تمثل الزراعة أحد أهم الأنشطة الاقتصادية على مستوى العالم، إلى جانب أنها تمثل عامل رئيسي من عوامل الازدهار الاقتصادي.
وعلى الرغم من كونها من أقدم الحرف التي مارسها الإنسان إلا أنها لا تزال حرفة أساسية لا تستغنى عنها أي دولة نظرًا لأنها تنتج مختلف أنواع المحاصيل التي تعد غذاء رئيسي للإنسان، إلى جانب أن منها ما يتم إنتاجه لغذاء الحيوان من الأعلاف مما يساعد بدوره على تعزيز الثروة الحيوانية.
وقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة على التطوير من الأدوات والآلات الزراعية بهدف زيادة الإنتاج الذي يحقق الاكتفاء الذاتي في الكثير من المحاصيل الزراعية، إلى جانب أنه يزيد الدخل القومي عند تصدير محاصيل من الخضروات والفواكه والحبوب الغذائية.
تعريف الزراعة
يشير مفهوم الزراعة إلى أنها حرفة أو نشاط يمارسه الإنسان بهدف الحصول على المحاصيل الزراعية في موسم الحصاد، وذلك يتم وفقًا لتوافر عوامل طبيعية مناسبة مثل المناخ ووفرة المياه ووجود تربة خصبة.
كما تُعرّف الزراعة على أنها مجموعة من الخطوات التي يؤديها الإنسان بطريقة علمية بهدف تحقيق الإنتاج الزراعي من النباتات والثروة الحيوانية.
كما يشير تعريف الزراعة قديمة على أنها عملية يتم فيها وضع البذور في التربة وتوفير لها كافة العوامل المناسبة للنضوج والذي يستغرق ذلك فترة محددة إلى أن يتم الحصول على محاصيلها في فترة الحصاد.
نشأة الزراعة
قديمًا كان الاعتماد الرئيسي في غذاء الإنسان الصيد بمختلف أنواعه، ولكن مع الزيادة في عدد السكان لم يعد الصيد كافيًا كغذاء مما أدى ذلك إلى الحاجة إلى لحرفة أخرى تلبي احتياجات الإنسان وقد كانت الحرفة المناسبة آنذاك الزراعة نظرًا لتوافر العوامل الطبيعية المناسبة.
وعن الإنتاج النباتي فتشير المصادر التاريخية إلى أنه من أقدم المحاصيل الزراعية كانت فاكهة التين التي يعود تاريخها إلى ما يزيد عن 11 ألف عام.
أما عن الإنتاج الحيواني فمن أبرز الحيوانات التي كانت تعد مصادر للحصول على الغذاء فتمثلت في الأغنام والأبقار.
وفي البداية كان لا يتم الاستفادة من حليب الأبقار في بعض الدول أبرزها منطقة جنوب شرق أوروبا إلا أنه عندما تعرض الحليب للانتقاء الطبيعي أصبح صالحًا للشرب، وقد ساعد على التطور الزراعي وازدهاره استخدام أحدث المعدات الزراعية والتي يتم الاعتماد عليها في الدول المتقدمة.
أنواع الزراعة
الزراعة التجارية
وهي الزراعة التي يتم تطويعها على نطاق واسع حيث يتم إنتاج أكبر عدد من المحاصيل الزراعية بهدف توريدها للأسواق التجارية، فالهدف من هذه الزراعة هو تنشيط التجارة، وتحقيق الربح من الزراعة.
زراعة الكفاف
وهو نوع بسيط من الزراعة يستخدم على نطاق ضيق حيث يهدف إلى تحقيق الإنتاج الغذائي في النباتات والحيوانات لسد حاجات المزارعين وذويهم فقط.
الزراعة النامية
وهي الزراعة التي تعتمد على آلات غير مستحدثة في الزراعة ويُطلق عليها هذا الاسم لأنها تنتشر في الدول النامية على وجه التحديد، ولكنها تعتمد على أكبر عدد من المزارعين، كما ما يعيبها أنها تتطلب فترة طويلة، وبالتالي فهي تؤثر بالسلب على ازدهار النشاط الزراعي وإنتاج أكبر عدد من المحاصيل.
الزراعة المتقدمة
وهي الزراعة التي تعتمد على أحدث الأساليب والآلات الزراعية والتي لا تتطلب عدد كبير من المزارعين، وبالتالي فهي لا تستغرق وقت طويل على عكس النوع السابق، وما يميزها أنها تحقق أكبر قدر من الإنتاج يكفي لتلبية حاجات السكان.
أهمية الزراعة
تشكل الزراعة عامل من أساسيات الحياة للإنسان لأنها توفر له الغذاء الذي يسد حاجته، كما أنها تمثل مصدر رزق للمزارع توفر له حياة كريمة.
لها دور فعال في ازدهار الصناعة حيث أن العديد من المحاصيل تدخل في مختلف الصناعات أبرزها الصناعات الدوائية، إلى جانب أن بعضها يدخل في صناعة الدهانات، فضلاً عن صناعة القطن وقصب السكر، وذلك ينعكس على قطاع الاقتصاد.
تعد من أبرز القطاعات التي تحد من نسبة البطالة في المجتمع حيث أنها توفر فرص عمل لأفرادها.
من الناحية المناخية فإنها تساعد على خفض نسبة الرطوبة، إلى جانب الحرارة المرتفعة.
تعمل على توفير الأمن الغذائي.
