نقدم إليك عزيزي القارئ في المقال التالي بحث عن الجهاد في سبيل الله وذلك من خلال موسوعة وهو أحد المصطلحات الإسلامية التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الإسلام دون وجود أي مصالح أو أغراض شخصية وقد جعله الله عز وجل سبب للدخول إلى الجنة خاصة في الحالة التي ينال بها المجاهد الشهادة وذلك هو الفوز العظيم والسعادة الخالدة، وهو أنواع مختلفة وكذلك مراتب عديدة.
وقد فرضه الله تعالى على عباده في العام الثاني من الهجرة النبوية حيث ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة، والجميع سواسية به الغني والفقير، المحكوم والحاكم، الضعيف والقوي، الجاهل والعالم، وسوف نعرض في الفقرات التالية كافة التفاصيل التي يمكن من خلالها فهم المقصود من الجهاد في سبيل الله.
بحث عن الجهاد في سبيل الله
لكي يتضح الحديث حول الجهاد لابد أولاً من فهم المقصود منه وهو ما سوف نعرضه في الفقرة الآتية من خلال اللغة والشرع:
اللغة: يقصد به أن يقوم المرء ببذل كل ما يمكنه أن يفعله وأقصى ما في استطاعته، وإفراغ ما يملكه من طاقة سواء تعلق الجهاد بالفعل أو القول.
الشرع: هو ما يقوم به المسلمون من جهد في مقاتلة الكافرين المعاندين المحاربين وغيرهم من المرتدين لكي يقوموا بإعلاء أوامر الله عز وجل وكلمته.
مجاهدة الكفار
تم تقسيمه إلى نوعين على النحو التالي:
النوع الأول: الابتداء والمطالبة حيث يقوم المسلمون بمطالبة الكفار الدخول إلى الإسلام في عقر دارهم وفي حالة عدم قبولهم ورفضهم الخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية ومنها دفع الجزية المفروضة عليهم يقوم المسلمون بمقاتلتهم وهو المعروف بـ(فرض كفاية).
النوع الثاني: يعرف بجهاد الدفاع وهو الحالة التي يقدم الكفار إلى بلاد المسلمين للسكن بها أو أنهم يستعدون لموجهة المسلمين ولذلك يتوجب على المسلمين رد شرهم من خلال قتالهم لكي يدفعوا كيدهم في نحرهم وهو المعروف لدى علماء الإسلام بالإجماع بـ(فرض العين).
جهاد فرض العين
يكون على حالات عديدة نفصلها فيما يلي:
أولاً: حضور المرء القتال حيث إن التولي يعد يوم الزحف من الموبقات السبع باستثناء حالتين أولهما أن يتخلف المسلم عن الجهاد لكي يتحرف القتال بمعنى أن يذهب لإحضار قوة أكبر عدداً، والثانية أن ينحاز لفئة من المسلمين على وشك الهزيمة فيتجه إليها لكي يعزز منها ويدعمها ويشترط لكي يصح ذلك أن لا يخشى على الفئة التي يتبعها وألا يترتب على تركه لها إلحاق الضرر والضعف بها إذ يصبح بقائه معها في تلك الحالة فرض عين عليه.
ثانياً: محاصرة العدو لبلد المسلمين مما يجعل الدفاع عن البلد واجب على أهلها من المسلمين.
ثالثاً: الاستنفار من قبل الإمام لرعيته وهو ما يستوجب معه أن ينفروا، والمقصود بالإمام ولي الأمر الأعلى بالدولة، ولا يعد كونه مسلماً شرط حيث انعدمت الإمامة العامة قبل زمن بعيد.
رابعاً: إذا كانت حاجة المسلمون تتجه إلى شخص ما من أجل الجهاد ولا يمكن لشخص آخر أن يحل محله يصبح الجهاد وقتها من حقه.
جهاد النفس
قال ابن القيم رحمة الله عليه أن جهاد النفس ينقسم إلى مراتب أربع سوف نبينها في النقاط التالية:
المرتبة الأولى: مجاهدة المسلم لنفسه لكي يتعلم دين الحق والهدى الذي لا سعادة ولا فلاح أو فوز بالدنيا والآخرة بدونه.
المرتبة الثانية: مجاهدة المسلم نفسه من أجل العمل بما قام بتعلمه من علوم الفقه والدين الحق حيث إن العلم بدون عمل لا نفع منه ولا فائدة.
المرتبة الثالثة: مجاهدة المسلم نفسه لكي يدعو غيره بما تعلمه من الدين الإسلامي دين الحق، وتعليمه لمن لم يتعلمه بعد وذلك من أجل ألا يعتد من بين كاتمون العلم الذين لا ينتفعون من علمهم ولا نجاة لهم من عذاب جهنم.
المرتبة الرابعة: مجاهدة المسلم نفسه لكي يحتمل مشقة الدعوة للإيمان بالله جل وعلا، واحتمال ما يوجه إليه من أذى الناس لكي يرضى الله تعالى عنه.
جهاد الشيطان
تم تقسيم مجاهدة الشيطان إلى مرتبتين يمكننا بيانهما في الفقرة التالية:
المرتبة الأولى: دفع العبد لكل ما يتم إلقائه في نفسه من شكوك وشبهات تضعف من إيمانه والذي يتحقق معه بلوغ المسلم الإيمان اليقيني.
المرتبة الثانية: مجاهدة الشيطان في دفع جميع ما يوسوس به في نفس العباد من شهوات ورغبات فاسدة وهو ما يصل به المسلم إلى مرتبة الصبر.
وبمجرد بلوغ العباد تلك المرتبتين من الصبر واليقين يستحق حينها لقب المؤمن.
جهاد أصحاب المنكرات والبدع والظلم
يقوم المسلم بمجاهدة أهل المنكرات والبدع بالحكمة وفق المصلحة والحال ويكون ذلك الجهاد على مراتب ثلاثة كما في التالي:
المرتبة الأولى: المجاهدة باليد في حالة المقدرة على ذلك من قبل المسلم.
المرتبة الثانية: في حالة العجز عن المجاهدة باليد يمكن الجهاد بواسطة اللسان.
المرتبة الثالثة: قد يجد المسلم نفسه عاجزًا على الجهاد بلسانه ويده وحينها عليه الاستعانة بقلبه وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الشأن (من رأى منكُم مُنكراً فليُغيِرهُ بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان).
فضل الجهاد في سبيل الله
يعد ذلك النوع من العبادات أحد أفضل العبادات التطوعية فهو أفضل من الصوم، الصلاة، العمرة والحج، حيث يترتب عليه إعلاء لكلمة الله عز وجل وحفظ المسلمين والدين الإسلامي، وكذلك قمع المعتدين فيرفع من درجة العبد عند ربه في الدنيا والآخرة مما يهجر معه رغباته ويبعد عن أهله كما يضحي بماله ونفسه.
الجهاد أكثر تجارة مع الله سبحانه تعود بالربح لصاحبها، وهو أفضل العمل بعد الإيمان بالله والنبي صلى الله عليه وسلم.
نيل أجر الشهادة للمجاهد الذي يفقد روحه في سبيل الله والحصول على خصال ست منها أن يكون شفيعاً في سبعون من أهله، وهو خير من عبادة ستين عام.
وقد قال تعالى في سورة النساء الآية 95 (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ) في الآية الكريمة بيان لمدى فضل الجهاد في سبيل الله لمن يقوم به في الدنيا والآخرة، نتمنى في ختام بحثنا أن يكون قد حاز إفادتكم.