في الفقرات التالية نعرض لكم أجمل اشعار فيس بن الملوح المُلقب بمجنون ليلى، فقيس يعد من أشهر الشعراء الذين ظهروا في العصر الجاهلي، وقد كتب العديد من الأبيات الشعرية في حب محبوبته ليلى بنت العامري، فقد أحبها لدرجة الجنون، فأطلق عليه الناس آنذاك اسم مجنون ليلى، وظلت قصة حبه مع ليلى من أشهر قصص الحب التي خلدها التاريخ حتى يومنا هذا، فقد كتب قيس العديد من أبيات الغزل في وصف المرأة التي يحبها، كما كتب العديد من الأبيات الشعرية التي توضح مدى تعلقه بها، وسنعرض لكم في الفقرات التالية من موسوعة أجمل الأبيات الشعرية التي كتبها قيس.
عاش قيس في فترة الجاهلية، وعاش في صباه مع ليلى بنت العامري وكانت ابنة عمه، وعندما كبرت ليلى أحبها قيس، وظل يكتب أبيات الشعر في حُبها، وعندما طلب من أبيها الزواج منه، رفض أبوها وزوجها لرجل أخر، فجُن قيس، وصار هائماً على وجهة في الصحراء ينادي باسم ليلى ويقول أشعار الحب فيها، فظهرت على أبيات شعره ملامح الحزن والألم، وسنعرض لكم في الفقرات التالية أجمل الأبيات الشعرية التي كتبها قيس بن الملوح عن محبوبته ليلى.
قصيدة أراحلة ليلى:
أراحلةُ ليلى وفـي الصدر حاجة
أقام بها وجدٌ فما يترحل
وقفنـا على دار البخيلة فانبرت
سواكبُ قد كانت بها العين تبخل
على دارس الأية عافٍ تعاقبت
عليـه صَبـاً ما تستفيق وشمأل
فلم يدر رسم الدار كيـف يجيبنا
ولا نحن من فرط البكا كيف نسأل
أجدَّك هل تنسى العهود فينطوي
بها الدهر أو ينسى الحبيب فيذهـل
أرى حبّ ليلى لا يبيد فينقضي
ولا تلتوي أسبابه فتحلّل.
قصيدة أحبك يا ليلى:
أحبك يا ليلى محبة عاشق
عليه جميع المصعبات تهون
أحبك حبا لو تحبين مثله
أصابك من وجد علي جنون
ألا فارحمي صبا كئيبا معذباً
حريق الحشا مضنى الفؤاد حزين
قتيل من الأشواق أما نهاره
فباك وأمـا ليله فـأنين
له عبرة تهمي ونيران قلبه
وأجفانه تذري الدموع عيون
فيا ليت أن الموت يأتي معجلاً
على أن عشق الغانيات فتون.
قصيدة أمر على الديار، تعد من أروع القصائد التي كتبها قيس بن الملوح لمحبوبته ليلى، والتي خلدها التاريخ لتُدرس في مدارس الأدب والشعر الجاهلي، ويقول قيس في أبيات تلك القصيدة:
أمر على الديار ديار ليلى
أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديار
أشارت بطرف العين خيفة أهلها
إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها
ويحيا إذا فارقتها فيعود
وما في الأرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حـين
مـخافة فرقة أو لاشتياق
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منــــزل
كلأنا مظهر للناس بغضا
وكل عند صاحبه مكين
تحدثنا العيون بما أردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين.
يظهر في أبيات تلك القصيدة مشاعر الحزن وألم الفراق عندما ودعت ليلى أرض نجد وتركت قيس، فقال قيس في القصيدة:
أتبكي على ليلى ونفسك باعدت
مزارك من ليلى وشعباكما مع
فما حسن أن تأتـي الأمر طائعـا
وتجزع أن داعي الصبابة أسـمع
قفا ودعا نجدا ومن حل بالـحمى
وقل لنجد عنـدنا أن يودع
ولما رأيت البشر أعرض دوننـا
وجالت بنات الشـوق يحنن نزع
تلفت نـحو الحي حتى وجدتنـي
وجعت من الإصغاء ليتا وأُخدع
بكت عيني اليسرى فلما زجرتـها
عن الجهل بعد الحلـم أسبلتا مع
وأذكر أيام الـحمى ثـم أنثني
على كبدي من خشية أن تصدع
فليست عشيات الـحمى برواجع
عليك ولكن خل عينيـك تدمع
معـي كل غر قد عصى عاذلاتـه
بوصل الغواني من لدن أن ترعرع
إذا راح يمشي في الرداءين أسرعت
إليه العيـون الناظـرات التطلع.