يعد هذا السؤال من أسئلة اختيار من متعدد التي وردت في المناهج التعليمية السعودية، وتتمثل خياراته فيما يلي:
افقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث هي:
السيدة أم سلمة رضي الله عنها.
السيدة عائشة رضي الله عنها.
السيدة أم حبيبة بنت سفيان رضي الله عنها.
السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها.
السيدة أسماء بنت يزيد بنت السكن رضي الله عنها.
وإجابة هذا السؤال هي: ب-السيدةعائشة رضي الله عنه، إذ أنها أكثر الصحابيات روايةً للحديث لأنها روت قرابة 2210 حديث شريف.
مولد السيدة عائشة
ولدت السيدة عائشة رضي الله عنها في العام السابع قبل الهجرة النبوية الشريفة، ووالدها هو الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أما والدتها فهي قتيلة بنت عبد العزي “أم رومان”، وولادتها في بيت أبو بكر وزواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم كانا العاملان الرئيسيان في تعلمها قيم الدين الإسلامي وعلومه الشرعية، مما جعلها أفقه الصحابيات.
زواج السيدة عائشة من الرسول صلى الله عليه وسلم
ترجح الكثير من المصادر أن السيدة عائشة رضي الله عنها خُطبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهي سن 9 سنوات وتحديدًا في العام الثاني للهجرة عقب وقوع غزوة بدر، أما عن زواجها منه فيُقال أنه تم وهي في عمر يتراوح ما بين العاشرة من عمرها والسادسة عشر.
هي ثالث زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم عقب سودة بن زمعة، وبعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنه.
وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تحظى بمكانة كبيرة لدى الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت أحب الناس إليه، وقد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم :” فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على باقي الطعام”.
كما أنه من أبرز المواقف التي تدل على شدة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لها أنه أقام في حجرتها عندما مرض في أيامه الأخيرة قبل وفاته، وذلك بعد أن أستأذن زوجاته الأخريات.
جهاد السيدة عائشة رضي الله عنها
كانت السيدة عائشة من أبرز الصحابيات اللاتي شاركن في العديد من الغزوات من أجل مساعدة المقاتلين المسلمين، ومن أبرز هذه الغزوات التي شاركت فيها غزوة أحد التي قامت فيها بإمداد الجنود بالماء، وذلك وفقًا لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنها:” ولقد رأيتُ عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ وأمَّ سُلَيمٍ، وإنّهما لمُشَمِّرَتانِ، أرَى خَدَمَ سوقِهما، تُنْقِزَانِ القِرَبَ على مُتُونِهما، تُفرِغانِه في أفواهِ القومِ، ثمّ تَرجِعانِ فتَملآنِها، ثمّ تَجيئانِ فتُفرِغانِه في أفواهِ القومِ”.
صفات السيدة عائشة
عُرف عن السيدة عائشة رضي الله عنها بحبها للجهاد في سبيل الله.
كانت حريصة على مساعدة المقاتلين المسلمين بسقايتهم للماء وإسعاف الجرحى منهم.
اتسمت بالفطنة ورجاحة العقل، كما أنها كانت شديدة الحياء.
كانت رضي الله عنها تحرص على الاجتهاد في طاعة الله، وقد كانت تحرص على الصوم بكثرة وأداء قيام الليل.
اتسمت بفصاحة اللسان وبلاغة القول.
كانت من أبرز الصحابيان الزاهدات عن الدنيا.
حادثة الإفك
تعرضت السيدة عائشة رضي الله عنها لأصعب الابتلاءات في حياتها والتي تمثلت في حادثة الإفك وهي الحادثة التي نزلت فيها الآية الكريمة لتبرأها من الاتهامات التي تخوض بالسوء في عرضها، وقد نزلت الآية في سورة النور (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)
فقد روي أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تشارك في غزوة المريسيع أو بني المصطلق وذلك بعد أن أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم قرعة لاختيار من تشاركه في تلك الغزوة والتي وقعت عليها وكانت تبلغ من العمر 15 عام.
وعقب انتهاء الغزوة وعند رجوع الجيش إلى منزله تأخرت السيدة عائشة عنهم لقضاء حاجتها، وعند عودتها اكتشفت أنها فقدت قلادتها فذهبت لتبحث عنها، وعندما عادت وجدت أن جميع القوافل رحلت حيث اعتقد الجنود أنها في هودجها.
انتظرت السيدة عائشة رجوع أحدهم ولكنها لم تتمكن من البقاء مستيقظة حيث نامت، وفي الصباح استيقظت على صوت صفوان بن معطل السلمي وهو يطلب منها أن تركب رحلته من دون أن تتحدث معه بأي كلمة.
وعقب هذا الموقف فقد ساءت الحالة الصحية للسيدة عائشة رضي الله عنها ولم تعلم بالإشاعات التي أطلقها عبد الله بن أبي سلول الذي يُعرف بـ”رأس المنافقين” وقد رآها فور عودتها عندما ركبت الراحلة مع صفوان بن معطل السلمي.
وقد أخبرتها أم مسطح بالإشاعات التي تُقال عنها وقد زادت حالتها سوءًا، وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الموقف:” أمّا بعد، يا عائشة، إنّه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنّ العبد إذا اعترف ثمّ تاب، تاب الله عليه”، وقد زاد الحديث من بكاء السيدة عائشة إلى أن نزلت الآية الكريمة التي برأتها.
متى توفيت عائشة
اختلفت المصادر في تحديد سنة وفاة السيدة عائشة رضي الله عنها، فقيل أنها توفت في العام 57 للهجرة، وقيل أنها توفت في العام 58 للهجرة، وقد صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنها بعد أن دُفنت بالبقيع.
ويمكنكم قراءة المزيد عن السيدة عائشة رضي الله عنها من خلال الموسوعة العربية الشاملة: