نقدم في هذا المقال شرحًا حول الفرق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة ، تُعد اللغة العربية من أكثر اللغات تميزًا على مستوى جميع لغات العالم، ومن أكثرها استخدامًا كتابة ومحادثة، وهي لغة القرآن الكريم التي تحوي العديد من الألفاظ والمرادفات غير الموجودة في أي لغة أخرى، ولعل أهم ما يميزها هو فصاحة ألفاظها وخلوها من التنافر بين كلماتها، فضلًا عن تميز كلماتها بفهم ماذا تعني عند سماعها، وغيرها من العديد من المميزات التي جعلت تلك اللغة من أشهر ست لغات في العالم، وتُعد كلًا من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة من أساليب التعبير في اللغة العربية، وبين كل أسلوب والآخر عدة فروقات سنوضحها في السطور التالية على موسوعة.
الفرق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة
الصفة المشبهة هي اسم يتم صياغته من الفعل الثلاثي اللازم حتى تدل على معنى اسم الفاعل.
ولقد سُميت بهذا الاسم نظرًا لأنها شبيهة لاسم الفاعل في المعنى، حيث تشير إلى صفة ثابتة أو صفة شبه ثابتة.
ويكمن وجه الاختلاف بين الصفة المشبهة واسم الفاعل في أن الأخير يحمل معنى الحدث، بينما الصفة المشبهة لا تدل على حدث.
بينما صيغة المبالغة هي اسم تم اشتقاقه من الفعل الثلاثي فقط حتى يكون دالًا على معنى اسم الفاعل وتقوية وتأكيد المعنى وصيغة المبالغة.
يتم صياغة الصفة المشبهة من فعل لازم، أما صيغة المبالغة يتم صياغتها من الفعل اللازم والفعل المتعدي.
يشتركان في وزنين إثنين فقط وهم فعول وفعيل، بينما يختلفان في بقية الأوزان.
إذا تم ذكر الصيغة بمفردها فهي صيغة مبالغة، وتُعد صفة مشبهة إذا لم يتم ذكرها بمفردها.
وهناك شروط لعمل صيغة المبالغة وهي أن تكون معرفة بـ أل التعريف، وأن تعتمد على موصوف سواء محذوف أو مذكور، وأن تعتمد على خبر محذوف أو مذكور، وأن تأتي كحال، وأن تأتي كمنادي، وأن تعتمد على استفهام أو نفي.
أما شروط عمل الصفة المشبهة فهي عدم تقديم معمولها عليها، وأن يتضمن معمولها ضميرًا يصله بموصوفه فيكون سببيًا، وألا يكون معمول الصفة أجنبيًا أي لا يصله بموصوفه ضمير.
إعراب الصفة المشبهة وصيغة المبالغة
وفيما يخص إعراب الصفة المشبهة وصيغة المبالغة فهو يتحدد حسب موقع الصفة أو الصيغة في الجملة.
وحتى تعمل أوزان كلًا من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة عمل الفعل؛ فلا بد من وجود فاعل أو نائب فاعل أو مفعول به.
فيتم إعراب الصفة المشبهة حسب موقعها في الجملة في حال عدم أنها لم تعمل عمل الفعل، ويُعرب ما بعدها مضاف إليه مجرورًا.
كما يتم إعراب الصفة المشبهة حسب موقعها في الجملة في حال أنها عملت عمل الفعل، وفي هذه الحالة يتم إعراب ما بعدها فاعل مرفوع.
في حال أن الصفة المشبهة عملت عمل الفعل، ففي هذه الحالة يتم إعراب ما بعدها مفعول به منصوب.
ويمكن أن تعمل الصفة المشبهة عمل الفعل؛ ويكون ما بعدها نكرة منصوبًا.
أما صيغة المبالغة فيجب أن تكون معرفة بـ أل تعريف حتى تعمل عمل الفاعل.
ويمكن أن تعمل صيغة المبالغة إذا كانت نكرة استندت إلى مبتدأ أو خبر أو استفهام أو نفي، أو تدل على حال أو استقبال.
الصفة المشبهة باسم المفعول
يمكن أن تعمل الصفة المشبهة عمل فعلها اللازم فترفع الفاعل.
ويمكن أن تُذكر الصفة المشبهة باسم المفعول لإحداث تبادل بين المشتقات التي قد يدل أحدها على غيره من حيث المعنى.
فعلى حسب الدلالة يتم إطلاق اسم الصفة المشبهة باسم مفعول على الصفة المشبهة.
