الانضباط الذاتي يعد من صفات ومميزات العظماء والعلماء والمبدعين، حيث إنه يدخل في سلوك الأشخاص ويسبب النجاح والتفوق وزيادة الثقة بالنفس وترتيب الحياة من خلال العديد من المخططات المنتظمة، وبالتالي يسأل الكثيرون عن طريقة لتحقيق أفكارهم وأحلامهم، وبالتالي يمكن التعرف على الانضباط الذاتي والعديد من المعلومات الخاصة به من خلال موقع موسوعة.
بحث عن الانضباط الذاتي شامل مع العناصر
الانضباط الذاتي هو أحدى صفات الناجحين، حيث إن كافة الأشخاص الناجحة منظمة في حياتها، ويمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:
يعد الانضباط الذاتي مفتاح النجاح، فهو من العوامل الرئيسية في ترتيب الأولويات من الأعمال بشكل سليم، ومنحها الوقت الكافي لإنجازها، فضلا عن أنه يساعد الأفراد على امتلاك طاقة لا يمكن أن تعيقها صعوبات العمل، يبدأ هذا السلوك من الفكرة في تحقيق الهدف وتنظيم الأعمال لبلوغ النتيجة المرجوة من هذا العمل، والارتقاء بالفرد لأعلى المستويات.
هو القدرة على التحكم في الدوافع، والعواطف، والرغبات، والسلوك، كما أنه أيضًا يتحكم في رفض أساليب التمتع الأخرى التي يُمكن أن تؤدي إلى أن يحيد الإنسان عن هدفه؛ وذلك لصالح الحصول على السعادة التي تحدث على المدى البعيد من خلال تحقيق أهداف أعلى، وأكثر أهمية.
امتلاك الانضباط الذاتي يُمثل القدرة على اتخاذ القرارات، واتخاذ الإجراءات، وتنفيذ خطة لتوزيع عملك، ومجهودك بغض النظر عن العقبات، أو الانزعاج، أو الصعوبات التي قد تعترض طريقك.
بالتأكيد لا يعني الانضباط النفسي عيش حياة مقيدة، ولا يعني أيضًا التخلي عن كل ما تستمتع به، أو التخلي عن المتعة والاسترخاء.
يتيح لك الانضباط الذاتي الوصول إلى أهدافك في إطار زمني معقول، والعيش حياة أكثر تنظيمًا وإرضاءً.
فهو يعني تعلم كيفية تركيز عقلك، وطاقاتك على أهدافك، والمثابرة حتى يتم إنجازها، كما يعني أيضًا تنمية عقلية التحكم التي يكون فيها اختياراتك المتعمدة بدلًا من مشاعرك أو عاداتك السيئة، أو التأثير على الآخرين.
طرق لتنمية الانضباط الذاتي
هناك مجموعة من الطرق المختلفة للعمل على تنمية الانضباط الذاتي، ويمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
عليك الانخراط في الرياضة أو الأنشطة؛ فالرياضة هي وسيلة ممتازة لتعزيز الانضباط الذاتي، فالرياضة تقوم بتدريبك على تحديد الأهداف، وتركيز طاقاتك العقلية، وأن تقوم بممارسة التمرينات الرياضية، وأن تصبح لائقًا بدنيًا، كما تُنمي التوافق مع الآخرين.
توفر المشاركة في الرياضة موقفًا تتعلم فيه العمل بجد والسعي لبذل قصارى جهدك، وهذا بدوره يعلمك أن تدمج نفس عمليات التفكير، والتخصصات في حياتك اليومية.
يمكن أن يكون تعلم العزف على آلة موسيقية طريقة رائعة أخرى لممارسة الانضباط الذاتي، من خلال ما تكون عليه أثناء التعلم من التركيز، التكرار.
تحقيق الانضباط الذاتي في أي مجال من مجالات حياتك يعيد برمجة عقلك لاختيار ما هو صحيح، وليس ما هو سهل.
احصل على الإلهام من أحبابك؛ فعلى سبيل المثال: لقد أكد مايكل جوردان دائمًا أن عظمته كلاعب كرة سلة جاء من رغبته في العمل بجد في مهنته، كما فعلت موهبته، كانت رغبته من خلال الانضباط والتركيز هي التي جعلته واحداً من أفضل لاعبي كرة السلة على الإطلاق.
