يري طلاب الدراسات العليا أن اهداف البحث العلمي تأتي في طليعية النقاط الأساسية داخل مشروعاتهم البحثية سواء كانت رسائل الماجستير والدكتوراه، فهي البوصلة التي توجه البحث والرسالة العلمية بشكل عام ومن دونها لا يمكن أن يستقيم البحث العلمي، فالبحث الذي لا يكتب فيه الأهداف هو مجرد مقالة فقط.
وغالباً تأتي أهمية أهداف البحث العلمي في أنها تعكس طبيعة البحث وجوانبه ومدى إسهامه ي تقديم حلول علمية يمكن تطبيقها، والإجابة على الفروض والتساؤلات التي حددها الباحث مسبقاً، ولا يمكن للباحث أن يصوغ أهداف دراسته قبل أن يحدد إشكالية الدراسة، وفي الفقرات التالية سنتعرف بشيء من الإيجاز بأهداف البحث العلمي وأهميتها والطرق العلمية لصياغتها في الدراسة.
اهداف البحث العلمي
يعُرف Dampier-Whetham العلم بأنه المعرفة المتراكمة والمُرتبة الخاصة بالظواهر الطبيعية أو الاجتماعية والعلاقات المتبادلة بين الظاهرة والظواهر الأخرى، والمعرفة هنا تعني الاهتمامات المتعلقة بالظواهر الطبيعة أو الاجتماعية من خلال فهم الطبيعة الميكانيكية لها.
فالعلم يهتم دائماً بالإجابة على التساؤلات والفروض حول الكون من خلال اكتساب المعرفة، من خلال استخدام أدوات جمع البيانات والمنجيات النظرية والتجربية أو الميدانية من خلال الملاحظة أو المشاهدة أو التجربة.
اهمية واهداف البحث العلمي
تأتي أهمية أهداف البحث العلمي في قدرتها على العمل على إنتاج المعرفة القابلة للقياس التي تؤدي بدورها في التراكم الكمي والكيفي للمعرفة الإنسانية.
أوضح العالم كراثول في عام 1977 أهمية احتواء البحث العلمي على أهداف وعرفها بأنها المعيار الذي يعتمد عليه أثناء تقييم البحث العلمي ومدي الإسهامات التي سيقدمها في العمل على حل المشكلات المطروحة قيد الدراسة.
تساعد في وضع رؤية مستقبلية للحالة التي ستكون عليها الظاهرة في المستقبل.
القيمة العلمية لأهداف البحث العلمي
اتفق العديد من العلماء والباحثين حول قيمة أهداف البحث العلمي وتوصلوا إلى الآتي:
أن أهداف البحث العلمي تُساعد في شرح وتحسين الفهم الخاص بالقضية أو الظاهرة محل الدراسة من خلال إلقاء الضوء علي عدد من الجوانب المتعلقة بمجال الدراسة.
الأهداف العلمية تساعد في وصف الظاهرة بشكل محدد يصيب الهدف.
إذا كانت أهداف البحث العلمي واضحة ومحدد في صياغتها وما تريد الإجابة عنه فأنها توصل الباحث للتنبؤ بسير الظاهرة.
تساعد في تقديم الحلول والابتكارات.
تساهم في إمكانية الوصول إلى نتائج جديدة قد تسهم في تعديل نظريات أو قوانين علمية أو الإضافة لها.
أهداف البحث العلمي في العلوم الاجتماعية
يساعد تحديد الباحث لأهداف بحثه بدقة في العلم الاجتماعية والإنسانية في القدرة على رصد الظواهر الاجتماعية المنتشرة والمشكلة والقضايا.
يمكن للأهداف أن تساهم في اكتشاف الكثير من الحقائق العلمية المرتبطة بالظاهرة الاجتماعية .
دائماً تحدد أهداف البحث العملي المجال الذي يود الباحث أن يدخله لدراسة العلاقات الإنسانية والاجتماعية والتفاعل بين الشخص وبيئته وثقافته وغيرها من العلاقات.
أن أهداف البحث العلمي يمكنها أن تقدم تطويراً نظرياً ومنهاجياً للأدوات العلمية والمفاهيم والنظريات والقوانين والتي تضفي صفه الصدق والثبات المتعلقة بالحياة الاجتماعية للفرد.
طريقة كتابة أهداف البحث العلمي
هناك مجموعة من النصائح يمكن الأخذ بها أثناء قيام الباحث بصياغة أهداف دراسته في البحث العلمي ويمكن الإشارة إلى بعضاً منها كالتالي:
بصورة عامة ينبغي أن تكون الأهداف التي وضعها الباحث مرتبطة بالمنهج الذي اختاره الباحث من قبل، ووفقاً لمشكلة الدراسة والجوانب الذي سيدرسها الباحث.
أن يكون هناك اتفاقاً ما بين الغرض من الأهداف للحصول علي نتائج واضحة.
من الشروط الواجب مراعاتها أثناء صياغة أهداف الدراسة أن تكون قابلة للقياس الكمي والكيفي.
على الباحث أن يتحرى الدقة والموضوعية في صياغة الأهداف بحيث تعبر عن المشكلة التي يود الباحث أن يدرسها بعمق.
يجب أن يبعد الباحث تماماً أثناء صياغة الأهداف عن الألفاظ الغريبة والمسميات غير المعروفة.
في حالة اضطرار الباحث لكتابة بعض المفهومات والمصطلحات العلمية في الأهداف لا بد أن يشير إليها في الهوامش السفلية.
لا بد أن ترتبط أهداف البحث العلمي بقابلية القياس على أرض الواقع وان تكون الأهداف واقعية في إمكانية قياسها والتحقق منها.