سنتناول خلال هذا المقال بحث عن المياه الجوفية ، لم يخلق الله تعالى مصادر المياه على ظهر الأرض من بحار ومحيطات وأنهار فقط، بل خلق لنا أيضاً مصادر أخرى لها وهي المياه الجوفية،والتي تُعتبر بمثابة كنز وثروة طبيعية أوجدها الله لنا، وعلى الرغم من محدودية استخدامها إلا أنها تظل من أكثر أنواع المياه نفعاً وصلاحاً للشرب والاستخدام الإنساني، ومن خلال السطور التالية في موسوعة سنتعرف على مصادر المياه الجوفية وأهميتها.
هي المياه التي تكونت داخل الصخور الرسوبية وتخزنت في باطن الكرة الأرضية، وذلك بعد حدوث عدة ظواهر طبيعية مثل جريان الأنهار أو ذوبان الجليد أو تساقط الأمطار وهي العملية التي تُسمى التغذية، وتزيد كمية المياه في باطن الأرض كلما زادت نسبة رطوبة التربة وتوسعت مسامها، وقد تصل الفترة التي تتكون فيها إلى آلاف السنين، ثم تتفجر على هيئة ينابيع أو بعد حفر الآبار.
هناك عدة مصادر تساهم في تكون المياه الجوفية نذكر منها ما يلي:
تنقسم المياه الجوفية إلى أكثر من نوع وهم:
تتحرك المياه الجوفية بشكل أفقي نتيجة عملية الضغط الهيدروستاتيكي، وذلك عن طريق المناطق المشبعة التي تتكون من طبقات رسوبية أو صخرية، مما يسمح بتسرب المياه بواسطة الرشح.
ويصل معدل حركة المياه الجوفية في الرمال الخشنة من 15 إلى 20 متر، بينما في الرمال الناعمة يصل إلى 5 متر تقريباً، ويصل معدل حركتها في الصخور الجيرية إلى 100 متر.
يختلف عمق المياه الجوفية حسب مكان تواجدها، فعندما تتواجد في المناطق القريبة من الأنهار والبحار والتي تكثر فيها الأمطار وتزيد فيها نسبة الرطوبة فتكون قريبة من سطح الأرض، أما إذا كانت موجودة في المناطق الجافة فهي تكون بعيدة عن سطح الأرض.
طبقة عديمة التشبع: هي الطبقة التي توجد بشكل مباشر على سطح الأرض، وهي غير حاوية للمياه الجوفية ولا تتشبع بها إلا في حالة وجود مستنقع أو بحيرة أو أي مياه راكدة على سطح الأرض، والتي تتكون نتيجة تسرب مياه الأمطار في شقوق ومسام هذه الطبقة التي لا تختزن المياه ولكنها تسربها فقط، وتستفيد منها جذور النباتات في تغذيتها.
طبقة متقطعة التشبع: وهي الطبقة التي تتوسط أقل منسوب للمياه الجوفية أثناء فترات الجفاف وأعلى منسوب لها أثناء فترة هطول الأمطار، فالآبار التي يتم حفرها في هذه الطبقة موسمية وليست دائمة.
طبقة دائمة التشبع: هي الطبقة التي تتخزن فيها مياه الأمطار وتحتوي في أسفلها على طبقة صماء تمنع تسرب المياه إلى باطن الأرض، مما يزيد من عمق الآبار المحفورة في هذه الطبقة بشكل كبير قد يصل إلى 3000 قدم.
على الرغم من نقاء المياه الجوفية في الأصل، إلا أنه لا يُفضل شربها، وذلك بسبب ما تتعرض له من ملوثات مصدرها الأخطاء الفنية التي تحدث أثناء تصميم وحفر الآبار، مثلما يتم حفرها بجانب البالوعات والمجاري والتي ينتج عنها تسرب الفيروسات والميكروبات لها، فضلاً عن تلوث مياه البحار والمحيطات والتي تختلط بالمياه الجوفية عندما يتساوى المنسوبين.