قم بتصور المكافآت؛ فلا يوجد شيء أكثر إرضاءً من تحقيق أهدافك، ومارس الأسلوب الذي يحققه المتفوقون، وكبار الرياضيين.
اظهر نفسك في المستقبل، وتصور النتيجة المرجوة، واشعر بمدى مكافأتها والفوائد التي لا تحصى التي ستستمتع بها.
ذكّر نفسك دائمًا بما يلزم للوصول إلى هدفك.
تخلص من بعض عاداتك السيئة التي يمكن أن تضع عقلك في إطار سلبي، وتعيق انضباطك الذاتي.
درب نفسك على القيام بما تراه صواب، حتى وإن كنت لا ترغب في القيام بذلك، فعلى سبيل المثال: قم بالحد من مشاهدة التلفزيون، قاوم الرغبة في الصراخ على شخص أغضبك، توقف وفكر قبل أن تتصرف، فكر في العواقب عندما تمارس ضبط النفس؛ فهذا يساعدك على تطوير عادة إبقاء أهدافك تحت السيطرة.
أنواع الانضباط الذاتي
يمكن عرض أنواع الانضباط الذاتي من خلال الجدول الآتي:
الانضباط التفاعلي
يعني القدرة على التحكم بالأفكار والسلوكيات في أثناء التعامل مع المواقف المفاجئة والغير متوقعة، التي من الممكن أن يتعرض لها الفرد في أي يوم من الأيام، مثل التعرض لحادث مرور أثناء التوجه إلى مقر العمل، أو نسيان مفاتيح المكتب في المنزل، أو الاضطرار إلى التعامل مع الأشخاص سيئي الطباع.
الانضباط النشط
أي القدرة على التحكم بالأفكار والسلوكيات في أثناء التعامل مع المواقف المفاجئة والغير متوقعة، التي من الممكن أن يتعرض لها الفرد في أي يوم من الأيام، مثل التعرض لحادث مرور أثناء التوجه إلى مقر العمل، أو نسيان مفاتيح المكتب في المنزل، أو الاضطرار إلى التعامل مع الأشخاص سيئي الطباع.
الانضباط الاستباقي
ويعني إنجاز الأشياء في وقت مسبق، ويتلخص في قدرة الشخص على التحكم في المواقف والتعامل معها بشكل أفضل، كتحديد أوقات معينة للقيلولة، أو اصطحاب مظلة عند الخروج في يوم من المتوقع أن تمطر السماء فيه.
مراحل الانضباط الذاتي
النجاح وإنجاز الأعمال لا يتم بطريقة مباشرة، بل أنه يمر بالعديد من المراحل المختلفة، ويمكن معرفها من خلال ما يلي:
الشغف
أي تحمس الشخص للهدف الذي يسعى لتحقيقه، وأن الشغف لا يولد بين ليلة وضحاها، وإنما يتكون من التركيز المستمر في الأعمال التي تنتهي بالهدف المرجو منها، هذا ما يجعل من الشخص منضبطاً ذاتياً.
التخطيط
الانضباط الذاتي لا يتحقق نتيجة القيام بشكل عشوائي، وإنما لا بد له من تنظيم الأعمال ضمن خطة معينة، مرتبطة بجدول زمني محدد.
التقييم
يجب أن يكون الشغف منطقياً غير مبالغ به، حيث عند وضع خطة قصيرة المدى، يتعين على الشخص تحديد طريقة تحقيق خطته، ومن خصائص عملية التقييم تعزيز ثقة الفرد بنفسه.
أهمية الانضباط الذاتي
توجد أهمية كبيرة للانضباط الذاتي، ويمكن التعرف عليها من خلال السطور الآتية:
يساهم الانضباط الذاتي في تحقيق الاتزان النفسي الذي يساعد بدوره على استغلال الوقت على النحو الأمثل وفيما ينفع.
من يستطيع أن ينضبط ذاتيًا ويحقق اتزان نفسي يصبح قادرًا على تحديد الأهداف التي يسعى لتحقيقها ووضع الخطط لتنفيذ تلك الأهداف.
تحقيق الانضباط الذاتي يلعب دورًا هامًا في قدرة الإنسان على التحكم في مشاعره وشهواته خاصة تلك التي تجلب له الضرر.
