يتعلم الصغار من القصص والروايات المبادئ والقيم الإنسانية السليمة، لهذا تعد من الطرق التربوية التي يمكن الاعتماد عليها بغرض حث الصغار على اتباع السلوكيات الحميدة.
كان ياما كان في غابه مليئه بالأشجار والطيور كان هناك غرابين أصدقاء يحلقون سويا فوق الحقول وينتقلون من بستان لأخر بكل سعادة ومرح.
ذات يوم حصل الغرابين على قطعة من الجبن وقررا أن يتشاركان فيها، وعلى هذا أقبل أحد الغرابين على تقسيمها بينها إلا أن أحد الغرابين رأى أنه الجزأين غير متساويين.
في تلك الأثناء كان هناك ثعلب ماكر يجلس تحت الشجرة وقد سمع حديثهما، وقرر أن يتدخل بينهما.
الثعلب: عذرا أيها الغرابين لقد سمعت حديثكما بدون قصد، يمكنني أن احل المشكلة وأقسم الجبن بالتساوي.
وافق الغرابين على كلام الثعلب وقدموا له قطعتين الجبن.
بدأ الثعلب في أكل جزء من قطعة الجبن ثم نظر وقال للغرابين أنهم غير متساويين، لذا أكل جزء من القطعة الأخرى.
ظل الثعلب يأكل من كلا القطعتين حتي أصبحت فتات صغيرة، وحين لاحظ أن الغربان أدركوا أنه أكل الجبن فر هاربا واختبأ في الحجر.
نظر الغربان لبعضهما وأدركوا أنه من الخطأ أن يدخلا أحد بينهما لحل مشاكلهما، بل عليهم حل خلافهم بنفسهم حتى لا يستغلهم أحد.
قصة ” محمود والأصابع الطويلة”
كان هناك طفل عنده 10 سنوات يدعى محمود وكان محمد يحب قراءة القصص المخيفة والمرعبة، وكان كل صباح يذهب إلى المكتبة ويقوم بقراءة قصة جديدة، ولكن محمود كان لديه عادة قبيحة وهي أنه كلما قرأ قصة مرعبة كان يقوم بعمل الحيل من أجل أن يخيف أصدقائه دائماً، وكان والداه يعرفان جيداً أن محمود يقوم بعمل هذه الخدع والحيل في أصحابه.
وكان والداه أيضا يعرفان موعد إقامة هذه الحيل حيث أن محمود طفل ذكي ولديه لمعان في عينيه كبير كما أنه كان دائماً ما يقوم بعمل تسريحات غريبة لشعره عندما ينوي القيام بحيلة من أجل أخافة أصدقائه.
ولكن على الرغم من هذا كان محمود محبوب من قبل الجميع لخفة دم، وفي يوم من الأيام قرر أصحاب محمود أن يردوا له ما يفعله بهم وطلب أحدهم أن يزوره في المنزل بعد المدرسة، واستأذن محمود من والديه فسمحا له ولكنهم اشترطوا عليه أن يعود قبل الغروب ولكن عبر الحديقة الكبيرة التي كانت بجوار المنزل.
وقد وعد محمود والده أن يخرج من عند صديقة مبكراً من أجل أن يعود قبل الغروب عبر الحديقة، وبالفعل ذهب محمود إلى صديقة وقضى اليوم معه وقد قرروا أن يقضوا الوقت في قراءة ومشاهدة الصور المرعبة ولكن محمود نسى موعده واخذه الوقت طويلاً مع صديقه وفجأة رأى السماء حالكة الظلام، فقام مفزوعاً قائلاً لابد أن أذهب إلى البيت حالاً.
نزل محمود من عند صديقه وأخذ طريقة عبر الحديقة الكبيرة وكانت الدنيا ظلام وهدوء شديد وقد كان محمود قلقاً من الظلام وعدم وجود أي أناره في المكان، وقد تذكر محمود أنهم عندما كانوا ينظمون مسابقة من أجل تكسير المصابيح عن طريق إلقاء الطوب عليها وأنه قد كان بطلاً في فعل هذا، وقد عرف محمود أن هذه الفكرة كانت فكرة سيئة وأنها تسبب الضرر لكثير من الأشخاص.
وسمع محمود أصوات الحشرات تأتي من كل مكان في الحديقة بشكل مزعج ومثير للقلق، وقد تخيل أن هناك شخص يتبعه قائلاً له هل تعرف ماذا افعل بك عن طريق أصابعي الطويلة وأسناني الحادة جداً؟
شعر محمود بالخوف الشديد وأخذ يجري ولكن الصوت والخطوات كانت تتبعه بسرعة أيضا وقد تكرر الصوت مرة أخرى ونفس السؤال، ثم توقف محمود وقال من هناك؟ إلا أن الشخص رد عليه سوف أقتلك بأصابعي الطويلة وأسناني الحادة مما دفع محمود إلى الجري بسرعة مرة أخرى حتى كاد نفسه أن ينقطع.
ولكن الصوت والشخص كان يتبع محمود ويكلمه بصوت أجش وكان يضحك ضحكة قوية ترج المكان، ووصل محمود بسرعة إلى منزله ولكنه قد رأى الوحش في البيت وصوته في كل مكان، ولكن عندما نظر محمود إلى الوحش وجد أنه والده، وقال له والده أنه هو من فعل به هذا المقلب من أجل أن يعرف عقوبة ما يفعله بالأشخاص الآخرين وتعلم محمود درساً لن ينساه أبداً.
