلة كأنه نسيم هواء عليل وفضفضة اعتراف بالجميل لبلد أو مكان وجد فيه الخير وانتشر فيه النماء مع الترابط والتوحد ككيان مع المحيط البشري والمادي بانتظام وتكامل لا نظير له.
إنه الوطن الذي يحيا به كل إنسان ولا يعرف قدره حتى يفارقه، فيجد إما الخير وإما الشر، فإن وجد الخير كان له ذلك بمثابة تكملة وتوسعة لمساحة الوطن الأصلي فيجد وطنا ممتدا، وإن وجد شرا عرف قدر وطنه وحفظ له فضله وجاد عليه بما استطاع من قوة ونفس ومال وعزم على الانتاج والتجديد وغيرذلك.
الوطن لا يقاس بمنطقة جغرافية محددة فهذه نظرة جزئءية للوطن، إنه انتماء كلي لشيء واحد يكفل الحياة الكريمة والحق الإنساني السليم وحريته وسعادته وإرضائ ميوله الروحية في صلة دينية قويمة وسليمة توافق أصل الخلق والمنشأ.
للك يعد الإسلام هو الوطن الأصلي والأكبر الشامل والعام لكل المنتمين غليه بصرف النظر عن المكان، الجغرافية محدودة وضيقة .، والعلاقات الاجتماعية بين مجموعة في إقليم واحد أو قومية واحدة يعد تشويه لمعنى الوطن الحقيقي، وهذا لا يعني أن المنطقة الجغرافية محل مولد الإنسان ليست وطنا، إنها كذلك مادامت تنتج الخير وتتلقى الخير وتحافظ على أبنائها وكرامتهم وحريتهم الدينية.
كنا قديما عندما يطلب منا كتابة تعبير عن الوطن نكتب ونبدأ بسرد المكان والمأكل والمشرب وأهمية الوطن وغير ذلك، ثم نضجنا فكريا وبدنيا لنفهم حقيقة الوطن وأهم أساسياته التي ينبغي أن تتوفر فيه، وجدنا أن هناك اختلافات في الوطان، وأنظمة تعامل متباينة في كل منها.
تساءلنا عن أسباب الخيانات الوطنية والتجسس وغيرها؟ ولماذا يساعد المواطنين أعداءهم على وطنهم ذاك المكان الذي ولد فيه وتربى عليه وعاش فيه شطرًا زمنيا من مقدرات عمره؟
فوجدنا أن الوطن عندما فهمناه بمعناه القاصر من حيث المكان وأسباب الغذاء والحياة الأساسية يصبح متغيرًا ومرتبطًا بتغير الحالة الاقتصاديةوالأمنية والسياسية في البلدان، وبالتالي عندما يكون الإنسان خائفا داخل بلده وجائعا و فاقدا للكرامة والهوية والحرية وغيرها يصبح بلا مرفأ ولا انتماء ولا ارتباط شعوري مع هذا المكان،فيتحين الفرص للوصول إلى أموال تحقق له ذلك حيث أصبح يدرك أهمية المال في تحقيق هذا المتطلب، وعندها لايهتم لأمر أولئك الذين تزعموا السلطة فأفسدوا وضيعوا فيعين عليهم عدوهم كما أعانوا عليه الفاسدين.
ووجدنا أن الانتماء الإسلامي الصحيح والأخوة في الدين أقوى تعبير عن الوطن الحق، الذي يعتمد خصائص شتى منها:
الوحدة والترابط القوي
النظام والتنظيم
النظافة والوقاية الصحية
الاهتمام النفسي والروحي
عدالة وتكافؤ والأفضل فقط هو التقي الذي يعمر ويحقق الإصلاح
القدوة الحسنة
التشجيع على العلم والفضائل والتطوع
العبادة الموحدة ذات الأدلة والبراهين على ذلك بكتاب حق ضحد كل الباطل
القوة والمطالبة بالجهاد ضد الطغاة والفاسقين والمارقين وغيرهم
محاربة مسببات الأمراض العضوية والنفسية
البعد عن التبعية للنظير أو المخلوق والتبعية للخالق فقط من بيده كل شيء وإليه كل شيء
وجميل هذا الانتماء أنه يشمل انتماءك للوطن الأصغر من حولك، الوطن الجغرافي ذاك الذي نشأت عليه، وإعطائه حقوقه مقابل حقوقك، فتتبادل الواجبات والحقوق بتكامل يحقق استقرار وإعمار.
