إليكم في هذا المقال دليل أجمل قصص العرب ،إن تاريخنا العربي لمليء بالقصص والنوادر التي تستطيب بذكرها النفوس، وتطرب لها الآذان، وتصغي لها العقول، وتصفو لها لقلوب، فمنها الطريف والمخيف، ومنها المفرح والمحزن، فمنها ما يروح به عن النفس، ويفرح به القلب، وتزهو به الروح، ومنها ما يزجرها فتتعظ، أو يأمرها فتأتمر، أو ينهاها فتنتهي، ولمزيد من التفاصيل عن قصص العرب تابعونا على.
من قصص العرب الطريفة
قيل لأشعب: لو أنك حفظت الحديث حفظك هذه النوادر، لكان اولى بك، قال: قد فعلت، قالوا له: فما حفظت من الحديث؟ قال: حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان فيه خصلتان كتب عند الله خالصًا مخلصًا” قالوا: هذا حديث حسن فما هاتان الخصلتان؟ قال: نسي نافع واحدة، ونسيت أنا الأخرى.
من قصص ابطال الجاهلية
كان ربيعة بن مكدم مضرب المثل في الشجاعة، وفي مرة من المرات كان دريد بن الصمة في فوارس من فرسان بني جشم عند وادي كنانة، إذا بهم برجل معه ظعينة (امرأة على جمل)، فأرادوا أسرها، فبعث دريد أحد فرسانه لذلك، فقتله ربيعة، ثم بعث آخر فقتله ربيعة، ثم بعث ثالثًا فقتله.
فذهب دريد بنفسه، فوجد القوم قد قتلوا، فأعجب به، وأعطاه رمحه، ورجع إلى أصحابه فبث فيهم اليأس منه، فلما قامت الحرب بين القبيلتين أُسر دريد عند قوم كنانة ولا يعرفه أحدهم.
فلما رأته امرأة صرخت أن هذا الرجل هو الذي أعطى ربيعة الرمح (وكان ربيعة قد قُتل)، وأنها هي الظعينة التي كان ربيعة يحميها، فلما علم القوم بذلك فكوا وثاقه، وخلوا سبيله، ولم تزل نار الحرب منطفئة بين القبيلتين حتى هلك.
من حكايات التراث العربي قصص العرب التي صارت مضربا للمثل
يقولون: وافق شن طبقة.
وقد كان شن رجلًا من أكثر رجال العرب حكمة وذكاء، فأراد الزواج بامرأة مثله، فخرج إلى الطريق، وقابل رجلًا يسير في نفس طريقه، وبينما هما في الطريق سأل شن الرجل: أتحملني أم أحملك؟ فقال: يا جاهل كلانا راكب.
فمرا بقرية يحصد أهلها الزرع، فسأل شن الرجل: أترى هذا الزرع أُكل أم لا؟ فقال الرجل: يا جاهل اتقول عن الحصاد أكل أم لا؟، ثم دخلا القرية فمرا بجنازة، فسأل شن الرجل: أميت صاحبها أم حي؟ فقال الرجل: يا جاهل ترى جنازة تسأل عن حياة صاحبها.
وكان لهذا الرجل فتاة تُدعى طبقة، فلما دخل عليها أبوها مع شن ضيفًا أسر لها بحديثه، فقالت: أراد بالحمل الحديث لقطع الطريق، وأراد بأكل الزرع بيعه وأكل ثمنه، وأراد بحياة صاحب الجنازة بقاء عقب له يحيا بهم ذكره.
فخرج الرجل وفسر لشن ما كان يقصده، فسأله عن صاحب هذا الكلام، فأخبره أنها ابنته طبقة، فخطبها وتزوجها، وذهب بها إلى أهله وعندها رآها أهله قالوا (وافق شن طبقة) فأصبحت بعد ذلك واحدة من الأمثال.
قصص ذكاء العرب
عُرف عن الخليفة هارون الرشيد شدة ذكاءه وفطنته، وذات يوم كان يجلس في مجلسه بين وزراءه، فإذا امرأة تدخل عليه وتبدو أنها تدعو له، فقد كانت تدعو بأن يُقر الله عينيه وأن يفرحه بما أتاه وأن يتم سعده، وأنه قد حكم فقسط.
