تعرف في المقال التالي على بحث عن اللغة العربية وأهميتها في حياتنا ، اللغة هي لسان التواصل ما بين البشر وأداة التعارف والتقارب فيما بينهم، فبدون وجود لغة مشتركة مفهومة لدى كل من المستمع والمتحدث ما تمكنت البشرية من التفاهم ولا تقاربت أفكارها وما كانت لتنتج الحضارات الإنسانية السامية التي يفتخر العالم بوجودها مُنذ قديم الزمن.
وجاءت اللغة العربية لتمثل واحدة من أقدم اللغات السامية التي نشأت بفضلها الكثير من الحضارات الإنسانية في شبه الجزيرة العربية والتي سطعت بنورها لتنشر الحضارة والمعرفة في كافة أرجاء العالم، ويعود تاريخ أقدم نصوص عربية تم اكتشافها في بلاد الحجاز العربية التي يُعتقد أنها موطن اللغة العربية وأساس نشأتها إلى القرن الثالث الميلادي، وقد كانت هذه النصوص عبارة عن نصوص شعرية جاهلية راقية الأسلوب وبليغة المعاني ذات وزن شهري منتظم وقافية موحدة، وقد تطورت اللغة العربية على مدار الأزمان بشكل كبير بسبب تعدد الحضارات الإنسانية وتعدد لهجاتها في التحدث كما جاءت الأسواق الشعرية مثل (سوق عكاز) لتمثل أهم أوجه تطور فصاحة اللغة وبلاغتها الشعرية.
لذا نقدم لكم اليوم بحث عن نشأة وتطور اللغة العربية وأهميتها من منقع موسوعة.
تُعد اللغة العربية من أكثر اللغات العالمية السامية تحدثاً حيثُ يزيد عدد متحدثيها عن 476 مليون شخص في مختلف دول العالم بينما يتركزون بشكل أساسي في دول الوطن العربي،
تُعرف اللغة العربية بأنها لغة الضاد ( حيثُ لا يوجد حرف الضاد إلا في حديث العرب وكلماتهم، ولا يوجد في اللغات الغربية إلا بندرة شديدة)، اللغة الأكثر فصاحة وبيان وأكثر قدرة على التعبير واستيعاب المعاني البليغة،وكيف لا تكون كذلك وهي اللغة الفضفاضة ذات البلاغة والبيان التي عُرف العرب من خلالها بقدرتهم على نظم القصائد الشعرية وكتابة النثر وضرب الأمثال، وما زال لسان العرب ينطق بأبلغ المعاني وأجزل المصطلحات العربية التي تخبرنا عن عراقة وقدم اللغة العربية، وبالرغم من تأثر اللغة العربية على مدى فترات زمنية كالعصر الأموي والعصر العباسي المتأخر، عندما دخلت بعض العناصر الأعجمية في الإسلام لتدخل معها بعض المصطلحات الأعجمية التي أثرت سلباً على لغة الضاد وبريق لمعانها في سماء اللغات إلا أن الأمر قد عاد إلى صوابه عندما وقف رجال اللغة العربية في الأمة الإسلامية ليعيدوا ضبط الألسنة ويقيموا اللغة وينقحوها من المصطلحات الدخيلة عليها.
وتأتي منزلة اللغة العربية السامية نظراً لكونها اللغة المقدسة التي أختارها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة رسالة الإسلام إلى عباده فهي لغة القرآن الكريم الذي أرسل ليكون هداية للناس فحفظ الله اللغة العربية من كل سوء أو خلط أو تدليس للمفردات والمعاني وأدام وجودها بوجود القرآن الكريم، كما ساهم القرآن الكريم وألفاظه البليغة في منح اللغة العربية العديد من السمات والخصائص التي ميزتها عن مختلف لغات العالم.
ومن هذه الميزات التي جعلت للغة العربية قدرها وسط اللغات السامية وحفظتها من الضياع والاندثار على مر العصور:
وفرة المفردات
فاللغة العربية كالبحر الواسع الذي لا تنضُب مفرداته ولا تنتهي أبدا، فأيما كانت الحالة التي تريد التعبير عنها ستجد لها المصطلح المناسب في اللغة العربية التي يمكنك من خلاله التعبير عن كل ما في نفسك، وذلك ما تفتقده اللغات الأخرى حيثُ لا تحوي أية لغة عدد مفردات مساوي لمفردات اللغة العربي.