ما وجبك نحو الوطن
الوطن الكبير بمشتملاته الوطن الأصغر أي نتحدث عن الدين ومن بعده القومية المنفصلة أو المتوحدة في شكل انتماء مجموعة دول معا تحت صفات مشتركة واحدة.
وواجبنا تجاههما
حسن الأداء والإيمان والتوحيد والعقيدة وترسيخ المبدأ وكيفية جعله نظام حياة ثابت مع اختلاف الأحوال وتقلباتها بالشدة والرخاء.
العمل على التطبيق الفعلي بفهم صحيح وإدراك كلي واختياري بنشاط وهمة وقوة إرادة لمتطلباته وأوامره واجتناب النواهي ومعرفة الحكمة من وراء ذلك، قال تعالى: ” وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”
الاشتراك بالأعمال التطوعية والخدمية
الاقتداء بالرسل وخير النبيين وأصحابه وأفاضل الناس وأحاسنهم أخلاقا
إتقان العمل والصناعة والمهام، وحسن استغلال الفراغ فيما ي فيد وخاصة بالطاعات
تنمية مواهبك وتفكيرك بدون تبعية ولا انهزام ولا استسلام ولا إسراف وبتبذير
تنظيف المكان والنفس والروح
تحسين اللسان وألفاظه و تجنب السلوكيات العنيفة والقاسية والشديدة وكذلك الغضب والانفعال والهياج العصبي.
الدفاع عنه وعن هويته وثقافته الحقة غير المضللة.
احترام القواعد والقوانين و الالتزام بالفتاوى المجمع عليها
التحدث بلغته بشكل صحيح وفصيح وترك الداج والعامي والبذيء منهها
اهتم بتراثه وتاريخه واجمع المعلومات عنه واحتفظ بها وعلمها لغيرك
لا تهمل فيه وحافظ على الموارد العامة والملكيات الخاصة والعامة.
ابتكر وأبدع و شارك نتائج ابتكارك لتحقق رفعة لأوطانك
ادفع عنه أذية الطغاة والفاسدين قدر استطاعتك ولا تكن معهم ولا تعينهم ولا تساعدهم
كن بارا بالوالدين وكبار السن ولا تهملهما وارفق بالضعيف صغيرا أو كبيرا أو عاجزا أو مريضا وقدم له العون
أبلغ عن الجرائم و كافحها بأساليب منضبطة لا همجية ولا دموية، أي إيجابيا بلا عنف ولا سلبيا بلا معنى
قاوم الثقافة التبعيةوالتقليدية فقط خذ النافع واترك المفسد، اعتز بدينك وبلدك ولا تكن إمعة
كن فاعلا وفعالا وطور قدراتك وكافح البطالة بأكثر من أسلوب، ولا تعتمد على الحكومة لتوظيفك فإنها قد ماتت وكذلك وظائفها لم تعد مجدية ولا آمنة بعد الآن.
كن رياضيا نشيطا حتى لاتقع فريسة الأمراض، فتحفظ لوطنك ماله وتكلفة علاجك،و كذلك تكون قويا لمكافحة الخطر ، وأيضا لتقوية عزيمتك على النجاح
تربية الجيل الجديد إسلاميا و تعليميا الكترونيا مخصصا وهادفا وتقوية بذور العقيدة الإسلامية فيهم والاكثار من سرد قصص الصالحين والأبطال عليهم.