شعر وزراء الخليفة هارون الرشيد بالفرحة لما قالته المرأة، ولكن الرشيد سألها عن هويتها، فأخبرته بأنها واحدة من آل برمك من الذين قُتل رجالهم وسُلبت أموالهم ونوالهم على يديه.
فقال لها الرشيد أن أمر الله قد قضى في الرجال الذين قُتلوا، وأما عن المال فأنه سيرده إليها، فذهبت المرأة.
فشعر الوزراء بالحيرة مما حدث، فسألهم الرشيد عن فهمهم لما قالت المرأة، فأجابوا بأنهم يظنوا أنها لم تقل إلا الخير.
ولكن قال لهم الرشيد أنهم لم يفهموا حديثها، فقال أنها كانت تقصد بقرار العين بأنها تدعو عليه بالإصابة بالعمى لأنه سكونها عن الحركة، وأنها حين قالت فرحك الله بما آتاك فقد كانت تقصد قول الله تعالى (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة)، وأنها حين دعت بإتمام السعد فهي تقصد ما قاله الشاعر (إذا تم شيء بدأ نقصانه…ترقب زوالًا إذا قيل تم)، وحينما قالت لقد حكمت فقسط فقد كان المغزى من قولها هو قول الله تعالى (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا).
شعر الوزراء بالتعجب لما تتمتع به المرأة من ذكاء، وما يتمتع به الرشيد من فطنة ودهاء.
كان القاضي إياس بن معاوية بذكاءه ودهاءه الشديد، وذات يوم أتى إليه أحد الرجال وسأله ماذا سيفعل إذا أكل التمر، هل سيضربه أم لا، فأجاب معاوية بالنفي.
فعاد الرجل ليسأله مرة ثانية ماذا سيفعل إذا شرب كمية من المياه هل سيضربه أم لا، فأجابه إياس بالنفي.
فابتسم الرجل، وظن أنه انتصر على إياس، فسأله لماذا حُرم نبيذ التمر على الرغم من أنه خليط بين التمر والماء؟
فسأله إياس ماذا سيشعر إذا ألقى عليه التراب، هل سيتوجع أم لا، فأجابه الرجل بالنفي، فسأله إياس مرة ثانية هل سينكسر أحد أضلاعه إذا سكب عليه قدرًا من الماء؟ فأجابه الرجل بالنفي.
فسأله إياس ماذا سيحدث إذا خلط التراب مع الماء وتركه في الشمس ليجف ويتحول إلى طوبًا يضرب به رأسه؟ فأجابه الرجل بأن رأسه سوف تنكسر.
فقال له إياس أن هذا مثل هذا لا فرق بينهما.
القصة الثانية
ذهبت امرأة إلى أحد المجالس التي يجتمع بها التجار، وطلبت من أحد التجار الموجودين هناك خدمة مقابل 20 دينارًا.
فسألها التاجر عما تريد فأخبرته أنها متزوجة، وأنه منذ 10 سنوات ذهب زوجها ليجاهد ولكنه لم يعد حتى اليوم ولا تعرف عنه أي شيء، وأخبرته المرأة أنها ترغب في الطلاق حتى تتمكن من أن تعيش بحرية مثل باقي النساء، وطلبت منه أن يذهب معها إلى القاضي على أنه زوجها ثم يطلقها أمامه، فوافق الرجل.
وذهبا معًا إلى القاضي، فقالت المرأة للقاضي بأن هذا هو زوجها الذي تركها وغاب عنها لمدة 10 سنوات، وأنه يرغب في طلاقها.
فسأل القاضي الرجل هل هو زوجها، فأجابه الرجل بنعم وأنه يرغب في طلاقها، فتأكد القاضي من المرأة عن مدى رضاها بالطلاق فأجابته بنعم.
فحكم القاضي على الرجل بأن يُطلق المرأة، فقام الرجل بطلاقها، ولكن المرأة قالت أن فترة غياب زوجها عنها كانت 10 سنوات، وخلال تلك الفترة لم ينفق عليها أبدًا، وأنها ترغب في نفقة الطلاق بالإضافة إلى نفقة 10 سنوات.