الفصاحة والبيان
يعني مصطلح الفصاحة خلو مفردات اللغة من الضعف أو التنافر بين الألفاظ والتعقيد حيثُ تجد أن كلام اللغة العربية مهما بلغت جزالة ألفاظه سهل الفهم، مرن التعبير، واضح وخالي من أية تعقيدات لفظية.
ترادف الألفاظ
اللغة العربية لغة غنية بالمفردات حيثُ يمكنك أن تجد بها أكثر من كلمة يساعدونك في التعبير عن نفس المعنى دون أن تجد نفسك مُقيداً بالتحدث بلفظ مُعين في حالة معينة.
التخفيف
يُقصد بالتخفيف في اللغة العربية أن أغلب المفردات في اللغة العربية يعود أصلها إلى الفعل الثلاثي، الرباعي، الخماسي على الترتيب مما يحفظ للغة توازنها ويقيها من التشوية أو إدخال مصطلحات غريبة.
ثبات اللغة وتحديها لعامل الزمن
اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي استطاعت على مر العصور أن تحتفظ بثباتها اللغوي وتحديها لعامل التطور والزمن، فهما تعرضت لحالات من التشوية أو التحريف إلا أنها قادرة على مر الزمان أن تحفظ مصطلحاتها وقدرتها على التعبير.
تمثل اللغة الوسيلة الأولى للتعبير عن عن مشاعر واحتياجات الأفراد فهي من أهم خصائص حياة الإنسان الطبيعية والاجتماعية، والتي تساهم في بناء الحضارات والثقافات بالإضافة إلى كونها العامل الأساسي في قيام المجتمعات وتماسكها على مدار العصور، فاللغة هي أصل بناء المجتمعات وتحديد مبادئها وقواعدها وآدابها وضوابطها الأخلاقية والقانونية مما يضمن استمرارية وجودها وحفظها من الضياع أو التفتت.
اللغة العربية هي الأداة الأمثل لفهم آيات القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة، فلا يمكن لأحد أن يتدبر معاني آيات القرآن الكريم دون الوعي والدراية باللغة العربية وضوابطها اللغوية والنحوية، كما تمثل اللغة العربية لغة أداء العبادات الدينية الإسلامية السامية فنجد أن تلاوة الأيات القرآنية للصلوات في الإسلام لابد أن يتم تلاوتها باللغة العربية.
من خلال اللغة العربية يمكن للأفراد أن ينقلوا ثقافتهم العربية وحضارتهم الإسلامية إلى الحضارات والثقافات الأخرى الذين يرون مما يسهم في ثراء المعرفة الإنسانية وتبادل الخبرات والثقافات التي تعود بالنفع أولاً وأخيراً على الإنسان.
اللغة العربية هي أساس نهضة الأمة العربية وأصل توحدها وبقاؤها حيثُ نجد أن الأمة العربية لم تكن لتكتسب قدرها بدون اللغة العربية التي مثلت الوعاء الجامع للفكر والثقافة، العراقة والحداثة، الرابط القوي بين أبناء العروبة الذي ساعدهم على التوحد والتفاعل والتكاتف في بناء أمة قوية لا يمكن أن تندثر جذورها مهما قابلت من حملات تشوية وتحطيم غربية، وتتجلى أوجه نهضة الأمة العربية في الحملات الحضارية اللغوية التي قام بها عدداً من أعمدة شموخ اللغة مثل رفاعة الطهطاوي، أحمد شوقي، ساطع الحصري، جورج البستاني وغيرهم من الكثيرين مما جعلوا اللغة العربية لواء التعبير عن ثقافة وفكر الأمة العربية.
من خلال استخدام اللغة العربية استطاعت الأمة العربية أن تحفر اسمها في سجلات التاريخ الحضاري وذلك من خلال النهضة العلمية والفكرية والثقافية التي ساد العرب بها العالم خلال القرون الماضية، فلن تجد علماً أو فرعاً من الأدب إلا وقد كان العرب هم الأوائل السابقين في الإبداع فيه من خلال لغتهم العربية، حتى مثلت الحضارة العربية منارة العلم والأدب والفكر المستنير التي أنارت جهل وظلام الأمم الغربية، ولا زال حتى اليوم يتم الرجوع لمؤلفات العرب للنهل من علومهم والاستفادة من خبراتهم، ومن اشهر أعمدة العلوم الإنسانية العربية هم البيروني، ابن الهيثم، الخوارزمي، ابن رشد، الإدريسي وغيرهم الكثيرين.