إليكم اذاعة مدرسية عن الصداقة التي تُعد العلاقات الأولى في حياتنا؛ فنحن نبدأ بالتعرف على العالم خارج نطاق الأسرة لأول مرة من خلال أصدقاء المدرسة، ومن خلال طباعهم المختلفة التي تجعلنا ندرك وجود الاختلافات بين البشر، فالصداقة هامة في أوقات الاحتياج إلى المرح، والاحتواء، وفي أوقات الشدة أيضًا، وفي هذا المقال من موسوعة نعرض إذاعة عن الصداقة للمدرسة مميزة.
الصداقة هي أفضل أنواع العلاقات الإنسانية التي توجد داخل أي مجتمع بشري؛ فهي التي تدعم وجود أشخاص أسوياء في المجتمع من الناحية الاجتماعية، وفي فكرهم، وميولهم، ووفي جميع تعاملاتهم؛ فلكل صداقة طابع يُضيف إليك الكثير من الخبرات؛ فقد تُكون صداقات أثناء دراسك تبقى معك طوال حياتك، وقد تكون الصداقات أثناء عملك، وتكون أيضًا من أوفى الصداقات التي يُمكن أن تكوّنها.
كما أن الصديق الحقيقي لا يُقاس بعدد سنوات الصداقة، ولكن يُقاس بما مر بينكم من مواقف، وذكريات، وأوقات مرحة، وأوقات حزينة، ولحظات جنونية، ومغامرات جديدة، وغير ذلك الكثير؛ فمن الأصدقاء من يظل معنا لسنوات، وفي النهاية لم يُثبت أنه الصديق الوفي؛ لذا يُقاس الصديق بمواقفه مع صديقه في جميع أوقاته.
صباح الخير إلى جميع أصدقائي اليوم نُفرد إذاعتنا بموضوع الصداقة الذي يُعد محور حياتنا في هذه المرحلة العمرية التي نمر بها؛ فهذا الوقت هو وقت تكوين الصداقات، واكتشاف المجتمع من حولنا بنظرة مختلفة نراها من خلال الأصدقاء، وأهم ما يُميز الصداقات هو الإخلاص، وأن تكون صديق صدوق حقًا، فلا تخونه، ولا تغدره، ولا تُفشي سره، ولا تُكذبه، ولا تكذب عليه؛ فإن كثيرًا من الصداقات هي الحياة.
نبدأ فقراتنا الإذاعية بالقرآن الكريم مع تلاوة الطالب……..
بسم الله الرحمن الرحيم ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)”.
نستأنف فقرات إذاعتنا بكلام خير خلق الله سبحانه وتعالى، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الطالب……..
عن أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والسَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”. حديث صحيح ورد في صحيح البخاري.
والآن مع فقرة الشعر العربي التي يُلقيها علينا الطالب……….
قال ابن الرومي:
لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ سَبقتْ صواعقُهُ إليَّ صبيبَهُ.
رجَّيْتُهُ للنائبات فساءني حتى جعلتُ النائباتِ حسيبَهُ.
ولَما سألتُ زمانَهُ إعناتَهُ لكن سألتُ زمانه تأديبَهُ.
وعسى معوِّجُهُ يكونُ ثِقَافَهُ ولعلَّ مُمرضَهُ يكونُ طبيبَهُ.
يا من بذلتُ له المحبةَ مخلصاً في كلّ أحوالي وكنتُ حبيبَهُ.
ورعيتُ ما يرعى ومِلتُ إلى الذي وردَتْهُ همَّتُهُ فكنتُ شَريبَهُ.
شاركتُهُ في جِدِّهِ ورأيتُهُ في هزله كُفْئي فكنتُ لعيبَهُ.
أيامَ نسرحُ في مَرَادٍ واحدٍ للعلم تنتجعُ القلوبُ غريبَهُ.
وكذاك نشرع في غديرٍ واحدٍ يصف الصفاءُ لوارديهِ طِيبَهُ.
أيسوؤُني مَنْ لم أكنْ لأسوءَهُ ويُريبني من لم أكن لأُريبَهُ.
ما هكذا يرعى الصديقُ صديقَهُ ورفيقَهُ وشقيقَهُ ونسيبَهُ.
أأقولُ شعراً لا يُعابُ شبِيهُهُ فتكونَ أوّلَ عائبٍ تشبيبَهُ.
ما كلُّ من يُعطَى نصيبَ بلاغةٍ يُنسيهِ من رَعْيِ الصديقِ نصيبَهُ.
أَنَفِسْتَ أن أمررتُ عند خصَاصةٍ سببَ الثراءِ وما وردتُ قليبَهُ.
إني أراك لدى الورود مُواثبي وإذا بدا أمرٌ أراك عقيبَهُ.
ولقد رَعَيْتَ الخِصبَ قبلي برهةً ورعيتُ من مرعى المعاشِ جديبَهُ.
فرأيتُ ذلك كلَّه لك تافهاً وسخطتُ حظَّك واحتقرتُ رغيبَهُ.
شهد الذي أبْديتَ أنك كاشحٌ لكنَّ معرفتي تَرَى تكذيبَهُ.
وإذا أرابَ الرأيُ من ذي هفوةٍ ضمنتْ إنابةُ رأيهِ تأنيبَهُ.
ولقد عَمِرْتُ أظنُّ أنك لو بدا منّي مَعيبٌ لم تكن لِتَعيبَهُ.
نُبِّئْتُ قوماً عابني سفهاؤُهُمْ وشهدتَ مَحْفِلَهُمْ وكنتَ خطيبَهُ.
عابوا وعبْتَ بغير حقٍّ منطقاً لو طال رميُك لم تكن لتصيبَهُ.
في نهاية فقراتنا الإذاعية لهذا اليوم نؤكد على أهمية الصداقة في حياة الفرد، وما تُمدنا به من قوة وطاقة إيجابية لتحمل جميع متاعب الحياة، وما توفره علاقات الصداقة من وقت رائع.