عزيزي القارئ نقدم إليك موضوعنا اليوم من موسوعة عن القيود الاجتماعية حول عمل الشباب ، فهناك قيود مختلفة يُفرضها المجتمع على الأشخاص، ويجب الالتزام بها، بالإضافة إلى قيود أخرى تتحكم بها طبيعة العمل، فهناك عدد من الوظائف يُصعب على الرجل العمل بها، ولا تناسبه، مثل فتح صالون لتصفيف الشعر للسيدات.
ولكن دعنا نقول أن تلك القيود الاجتماعية لا تنطبق على جميع الدول على حد سواء، ولكنها تختلف باختلاف الزمان والمكان، والدولة التي يتواجد بها الشباب، فالعمل في الدول النامية من شأنه أن يفرض عدد من القيود أكثر من الدول المتقدمة.
والتحرر منها يساعدنا على الانطلاق، وتنفيذ أفكار مبدعة، ومتطورة، ويحقق التنمية، ولكن هذا الأمر قد يكون معقداً؛ لأن له العديد من الأشكال فمن بينها العادات والتقاليد، والمؤهلات التي يحملها الشخص، وقد تكون هناك حدود أيضاً تُفرض على الفرد منها المؤهل التعليمي، العرقي ، والديني، وهذا في بعض الدول.
القيود الاجتماعية حول عمل الشباب
بعد انتهاء الشباب من دراسته، يبدأ في تحمل مسئوليات عديدة على عاتقه، ويصطدم بسوق العمل الواقعي، ويكون عليه أن يعمل في مهنة تجلب له مقابل مادي، ومرتب مجزي، ولكن قد نجد بعض الدول تتعامل مع الشباب على أنه آلة يجب أن يكون حاضر الذهن، ويعمل على مدار 24 ساعة بشكل متواصل، مما يُشكل عليه قيود سواء في العمل أو بشكل اجتماعي.
ونجد أن من بين القيود الاجتماعية التي يفرضها العمل هو أن الشاب يعمل لفترات، وساعات طويلة وفي المقابل يكون الراتب قليل، فنجد أن العمل يستمر دون الحصول على وقت للراحة، أو لتناول وجبة الإفطار، وهذا يسبب عبء على العامل، أو الموظف.
أيضاً من بين القيود الاجتماعية عمل عقد احتكاري للشباب، فإذا وافق عليه لا يمكنه أن يترك الشغل دون دفع مبلغ مالي كبير، كشرط جزائي، وإذا أمتنع من الممكن أن يواجه عقوبة السجن، وبالتالي يستمر في العمل رغماً عنه، رغم أنه يمكن لا يناسبه وغير مريح.
ففي النهاية نجد أن تلك القيود التي تُوضع داخل أنظمة العمل قد تؤدي إلى زيادة معدل العمل، أو البطالة، والدولة هي التي تتحكم في الاختيار بينهم.
المشكلات الرئيسية التي تواجه الشباب أثناء العمل
هناك عدة مشاكل تواجه الشباب عندما يبدؤون الاحتكاك والنزول إلى سوق العمل، ومنها:-
استنفاذ طاقتهم، وعملهم دون مقابل مادي.
الاستهزاء بالشاب عندما يعمل في وظيفة بسيطة بمقابل راتب بسيط.
العمل في وظائف شاقة، ومجهدة وقاسية، وبها مخاطرة كبيرة بحياته، مثل تلك الأعمال الكيماوية، البترولية، أو بناء المصانع والشركات والعمارات، دون وجود تأمين على حياة هؤلاء الموظفين والعمال.
تحديد إقامة الشخص، وهذا بسبب وجود أفراد لديهم جنسيات مختلفة، ويعملون كمثال في السعودية أو غيرها من الدول العربية، وبالتالي يقيموا في الدولة التي يعملون بها.
حدوث انخفاض في العمالة داخل الدول العربية، فقديماً كان العمل مربح جداً هناك، ولكن بعد إلغاء نظام الكفيل، أصبح هناك العديد من المشاكل التي تواجه الشباب، ومنها الرواتب غير المجزية، ولا تشمل السكن، والانتقالات في بعض الأحيان، وبالتالي المجهود المبذول يكون مقابله المادي قليل للغاية.
إن الأهالي في الدول العربية لا تمنح الشباب الاعتماد على أنفسهم في بدايات حياتهم فهم يساعدوهم، ويوفروا لهم حياة كريمة مرفهة أكثر من اللازم، وبالتالي يكون لدينا جيل من الشباب غير مسئول، فيجب تشجيعهم على النزل إلى سوق العمل مبكراً؛ وذلك لتجنب السقوط بالهاوية.
حلول للقضاء على القيود الاجتماعية في العمل
هناك عدد من الحلول للقضاء على تلتك القيود منها:-
معرفة الأسباب الحقيقية وراء عزوف الشباب عن العمل.
وجود مقابل مادي مجزي ويُعادل المجهود والتعب الذي يقوم به الشاب.
إعادة هيكلة النظام الخاص بالعمل، وذلك من خلال منح الحقوق الكاملة للموظفين والعمال، التي تكفيهم وتساعدهم على المعيشة، وخاصةُ مما يعملون في وظائف حرة، وأيضاً يقوموا بعمل واجباتهم على أكمل وجه؛ حتى لا يكون هناك شباب فاشل يؤثر على المجتمع بشكل سلبي.
عودة آليات العمل بقوة كما كانت في السابق.
المساهمة في فتح أسواق جديدة للعمل؛ لحل المشكلات التي يعاني منها الشباب في العمل
انعقاد مؤتمرات وملتقيات؛ لإزالة تلك القيود التي تسبب مشكلات، ومنازعات داخل المجتمع، فيكون هناك تكاتف، ولا يكون هناك أشخاص كارهين للمجتمع فيؤثرون بالسلب على من حولهم، وتظهر صفة الطبقية بين الناس، وبالتالي يزداد حجم المشكلة، ونتأثر داخل المجتمع.
توفير دعم وتشجيع للشباب بإعطائهم الأولوية لتقلد المناصب الهامة، والريادية داخل المجتمع، ومشاركتهم فيه، فهم الحصن والقوة المنيعة داخل الوطن وخارجه.
لا يمكن القضاء على المعتقدات السائدة في كل مجتمع والتي تعوق الكثير من الشباب عن العمل في مهن بعينها، ولكن يكمن الحل في عدم وضع اعتبار لتلك القيود أو للنظرات التي ينظرها المجتمع لمهن بعينها، فعلى الشباب ألا يلقي بالًا لتلك القيود وأن يعمل ما يحب، ما دام مصدر هذا العمل حلال ولا يعيب صاحبه.
تأهيل الشباب لسوق العمل
يُعد تأهيل الشباب لسوق العمل واحدًا من أهم الحلول المقترحة للتخلص من القيود التي يفرضها المجتمع حول عمل الشباب، فحتى يكون الشباب مؤهلًا للالتحاق بسوق العمل هناك مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها والتي تتمثل فيما يلي:
يجب على الشباب منذ مرحلة الدراسة اكتشاف مهاراتهم والعمل على تنميتها بما تتوافق مع متطلبات سوق العمل، وتتمثل تلك المهارات في المهارات الإلكترونية واللغة ومهارات التواصل ومهارات العمل ضمن فريق، الأمر الذي يجعل مجالات التوظيف مفتوحة أمامه بشكل أكبر.
حتى يتأهل الشباب لسوق العمل يجب العمل على اكتسابهم الخبرات العملية التي تمكنهم من مواجهة المعوقات في سوق العمل، وذلك من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية التي توفرها الشركات والمؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة، مما يجعل هناك تقارب بين المناهج الدراسية والخبرات العملية.
يجب على الشباب أن يؤمنوا بمهاراتهم وقدراتهم حتى يتمكنوا من تخطي كافة المعوقات التي تواجههم وبالتالي ينمو بداخلهم شعور المسؤولية والأمانة في العمل.
ومن الأدوار التي تقع على كاهل الأسرة في هذا الشأن هو عملها على تشجيع أبنائهم على العمل في مجالات تتناسب مع المهارات التي يمتلكونها، وعدم إجبارهم على الالتحاق بالأعمال التي لا يجيدونها أو التي لا يشبعون شغفهم فيها، لأن ذلك سيؤدي بهم إلى الفشل الحتمي.
وكذلك يجب على الأسرة تربية أبنائها على إمكانية التحاقهم بأي عمل حتى وإن كان حرفة طالما يمتلكون المهارات التي تؤهلهم لإتقانها والنجاح فيها، فذلك من شأنه يساعد على التقليل من معدلات البطالة.
يُعد التعلم من تجارب الآخرين من أهم العوامل التي تساعد على تأهيل الشباب لسوق العمل، فالأهل والأصدقاء ممن يفوقون الشباب عُمرًا وخبرة يمرون بتجارب يمكن للشباب الجامعي الاستفادة منها قبل الدخول في معترك سوق العمل ومتطلباته وتحدياته.