أوزان الصفة المشبهة وصيغة المبالغة
هناك عدة أوزان ومقاييس تخضع لها كلًا من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة، وذلك لأنهما أسماء مشتقة، تلك الأوزان تجعل صياغة الصفة المشبهة وصيغة المبالغة عملية سهلة، وتتمثل تلك الأوزان فيما يلي:
أوزان الصفة المشبهة
إذا جاء الفعل على وزن فعِل؛ فيتم اشتقاق الصفة المشبهة منه على النحو التالي:
الوزن الأول فعِل والمؤنث منه فعِلة، ويشير هذا الوزن إلى شعور عارض أو متجدد مثل قلق: قلِق وقلِقة، تعب: تعِب وتعِبة، فرح: فرِح وفرِحة.
الوزن الثاني أفعل والمؤنث منه فعلاء، ويشير هذا الوزن إلى الحلي أو العيوب أو الألوان، مثل سود: أسود وسوداء، عور: أعور عوراء، حول: أحول وحولاء.
الوزن الثالث فعلان والمؤنث منه فعلى، ويشير هذا الوزن إلى الخلو أو الامتلاء، مثل عطش: عطشان وعطشى، روى: ريان وريي.
إذا جاء الفعل على وزن فَعَل؛ فيتم اشتقاق الصفة المشبهة منه على الأوزان التالية:
الوزن الأول فيعل: مثل أجاد فهو جيد، مات فهو ميت.
الوزن الثاني فاعل: مثل ساجد أو زاهد.
إذا جاء الفعل على وزن فعُل؛ فيتم اشتقاق الصفة المشبهة منه على النحو التالي:
فَعَل: وهي تشير إلى صفات ثابتة، مثل بطُل فهو بَطَل، حسُن فهو حَسَن.
فُعْل: مثل صَلُب فهو صُلْب.
فَعْل: مثل ضخُم فهو ضَخْم.
فعيل: مثل جمال فهو جميل، كرم فهو كريم.
فُعال: مثل شَجُع فهو شُجاع.
فَعُول: مثل وقر فهو وقور.
فَعَال: مثل جَبُن فهو جبان.
فُعُل: مثل صَعُب فهو صُعُب.
أوزان صيغة المبالغة
من أهم فوائد أوزان صيغة المبالغة أنها تقوي المعنى الذي تم اشتقاقه من الفعل الأصلي، وتتمثل تلك الأوزان فيما يلي:
فَعًّال: مثل حلاّف، كذّاب، جبّار.
مِفعال: مثل مقِدام، مِنوال، مِغوار.
فَعُول: مثل غفور، شكور، صدوق.
فَعِيل: مثل قدير، بصير، قديس.
فَعِل: مثل قَلِق، لَبِق، حَذِر.
فاعول: مثل فاروق.
فُعَلَة: مثل هُمزة، لُمزة.
مِفعيل: مثل مِسكين.
فُعًّال: مثل كُبًّارًا.
الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل
اسم الفاعل هو صفة يتم صياغته من الفعل المبني للمعلوم، ويدل على الشخص الذي قام بعمل هذا الفعل.
وتتم صياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المجرد على وزن فاعل، مثل شرب فهي شارب، كتب فهي كاتب.
لعل من أوجه التشابه بين اسم الفاعل والصفة المشبهة هو أن كلًا منهما صفة مشتقة تشير إلى من قام بالفعل أو اتُصف به.
والفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة يتمثل في أن اسم الفاعل يُستخدم للدلالة على الحدوث لذلك ارتبط بزمن معين، بينما الصفة المشبهة تُستخدم للدلالة على الثبوت وعلى صفة ملازمة دومًا.
يؤخذ اسم الفاعل من الفعل المتعدي والفعل اللازم، بينما الصفة المشبهة لا تؤخذ من الفعل المتعدي إلا سماعًا، وتؤخذ من الفعل اللازم.
لا يمكن إضافة اسم الفاعل إلى فاعله، بينما يمكن إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها.
يمكن أن يتقدم معمول اسم الفاعل عليه، بينما لا يمكن أن يتقدم معمول الصفة المشبهة عليها.
الفرق بين اسم الفاعل وصيغة المبالغة
أما الفرق بين اسم الفاعل وصيغة المبالغة فهو يتمثل في أن صيغة المبالغة تدل على من قام بالفعل.
ولكن صيغة المبالغة تختلف عن الفاعل في أنها تدل على المبالغة في القيام بالفعل.
هل كلمة قليل صيغة مبالغة
نعم، تُعد كلمة قليل صيغة مبالغة على وزن فعيل.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي عرضنا من خلاله الفرق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة، كما أوضحنا الفرق في إعراب كلًا منهما وأوزانهما، وشرحنا الفرق بين اسم الفاعل وبين الصفة المشبهة وصفة المبالغة، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.