نقدم لكم في مقالنا اليوم بحث عن الرفق بالحيوان ، فقد أنعم الله تعالى علينا بنعم كثيرة، ومن أهم تلك النعم وجود الحيوانات في حياتنا، فمنذ قديم الأزل وحتى هذا اليوم تتمتع الحيوانات بأهمية كبرى بالنسبة للإنسان، فمنها نحصل على اللحوم والألبان، كما نستفيد من صوفها في صنع الملابس وللتدفئة، بالإضافة إلى استخدامها في التنقل من مكان لآخر، وهناك من يقتني الحيوانات الأليفة في منزله لتكون مصدراً للبهجة والألفة له ولأسرته، ومن مقاييس حُسن الأخلاق التعامل برفق ورحمة مع الحيوانات، فهي كائنات حية تشعر مثل الإنسان وتخاف وتحزن وتفرح مثله، ولذلك أمرنا الإسلام بالإحسان إلى تلك الكائنات، وسنتناول خلال السطور التالية في موسوعة معنى الرفق بالحيوان وأهميته وآدابه.
بحث عن الرفق بالحيوان
أهمية الرفق بالحيوان
للعطف والرحمة على الحيوانات والإحسان إليها والرفق بها أهمية كبرى نوضحها فيما يلي:
يُعتبر الرفق بالحيوان إحدى وسائل الحصول على رضا الله عز وجل والفوز بجنته.
ينعكس الرفق بالحيوانات وحمايتها على سلوك الناس في المجتمعات، فتقل معدلات العنف والكره بينهم.
من يُحسن إلى الحيوان فقد اكتمل إيمانه وتقرب أكثر إلى الله سبحانه وتعالى.
الشخص الذي يرفق بالحيوانات ينال حب الناس وتقديرهم.
الرفق بالحيوان دليل قوي على تمتع الشخص بالأخلاق الحسنة.
من يعتاد أن يرفق بالحيوان سيتعلم حُسن الخلق بمرور الوقت.
اداب الرفق بالحيوان
يجب توفير الطعام والشراب والمكان الجيد والمناسب للحيوانات.
أمرنا الدين الإسلامي باللطف في معاملة الحيوانات وتجنب إيذائها أو تعذيبها أو حسبها أو منع الطعام والشراب عنها.
تجنب رمي الحيوانات بغرض اللهو واللعب.
عدم تحميل الحيوانات ما لا تطيق، ولا يجب أن تؤمر بأعمال لا تقدر عليها.
عدم إيذاء الحيوانات جسدياً بأن يتم قطع أي جزء منها لأن هذا يُعد تمثيلاً بها، فقد روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من مَثَّل بحيوان فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
يجب أن يكون صيد الحيوانات وذبحها للضرورة ولسبب شرعي، لأن قتلها دون حاجة سيعمل على حدوث خلل في التوازن البيئي.
الرفق بالحيوان في الاسلام
لأن الإسلام هو دين الإنسانية والرحمة فقد حثنا على الرفق بالحيوانات وحُسن التعامل معها،لذلك وضع عدة قواعد يجب أن تُطبق عند ذبح الحيوانات ومنها:
أن ينوي الشخص الذبح ويُحضر للحيوان كل ما يحتاجه من طعام وشراب.
لا يجب أن يتم الذبح إلا بعد أن يأكل ويشرب الحيوان حتى لا يشعر بالجوع والعطش قبل ذبحه.
حتى لا يتعذب الحيوان المذبوح، يجب أن يُستخدم سكيناً حاداً حتى يكون الذبح سريعاً.
إخفاء السكين عن أعين الحيوانات قبل ذبحها، حتى لا تراها ويصيبها الفزع والخوف.
يجب قول بسم الله، الله أكبر عند بدء الذبح.
هناك وضعاً خاصاً للذبح، وهي أن يكون الحيوان ممدداً وموجهاً رأسه في اتجاه القبلة وأن يكون على جانبه الأيسر، عدا الحيوانات التي يتم ذبحها وهي قائمة وهي الإبل فقط.
الحرص على عدم ذبح الحيوان أمام حيوان آخر.
لا يتم فصل رأس الذبيحة عن جسدها إلا بعد خروج روحها نهائياً.
كما أن هناك الكثير من النصوص التي وُردت في السنة النبوية تأمرنا بالرفق بالحيوانات، وتحذرنا مع عاقبة الإساءة إليها ومنها:
روى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بينما رجل يمشي في طريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب وخرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له” فقالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً ؟ فقال صلى الله عليه وسلم في كل ذات كبد رطبة أجر).
قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (عُذبت امرأةٌ في هرةٍ سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لاهي أطعمتها ولا هي سقتها ولاهي حبستها، ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عقوبة من يؤذي حيواناً حيث قال (ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميت).
ونهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن ضرب الحيوانات في وجهها حيث قال ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال (لعن الله الذي وسمه).
جهود الدولة في الرفق بالحيوان
هناك عدة إجراءات يجب أن تقوم بها الدول من أجل تحقيق قواعد الرفق بالحيوان ومنها:
انتشار حملات التوعية بحقوق الحيوانات وأهمية الرفق بها.
يجب أن يحتوي دستور الدول على قوانين تنص على حماية حقوق الحيوان، حتى يلتزم بها جميع المواطنين، وتعريض من يخالفها إلى العقوبات.
توفير بيئة مناسبة ومرافق مؤهلة لتعيش فيها الحيوانات.
يجب على الدولة أن تراقب مزارع الحيوانات بصفة دورية، والتأكد من خضوعها لكل التشريعات والمقاييس التي تشدد على ضرورة الرفق بالحيوان وحماية حقوقها.
الحرص على تنشئة الأطفال على الرفق بالحيوان منذ الصغر، من خلال تخصيص مادة في المدارس تعلمهم طرق وأهمية الرفق بالحيوان.