يصبح الإنسان أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، فالانضباط الذاتي يُعطي للإنسان قوة في مواجهة الصدمات التي يتعرض لها في حياته، وبالتالي تقل فرص إصابته بالاكتئاب والأمراض النفسية الناجمة عن الضعف في مواجهة تلك الصدمات.
إذا استطاع الإنسان أن يضبط ذاته فسيتمكن من التخلص من العشوائية في أسلوب حياته، وبالتالي سيساعده ذلك على الوصول إلى الأهداف المرجوة وتحقيق النجاح.
الانضباط النفسي يجعل الإنسان شجاعًا وجرئيًا وأكثر ثقة في نفسه عندما يتعرض إلى أي موقف في حياته.
عندما يصبح الإنسان منضبطًا ذاتيًا سيكون أكثر قدرة على التخلص من الصفات التي تعيقه عن تحقيق النجاح مثل الكسل وإهدار الوقت.
ينجح الفرد في استخدام عقله في الوصول إلى آراء صائبة وحلول صحيحة للمشكلات التي يواجهها، وبالتالي يستطيع كبت رغباته السلبية والسيطرة على انفعالاته.
يساعد تحقيق الانضباط الذاتي على التفكير بشكل منطقي دائمًا وفي مختلف المواقف.
العوامل المؤثرة في الانضباط الذاتي
الأسرة: تعتبر السرة هي العامل الأول المؤثر في الانضباط الذاتي للفرد، ففيها تتضح سمات الشخص الفكرية والشخصية، وذلك لأنها البيئة التي تشهد نمو شخصية الفرد وتطورها من الناحية العاطفية والنفسية والاجتماعية، وفيها ينمي الفرد ذكائه ويتعلم طريقة تعامله مع ذاته ومع الآخرين، كما أن الوسائل التي تستخدمها الأسرة في تنشئة أبنائها تؤثر فيهم وفي تفكيرهم، ومن خلالها يدركون الفرق بين الصواب والخطأ، والسلوكيات الفردية والاجتماعية التي يجب التمسك بها أو تركها، وهو بالتالي يؤثر في انضباط الفرد ذاتيًا.
المدرسة: لا يقل دور المدرسة أهمية عن دور الأسرة في إكساب الأفراد الانضباط الذاتي، فهي البيئة التي يتم فيها احتواء النشء وإدراك وتلبية حاجاتهم سواء على المستوى العقلي أو العاطفي أو النفسي، حيث تُعد المدرسة وسيلة هامة لتوسيع دائرة معارف الطفل، فبدلًا من أن تكون مقتصرة على الأسرة والأقارب فقط، امتدت لتشمل الزملاء والمدرسين والإداريين، كما تلعب المدرسة دور هام في تعزيز المعتقدات التي تكونت لدى الطفل من خلال أسرته أو تغيير السلوكيات الخاطئة التي تعلمها الفرد منها، فضلًا عن أن الأنشطة المُمارسة في المدرسة خاضعة لقوانين تجعل الطفل يتمرس على التعامل مع تلك القوانين على مستويات أعلى.
الأصدقاء: في الكثير من الأحيان يزيد تأثير الأصدقاء على تكوين الانضباط الذاتي عن تأثير الأسرة والمدرسة، فهناك عوامل مشتركة بين الأصدقاء مثل السن والبيئة الاجتماعية والمشكلات التي يواجهونها و رغبتهم في الاستقلال، تلك العوامل تؤثر وبشدة في نفس الفرد وتُعد من أهم مصادر السلوك المكتسب لديه والمعتقدات والاتجاهات والمعايير التي يؤمن بها، فتوثر في سلوكه سواء بالإيجاب أو السلب.
الدين: وهو من أهم وسائل الضبط الذاتي وأقوى العوامل المؤثرة على سلوك الفرد، فالالتزام بتعاليم الدين يؤثر بشكل إيجابي على انضباط الفرد ذاتيًا، فعندما يداوم الفرد على عبادة كالصلاة بما تتطلبه من الوضوء والالتزام بموعد والاصطفاف في صفوف والالتزام باتباع الإمام، فسوف يؤثر ذلك فيه وبشدة ويعلمه كيف ينضبط في سلوكياته وتعاملاته وعلاقاته بالآخرين.