إليكم مقال عن ” اذاعة القران الكريم المصرية ” وبرامجها ، تُعد الإذاعة واحدةً من أكثر الوسائل الإعلامية الجماهيرية انتشاراً في العديد من الدول، نظراً لما تمثله من وسيلة إعلامية سهلة التعامل وبشكل خاص مع غير المتعلمين، كما أنها وسيلة إعلامية قليلة التكلفة ومتوفرة يمكنك الاستماع إليها في أي زمان ومكان، بمجرد أن توافرت لديك إشارة البث الإذاعي لها، ودون أن تكون مُطالب بدفع اشتراك مادي نظير الاستماع إليها.
لذا تعمل الدول ساعية للاهتمام بالبث الإذاعي وإقامة أبراج لتقوية الإرسال لتتمكن من تغطية كافة أرجاء محافظاتها بقنواتها الإذاعية المحلية، ونقدم اليوم لكم من موسوعة معلومات عن إذاعة القرآن الكريم من القاهرة.
لا شيء قد يسمو بالنفس البشرية ويهديها إلى سبيل الهداية والسلام النفسي سوى الاستماع لآيات من الذكر الحكيم، آيات القرآن الكريم، كلام المولى ـ عز وجل ـ والذي يحمل بين آياته كافة قواعد الهداية والصلاح في الدنيا والآخرة، والذي أنزله الله ـ سبحانه وتعالى على نبيه ورسوله محمد ليكون دليل المسلمين المُرشد في أمور دينهم ودنياهم.
وقد جاء إنشاء إذاعة القرآن الكريم المصرية في ظل سعي علماء الأمة الإسلامية من المسلمين لحفظ سلامة وقوام آيات القرآن الكريم من أي عبث أو تحريف لفظي، حيثُ ظهر في ستينات القرن العشرين نُسخة مطبوعة مُذهبة من القرآن الكريم، تم طباعتها على ورق ذو جودة فاخرة، وشكل خارجي راقي المقام، والتي كانت بالرغم من فخامتها إلا أنها رخيصة الثمن جداً.
ليتم اكتشاف أنه يوجد في داخلها بعض التحريفات الخبيثة لكلام الله سبحانه وتعالى قد تم فعلها عن قصد، ومن هذه التحريفات هي طباعة الآية الكريمة رقم 85 من سورة آل عمران ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ” دون أن يكون بها كلمة ” غير ” مما غير معني الآية تماماً، ولكن المولى عز وجل قد قال في كتابه الحكيم ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ “، والذي استطاع سبحانه بقدرته على حفظ آياته من العبث أن يتم الكشف عن هذا التحريف.
ليستنفر كبار علماء الأمة الإسلامية حينها، ويثور الأزهر الشريف مدافعاً عن كتاب الله، لينتج عن اجتماع آراء العلماء إيجاد أفضل وسيلة لحفظ القرآن الكريم وهي ضرورة أن يتم تسجيل تلاوة صوتية للمصحف الشريف برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ المصري الشيخ ” محمود خليل الحصري “، بواسطة الأسطوانات المدمجة ثم يتم توزيع نسخ موثوقة منها على كافة دول العالم الإسلامي، ليكون بذلك قد تم أول جمع صوتي شامل وموثق للقرآن الكريم، بعدما تم أول جمع كتابي للمصحف الشريف في عهد الصحابي أبو بكر الصديق خليفة المسلمين بعد وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم.
ولكن نظراً لقلة الإمكانيات المادية والتكنولوجية المطلوبة في ذلك الوقت لتحقيق هذا الهدف السامي والتي تمثلت في عجز الدول الإسلامية عن إيجاد أجهزة التشغيل اللازمة لإذاعة هذه الأسطوانات المسجلة على نطاق شعبي، بالإضافة إلى عدم توافر الطاقة الكهربائية بشكل كبير في الدول العربية وخاصةً في فترة ستينيات القرن العشرين.
لتخرج وزارة الثقافة والإرشاد القومي المصرية والتي كانت بمثابة وزارة الإعلام برئاسة الدكتور عبد القادر حاتم، بتصريح مفاده أنه أصبح من الضروري أن يتم تخصيص موجة إذاعية قصيرة المدى، وموجة أخرى متوسطة المدى الإذاعي، واللتان تختصان بإذاعة المصحف المرتل الذي تم تسجيله بصوت الشيخ محمود خليل الحصري.
ليوافق بالفعل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر على توفير هذه الموجات، ليبدأ البث الإذاعي لإذاعة القرآن الكريم المصرية في الساعة السادسة صباحاً من اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام 1383 هـ والموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر مارس عام 1964م .
وكان البث الإذاعي لإذاعة القرآن الكريم المصرية في بدايتها يستمر لمدة أربعة عشر ساعة يومياً بداية من الساعة السادسة صباحاً وحتى الحادية عشر صباحاً، ثم إعادة البث مرة أخرى من الساعة الثانية ظهراً وحتى الحادية عشر مساءً، وذلك من خلال موجتين إذاعيتين إحداهما قصيرة بتردد 30.75 كيلو هرتز، والأخرى متوسطة بتردد 259.8 كيلو هيرتز، لتصبح إذاعة القرآن الكريم المصرية هي أولى الإذاعات المختصة بتلاوة كتاب الله على مستوى العالم كله، وكان يتم تقديم التلاوات القرآنية بها بتلاوة المصحف الشريف كاملاً وبنفس تسلسل نزول السور القرآنية على خير الخلق سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
لتصبح بذلك فكرة إذاعة القرآن الكريم المصرية شائعة الاستماع في كافة الدول العربية والإسلامية في شمال أفريقيا وقارة آسيا حيثُ كان يتم التقاط البث الإذاعي الخاص بها بسهولة عبر (الراديو الترانزستور)، لتوالى من بعد ذلك إنشاء الإذاعات القرآنية على مستوى العالم العربي كله، بل والعالم أجمع بهدف حفظ آيات القرآن الكريم
يتم البث الإذاعي لإذاعة القرآن الكريم المصرية من خلال الترددات التالية:
في القاهرة الكبرى على تردد FM 98.2
في الإسكندرية FM 98.0
في بور سعيد FM 90.1
في المحلة الكبرى 99.6 FM
كما يمكنكم متابعة البث الإذاعي لها عبر القناة الإذاعية على قمر النايل سات عبر تردد 11766 أفقي
يمكن للمسلمين من مختلف دول العالم متابعة التلاوات القرآنية المُجودة بصوت أشهر القراء المصريين، والبرامج الدينية والتلاوات والتواشيح الدينية، والأمسيات الدينية الإسلامية عبر الموقع الرسمي الخاص بإذاعة القرآن الكريم المصرية.