من الناحية البيئية تساعد على تعزيز معدل الأكسجين في الجو، وهذا بدوره يقلل من نسبة التلوث الجوي.
تعمل على خفض تجريف التربة.
تقلل من حدة الرياح.
عوامل قيام الزراعة
حتى تنجح العملية الزراعية ويتحقق الإنتاج النباتي والحيواني منها، فإن ذلك يتطلب توافر العوامل التالية:
التربة
تمثل التربة عامل أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في العملية الزراعية، وأهم شروطها أن تكون خصبة لضمان إنتاج المحاصيل، وأكثر المناطق التي يزداد فيها خصوبة التربة المناطق القريبة من الأودية ومجاري الأنهار أبرزها نهر النيل.
المناخ
يشكل المناخ أحد أهم العوامل الرئيسية في قيام الزراعة، فمن الضروري أن يتوافر المناخ المناسب للمحاصيل لضمان نضج ثماره، فالكثير من المحاصيل تتطلب درجات حرارة معتدلة، وفي حالة عدم توافر مناخ مناسب للمحاصيل فإن ذلك يؤدي إلى إتلاف المحاصيل الزراعية.
الأيدي العاملة
لا يمكن أن تنجح الزراعة من دون توافر الأيدي العاملة بجانب الآلات والمعدات، حيث أن نجاح النشاط الزراعي يتطلب الاستعانة بأفضل الكفاءات من المزارعين.
رأس المال
بجانب الأيدي العاملة فإن نجاح الزراعة أمر يعتمد على توافر رأس المال الذي يكفي لشراء كافة متطلبات الزراعة من الآلات والمعدات والبذور، وغيرها من المتطلبات الأخرى.
السوق التجاري
حتى يتم تحقيق الربح من الزراعة فإن ذلك يتطلب توريدها إلى الأسواق التجارية لكي يستفيد منها المستهلكين، وبالتالي تُلبى حاجاتهم.
عوامل تحقيق الزراعة المستدامة
العمل على تحقيق الاستغلال الأمثل للأراضي الزراعية.
تعزيز جودة الأراضي الزراعية.
ترشيد استهلاك المياه التي تعد من أهم عوامل قيام الزراعة.
الحفاظ على التنوع البيئي.
العمل على الحد من الفاقد الزراعي.
التقديم التكنولوجي في الزراعة
الزراعة بالميكرويف
تمثل الزراعة بالميكرويف أبرز الوسائل الحديثة في المجال الزراعي، والتي تعتمد على على تقنية الموجات متناهية القصر.
حيث يتم زراعة المحاصيل داخل الصوبات، ومن ثم تغطية أسطحها ببعض أنواع المعادن، وتعد هذه الوسيلة من التقنيات المناسبة في زراعة الصحاري.
الزراعة عبر الروبوتات
تم الاعتماد على الروبوتات في الزراعة منذ الثمانينات من القرن الماضي، حيث أنه يؤدي العديد من الوظائف التي توفر في الوقت والمجهود مثل رش المبيدات الزراعية.
إلى جانب تسميد التربة وحصد المحاصيل الزراعية من الفواكه، حيث أن الروبوت يتمتع بالقدرة على التعرف على الثمار الناضجة في مختلف المحاصيل الزراعية.
ري الزراعة بمياه البحر
تمكن العلماء من ري بعض المحاصيل الزراعة بمياه البحر أبرزها القمح، وذلك يتم من خلال تقنية التهجين حيث يتم إضافة جينات لنبات آخر مثل نبات الشليم إلى القمح لضمان نجاح الزراعة.
ونتيجة لهذا التهجين تم إنتاج محصول جديد يسمى “قمحليم” يناسبه الري بالمياه المالحة، إلى جانب إمكانية زراعته في التربة التي تحتوي على نسبة قليلة من الخصوبة.
مشاكل الزراعة
تتعرض الزراعة في مختلف دول العالم إلى العديد من المشكلات التي تؤثر بالسلب على إنتاجها للمحاصيل الزراعية، وتتمثل هذه المشاكل في الأتي:
افتقار بعض الدول إلى استخدام المعدات الحديثة في الزراعة نظرًا لضعف الإمكانيات.
بعض الدول تعتمد على فقط على مياه الأمطار في ري المحاصيل الزراعية، مما يترتب على ذلك قلة الإنتاج الزراعي وعدم تلبية حاجات السكان.
مشكلة الزحف العمراني التي تقلل من مساحات الأراضي الزراعية، مما يترتب على ذلك نقص الإنتاج من المحاصيل.
مشكلة التقلبات المناخية من الارتفاع أو الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، حيث يتسبب ذلك في إتلاف المحاصيل الزراعية.
مشكلة التصحر والتي تعد من أبرز المشكلات الزراعية الشائعة، وتحدث نتيجة للعديد من العوامل أبرزها الرعي الجائر والجفاف وانجراف التربة، إلى جانب إجهاد التربة لاستخدامها في الزراعة بشكل مستمر يزيد عن الحد المطلوب.
وفي ختام هذا المقال نكون قد قدمنا لكم بحث عن الزراعه حيث أوضحنا لكم تعريف الزراعة، إلى جانب أنواعها، فضلاً عن أهمية الزراعة على مختلف المستويات، كما عرضنا لكم العوامل الأساسية في قيام الزراعة، والعوامل الأساسية في تحقيق الزراعة المستدامة، وأبرز المشكلات الزراعية الشائعة.