إليكم أقوى قصيدة عتاب ، يمر الأحباء عادةً بفترة من المشكلات والاختلافات ما بين وجهات النظر والآراء، ولكن غالباً ما تمر سريعاً ليليها شيئاً من العتاب والصفاء النفسي والسلام، حيثُ يذكر في لطف كل منهما ما أحزنه من الثاني لتصفو النفوس ويعودوا وكأن شيئاً لم يحدث بينهما.
والعتاب هو ما يدعو الحب للاستمرار والتجدد من خلال تمسك كل طرف بالأخر وعدم قدرته على التخلي عنه، بل يبادر بعاتبته لتعود الأجواء بينهما خالية من المشكلات ونابضة بالحب والحياة.
وإليكم من موسوعة باقة من أجمل قصائد في عتاب الحبيب
قصيدة ” حلو والوعود متى وفاك ” لأمير الشعراء أحمد شوقي
حلو الوعود متى وفاك أتُراك منجزها تراك
من كل لفظ لو أذن ـت لأجله قبلت فاك
يروى الحلاوة عن ثنا ياك العذاب وعن لمَاك
رخصت به الدنيا فكيـ ـف إذا أنالته يداك
ظلما أقول جنى الهوى لم يجن إلا مقلتاك
غدتا منية من رأيـ ـت ورحت منية من رآك
والنفس تهلك مرّة والنفس يشفيها الهلاك
من علم الأجفان في أهدابها مدّ الشباك
وتصيّد الآساد بالـ ـآجام تسلبها الحراك
يا قاسي القلب أتئد وأقلّ جهدك في جفاك
ماذا انتفاعي فيك بالـ ـرحماء من باكٍ وشاك
نفس قضت في الحب من ولى برحمتها سواك
قصيدة ” وصالك لي هجر وهجرك لي وصل ” للشاعر محمود سامي البارودي
وِصَالُكَ لِي هَجْرٌ وَهَجْرُكَ لِي وَصْلُ فَزِدْنِي صُدُوداً مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَأْلُ
إِذَا كَانَ قُرْبِي مِنْكَ بُعْدَاً عَنِ الْمُنَى فَلا حُمَّتِ اللُّقْيَا وَلا اجْتَمَعَ الشَّمْلُ
وَكَيْفَ أَوَدُّ الْقُرْبَ مِنْ مُتَلَوِّنٍ كَثِيرِ خَبَايَا الصَّدْرِ شِيمَتُهُ الْخَتْلُ
فَلَيْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ لا طَلْحٌ يَرِفُّ وَلا أَثْلُ
خَبُثْتَ فَلَوْ طُهِّرْتَ بِالْمَاءِ لاكْتَسَى بِكَ الْمَاءُ خُبْثاً لا يَحِلُّ بِهِ الْغَسْلُ
فَوَجْهُكَ مَنْحُوسٌ وَكَعْبُكَ سَافِلٌ وَقَلْبُكَ مَدْغُولٌ وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ
بِكَ اسْوَدَّتِ الأَيَّامُ بَعْدَ ضِيَائِهَا وَأَصْبَحَ نَادِي الْفَضْلِ لَيْسَ بِهِ أَهْلُ
فَلَوْ لَمْ تَكُنْ فِي الدَّهْرِ مَا انْقَضَّ حَادِثٌ بِقَوْمٍ وَلا زَلَّتْ بِذِي أَمَلٍ نَعْلُ
فَمَا نَكْبَةٌ إِلا وَأَنْتَ رَسُولُهَا وَلا خَيْبَةٌ إِلا وَأَنْتَ لَهَا أَصْلُ
أَذُمُّ زَمَانَاً أَنْتَ فِيهِ وَبَلْدَةً طَلَعْتَ عَلَيْهَا إِنَّهُ زَمَنٌ وَغْلُ
ذِمَامُكَ مَخْفُورٌ وَعَهْدُكَ ضَائِعٌ وَرَأْيُكَ مَأْفُونٌ وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ
مَخَازٍ لَوَ انَّ النَّجْمَ حُمِّلَ بَعْضَهَا لَعَاجَلَهُ مِنْ دُونِ إِشْرَاقِهِ أَفْلُ
فَسِرْ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْكَ فَإِنَّمَا قُصَارَى ذَمِيمِ الْعَهْدِ أَنْ يُقْطَعَ الْحَبْلُ
قصيدة ” سأعطيك الرضا وأموت غماً ” لأبو نواس
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ
عَهِدتُكِ مَرَّةً تَنوينَ وَصلي وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي
وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ
فَإِن كانَ الصَوابُ لَدَيكِ هَجري فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