قصص اطفال جديدة وجميلة
هناك الكثير من القصص التي تحمل معاني تعليمية هامة للصغار مثل قصة القنفذ وحيوانات الغابة التي يتعلم منها تقبل الآخر مهما كان مختلف.
القنفذ وحيوانات الغابة
في غابة بعيدة كان يعيش مجموعة من الحيوانات ومن بينهم قنفذ مسكين يحب اللهو واللعب.
كانت الحيوانات لا تحب اللعب مع القنفذ لأن أشواكه تسبب لهم ألم أثناء اللعب بجانبه.
ذات مرة حين كان القنفذ يلعب مع الأرنب بالكره قام بثقبها بواسطة أشواكه، وعلى هذا أصبح الأرنب يرفض اللعب معه.
في مرة أخرى أثناء لعب القنفذ مع السلحفاة تسبب لها في وخز من أشواك جسده، ولهذا السبب ابتعدت جميع الحيوانات عنه ولم يبقي احد للعب معه.
ظل القنفذ في بيته لأيام طويلة لا يخرج حتى لا يتأذى أحد منه، وبعد مدة لاحظ الحيوانات غيابه.
بدأ جميع الحيوانات في الغابة تتساءل عن القنفذ، لكن لا أحد يعلم لماذا اختفي.
حين فكر الحيوانات في ذلك الأمر لاحظوا أن الجميع تجنب التعامل مع القنفذ، لهذا قرروا أن يجتمعوا ليحلوا تلك المشكلة فلا يصح أن يكون هناك تفرقه بين الحيوانات.
في صباح اليوم التالي قرر الحيوانات الذهاب إلى منزل القنفذ، فحين فتح الباب ووجدهم جاؤوا من أجله فرح فرحا شديدا.
احضر الأرنب كمية من الفلين وقاموا بوضعه على أشواك القنفذ، ثم التف حوله جميع الحيوانات وقاموا باحتضانه للترحيب به وسطهم.
أدرك الحيوانات أنه من الضروري أن يتقبلوا الآخرين بكل عيوبهم ومميزاتهم، فلا يجب أن يتواجد بينهم شخص منبوذ، وعلى الجميع التعامل بحب واحترام.
على هذا أصبح الحيوانات تتعامل مع القنفذ بكل حب وود، بل وكل يوم كان يأتي الجميع في المساء من أجل تناول وجبة الطعام وقضاء وقت ممتع معاً.
الأسد الملك والفأر
يتعلم الأطفال من قصة الأسد الملك والفأر ضرورة مساعدة الآخر وأن القوي يجب عليه أن لا يفرض سيطرته وقوته على المحيطين به.
في يوم من الأيام كان الأسد ملك الغابة يفرض سيطرته على جميع الحيوانات، فكان يطلب من الجميع تقديم الولاء والطاعة له حتي لا يأكلهم.
ذات يوم أثناء سير الفار الصغير في طريقه رأى الأسد يجلس تحت الشجرة.
بمجرد أن لاحظه الأسد قام بمناداه حتى يتحدث معه، وقد جاء إليه الفار طواعية.
قال الأسد: لماذا لا تقدم لي التحيه أثناء سيرك أمامي، هل لا تشعر بالخوف مني؟
رد الفار: بالطبع لا يا سيدي، فإنك ملك الغابة.
قال الأسد: لقد قررت أن أتناولك كوجبه الغذاء.
قال الفأر: اتركني أيها الملك، فربما تحتاج إلى يوما ما.
ضحك الأسد ساخراً: لماذا قد احتاج إليك الفأر الضعيف.
قرر الأسد أن يترك الفار يرحل.
في يوم جاء بعض الصيادون للغابه، ووضعوا مصيدة من أجل الأسد.
وقع بالفعل الأسد في المصيدة، ولم يأتي أحد من الحيوانات لإنقاذه.
حين سمع الفار ما حدث في الأسد تذكر أنه تركه يرحل دون أن يؤذيه، لهذا قرر أن يساعده.
ذهب الفأر وقام بقطع المصيدة بواسطه أسنانه الحادة، واستطاع أن يخرج الأسد ويهربان بعيد عن الصيادين.
تعجب الأسد أن الفار الصغير قد انقذه، فقد أوفى بوعده له.
قدم الأسد جزيل الشكر للفأر على مساعدته وإنقاذه، وتعلم أنه في يوم من الأيام عليه أن يساعد المحتاج ومن يقع في محنه.
أسئلة شائعة
من أفضل قصص الأطفال الحديثة؟
هناك الكثير من قصص الأطفال التي تتضمن الكثير من المعاني والسلوكيات الحميدة التي تعلم الطفل أحترام الآخر والتحلي بالأخلاق والقيم، ومن أبرزها قصة الراعي البسيط وقصة السلحفاة والأرنب.
ما الفائدة من قراءة القصص؟
أن دور القصص تنمية الخيال الإبداعي للطفل وزيادة الحصيلة اللغوية، مع تقوية المهارات والتفكير، وعلى هذا تستخدم القصص والروايات كطريقة تعليمية حديثة.