فسأل القاضي الرجل عن سبب ترك الزوجة كل هذه الفترة دون أموال، وقتها شعر الرجل بأنه وقع في مشكلة كبيرة، وحدّث نفسه بأنه إذا أنكر أنه زوجها لتعرض للجلد والسجن، فأجاب القاضي بأنه عجز عن الوصول إلى زوجته وإرسال المال لها.
فأصدر القاضي على الرجل حُكمًا بدفع 2000 دينار نفقة للمرأة، فاضطر الرجل أن يدفع هذا المبلغ الذي أخذته المرأة وأعطته منه 20 دينارًا كما وعدته.
قصص العرب الطريفة
القصة الأولى
كان هناك رجلًا من أغنياء العرب يُعرف باسم خالد بن صفوان، وقد ذهب إلى امرأة ليخطبها فعرفها بنفسه، وقال لها أنها علمت عنه حسبه وماله الكثير، وأن هناك صفات يتسم بها سيخبرها عنها، وحينها تقرر أن تقبل به أو ترفضه.
فسألته المرأة عن تلك الصفات، فقال لها خالد أن الحرة إذا اقتربت منه جعلته يشعر بالملل، وإذا ابتعدت عنه جعلته يشعر بالعِلة، وأنها لا يمكن أن تصل إلى أمواله، وأنه أوقات يشعر بالملل لدرجة أنه إذا كان رأسه في يده لنبذه.
فقالت له المرأة أنها فهمت مقصده، وأن الصفات الموجودة فيه لا يرضوها لبنات إبليس، وطلبت منه أن ينصرف.
القصة الثانية
كان أشعب بن جبير المعروف ببخله وحرصه الشديد معجبًا بإحدى الجاريات في المدينة فكان يزورها من أجل التودد إليها.
وفي إحدى المرات طلبت منه أن يعطيها نصف درهم على سبيل السلف، فانقطع أشعب عن الذهاب إليها، وكان إذا وجدها أثناء سيره في الطريق كان يسلك طريقًا آخر.
فقامت المرأة بصنع دواء على هيئة مسحوق وأعدته لأشعب وذهبت به إليه، وحينما سألها عما تحمل أجابته بأنه دواء يعالج الفزع الذي أصابه.
فقال لها بأن تتناوله هي حتى يعالج ما حل بها من طمع، فإذا انتهى طمعها انتهى فزعه.
القصة الثالثة
ذات يوم ذهب رجل إلى الخليفة العباسي المأمون، وقد جاءه من إحدى البلاد البعيدة، فسأله الخليفة المأمون عن القاضي في بلده، فقال له الرجل أن هناك قاضِ يحكمهم لا يفهم ولا يعرف الرحمة، غضب المأمون بشدة وسأل الرجل كيف يحدث ذلك.
فقال له الرجل أنه في يوم أقرض رجلًا 24 درهمًا، واتفق معه على موعد ليرد فيه المال، وحين جاء الموعد ماطل الرجل في إرجاع المال إليه، فقرر الذهاب به إلى القاضي حتى يشكو له ما فعله، فحكم القاضي على الرجل برد المال.
ويستكمل الرجل بأن الرجل المديون قال للقاضي أنه يشتغل على حمارًا ويكسب من خلاله كل يوم 4 دراهم، وكان كل يوم يوفر درهمين، وبعد مضي 12 يومًا نجح في جمع 24 درهمًا، وأنه ذهب إلى الرجل حتى يُعيد إليه ماله ولكنه لم يجده وأنه لم يظهر إلا هذا اليوم فقط.
فسأله القاضي عن مكان الدراهم، فأخبره الرجل بأنه صرفها بالكامل، فسأله القاضي مرة ثانية عن موعد رده أموال الرجل، فطلب منه الرجل مهلة 12 يومًا يقوم فيها القاضي بحبس الرجل حتى يتمكن من جمع المال ويعطيه له، وذلك لأنه يخشى إذا جمع المال فلا يجد الرجل مرة ثانية فيضطر إلى صرفه.
فسأل الخليفة المأمون الرجل عن حكم القاضي، فأجابه الرجل بأن القاضي أمر بحبسه لمدة 12 يومًا حتى يتمكن الرجل من جمع المال مرة أخرى ورده إليه.
ضحك الخليفة المأمون وأصدر أمرًا بعزل القاضي من منصبه.
كان ذلك حديثنا عن قصص العرب. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.